استخدمت في معرض «أسطورة الـ 99 » أحدث التقنيات الحديثة
NFT تعتبر فكرة جديدة في مصر
يجب أن يكون لمصر دور ريادي في الفنون
أسطورة الـ 99 تجربة فريدة ومبتكرة
على الفنان أن يواكب التطورات الحديثة
دينا فهمي الروبي، فنانة تشكيلية مصرية، شاركت في أكثر من 20 معرضًا فنيا حول العالم وهي إحدى الفنانات المعاصرات الرائدات بمصر في عالم الـ NFT، واستخدام التقنيات الحديثة في الفن التشكيلي، وترفض عادةً التقيد بأشكال إقامة المعارض التقليدية وتسعى دائمًا لوضع اللمسات الجديدة واكتشاف عالم آخر أكثر حداثة في فنها ومواكبة التطورات والأساليب الحديثة، وافتتحت منذ أيام قليلة معرضها الفردي الأول بـ «جاليري كليج بالشيخ زايد» بعنوان «أسطورة الـ 99» ويمثل هذا المعرض أحد أوائل المشروعات الفنية القائمة على هذا النوع من الفن في العالم الافتراضي، ويعتبر هذا المعرض تجربة فريدة ومبتكرة، وهي الأولى من نوعها تعمل على سد الفجوة بين الفن التقليدي، وجاء ذلك وسط حضور نخبة من الشخصيات العامة الدولية والسياسية وكبار الفنانين والإعلاميين، ومن أبرزهم الدكتور خالد العناني وزير السياحة والآثار، وأجرت "بوابة دار الهلال" حوارًا معها حول معرضها الأخير لمعرفة تفاصيله.. وإلى نص الحوار:
معرض "أسطورة الـ 99" هي أول تجربة فردية لكِ لها دور رياديّ، كيف أعدتكِ لها؟
فكرة المعرض راودتني منذ فترة ليست ببعيدة، ربما ما يقرب من عام، وذلك بعد أن سمعت عن موضوع الـ NFT (الرمز الغير قابل للاستبدال) استهواني هذا الأمر وقررت حينها أن أقرأ عنه وأعرفه أكثر وأدرس كل ما يتعلق به، لأني أردت أن تكون مصر رائدة في هذه الفكرة أو هذا المجال.
وشاركت في معارض كثيرة على نحو أكثر من 20 معرضا تشكيليّا، ومن ضمنهم 9 معارض دولية، تضمنت باريس ولندن وبارلين وفيينا ورما ومدريد وبودابست وغيرها، وآخرهم هو معرض اكسبو دبي 2020، بعدها قلت يجب أن أقيم معرضا فنيا يكون له ثقل ودور ريادي، وبما أن فكرة الـ NFT تعتبر فكرة جديدة في مصر فقررت أخذ الريادة فيها، ولهذا درست عنها كل شيء حتى أستطيع أن أمثلها وأكون على دراية بما أفعله، وبالتالي قمت بعمل هذا المعرض كحلقة متصلة بين الماضي المتمثل في الحضارة الإغريقية القديمة وبين الحاضر المتمثل في المعرض ذاته وأنه قائم بلوحات.. والمستقبل إن بعض من هذه اللوحات معدة بتقنية الـ " Digital Art"، ووضعت في الميتافيرس الذي يتجه له العالم الآن.
"أسطورة الـ 99".. لماذا اخترتي هذا الاسم لمعرضك الأول وما مدلوله؟
أسطورة الـ 99 هي أسطورة ضمن الأساطير الإغريقية القديمة والتي تتحدث عن أسطورة الـ 99 حصان، وغير ذلك فإن الرقم 99 يعد رقما مميزا جدا في "علم الأرقام" و"جودة الكلام" كما أنه يرمز أيضًا إلى الحكمة والقيادة والوئام العالمي والكرمة والمصير، وكذلك نجد أن أسماء الله الحسنى هي 99 اسما وهذه في حد ذاتها لها مدلول قويّ.
حدثينا عن «التوثيق والربط والرؤية» لمعرضك الخاص أسطورة الـ 99؟
بما إني أحب الأحصنة؛ سعيت لأن أجد فكرة تربط الجوهر الثلاثي للوجود وهم: (الماضي والحاضر والمستقبل) ببعضهما، فالماضي هنا هو المتمثل في الحضارة الإغريقية القديمة والدور المهم لدى الحصان، إشارة للـ 99 حصان من ضمنهم حصان الأسكندر الأكبر وحصان هركليز وغيرهم.. كلهم أحصنة في الأساطير اليونانية أو الإغريقية القديمة، وجميعهم لهم وضعهم وأهميتهم.
أبرز الحضور في حفل الإفتتاح؟
حضر في حفل الافتتاح الدكتور خالد العناني وزير السياحة والآثار، ورامون جيل-كاسيرس سفير إسبانيا، وإدواردو فاريلا سفير الأرجنتين، وتانيا أغيار سفيرة كوبا، وأيمن أمين سفير مصر في كرواتيا، ودبلوماسيون من سفارة الولايات المتحدة، ودبلوماسيون من السفارة الفرنسية، بالإضافة إلى مثقفين وعشاق الفن وجامعي التحف الفنية.
أهم ما يميز معرضك الأخير عن معارضك السابقة التي شاركتي فيها، والتقنيات المستخدمة؟
أهم ما يميز هذا المعرض أنه متكامل، أي أنه يوجد فيه لوحات مرسومة ويحتوي على لوحات " Digital Art" (الفن الرقمي)، وفيه أيضًا " Shadow art" (فن الظل) مثل الذي كان يصمم في المسارح الصينية القديمة بالخيال.. وقمت أيضًا باستخدام تقنية "Video Art" الفيديو أرت، حيث نقوم بعمل إخراج للوحات ويتم تفكيكها ونعيد ربطها مرة أخرى، وهذا يعدّ عملية تجديد في عالم الفن التشكيلي هنا في مصر.
وأضيف أيضًا بالنسبة لي عن ما يميز هذا المعرض عن معارضي السابقة هو أن المعارض السابقة هي معارض يقال عنها "معارض كلاسيكية" والتي تعرف بالشكل التقليدي للمعارض واللوحات المعلقة على الحوائط، فيمر الناس لمشاهدتها، ولكن في هذا المعرض كما ذكرت استخدمت عدة تقنيات حديثة كالـ " Digital Art" ، و" Shadow art"، و "Video Art"، بالإضافة إلى وجود لوحات فيها أفكار مختلفة مثل بعض اللوحات والأنوار تخرج منها وكأننا أضفنا نوع من أنواع التجديد .
ما هي المدرسة التي تفضلينها أو تميلي لها في الفن التشكيل؟
المدرسة التي أميل إليها في الفن التشكيلي هي مدرسة "المينيماليزم minimalism " والتي تعرف بمبدأ التخلي عن ما لا نحتاجه وتتسم بالبساطة في الألوان والشكل والمظهر وغيرها.. والألوان المستخدمة في معرضي إلى حد ما لها شخصية ولا تعتبر ألوان هادئة بشكل كبير، لكن يوجد ألوان قوية ومؤثرة تم استخدامها بعناية، ولا ينظر لها بالعين الاعتيادية (أي أن تمر على المتلقي مرور الكرام) بل لها وقع معين ومؤثر على المتلقي، وأيضًا يوجد لوحات بها "فن الكولاج" وأخرى "تكعيبية" فهو خليط أعد ليناسب جميع الأذواق وأن كل متلقي سيجد حتمًا ما يعجبه، والأهم أن لا يوجد أي شبيه من الكلاسيكية أو التقليدية إلا باستثناء بعض الخيول الذي كان مصنوع لها بورتريه ولكن معدّ لها أيضًا " Digital effect"وبالتالي تجد أن للوحات طبع معاصر ومختلف عن المدارس التقليدية التي اعتدنا عليها.
ما أهدافك التي تتطلعين إليها في مسيرتك الفنية؟
أتطلع دائمًا لأن يكون هناك تجديد في معارضي الخاصة، وتتحلى بعنصر المفاجأة، وأن المتلقي الوافد إلى المعرض لا يستطيع التوقع بما سيراه، وعندما يرى ما بداخل المعرض يشعر ببهجة وانبهار وأكون قد فقت توقعاته الخاصة بالإضافة أيضًا لأن يوجد دائمًا خطوة ريادية، كوني أيضًا أحب دائمًا أن أكون من أوائل الفنانين الذين يصنعون شيء مختلف.
هل يجب على الفنان أن يكون أناني فيما تعلمه واكتسبه من خبرات تجاه الفنانين المبتدئين ؟
من الأمور الأخرى التي أتطلع إليها أيضًا تطبيق عكس معنى هذا السؤال، هو أني أحرص دائمًا أن أشارك معرفتي بما درسته واكتسبته من خبرات فيما يخص موضوع "العالم الافتراضي" والتقنيات الأخرى كالـ " Digital Art"، والـ " NFT"، مع الفنانين الآخريين حتى يكون هناك نوع من أنواع الاستفادة لهم، حتى يتعلموا مهارة تخطي الصعاب والعواقب الذي تقابلهم كفنانين وكيفية التعامل معها.. لأنه في كثير من الأوقات عادةً يحدث شيء من التوقف عن الإبداع ويتعثر على المبدع إكمال طريقه، وأتمنى أن يكون لي دور فعال في مساعدة الفنانين وعلى الجانب الآخر أن يكون لديهم هم أيضًا وعي بالتطورات المستجدة والتي تطرأ وتجعل العالم يتجه إليها، وأتمنى أن يكون لمصر دور ريادي مثل الذي كان في الحضارة المصرية القديمة، فقد كنا رواد في الفن ومتفوقين جدًّا في فن العمارة والنحت والرسم واختيار الألوان وكيفية إعداد الصبغات من آلاف السنين.
الأمور التي تتمني حدوثها على مستوى الفن المصري؟
أتمنى أن نكون مواكبين لما يحدث ويطرأ علينا من مستجدات وتطورات معاصرة، وأن يكون هناك نوع من أنواع استرجاع الراية مرة أخرى في عالم الفن، وأن نكون جديرين وأن نسعى لأن يكون الفن المصري له ثقل عالمي، وأن ندرك أننا نحن المصريين من ابتدعنا عالم اسمه "عالم الفن" وأتمنى أيضًا في الفترة المقبلة أن تتجه أنظار العالم كله نحونا حتى يشاهدوا كم التطورات والحداثة التي تشهدها مصر ولن نتوقف أبدًا ونجعل مسيرتنا دائمًا للأمام.