الثلاثاء 14 مايو 2024

بعد إثارته للجدل.. أحمد كريمة: وصف تعدد الزوجات بالمفسدة اتهام للشريعة الإسلامية (حوار)

الدكتور أحمد كريمة

تحقيقات25-5-2022 | 20:36

محمود بطيخ

التعدد ليس واجبًا أو مكروهًا ولكنه مباحًا

إلغاء الولي في عقد الزواج مسألة خلافية بين الفقهاء

أثيرت حالة من الجدل خلال الأيام الماضية، حول أحقية زواج الرجل من زوجة أخرى في حالة السفر، وهو الرأي الذي ذهب إليه الدكتور أحمد كريمة، بينما عارضته الدكتورة آمنة نصير، مشيرة إلى أن هذا الرأي "فيه مفسدة".

وحسم الدكتور أحمد كريمة، أستاذ الشريعة الإسلامية بجامعة الأزهر بالقاهرة، مؤسس ورئيس مؤسسة التآلف بين الناس الخيرية، موضحًا في حواره مع "دار الهلال" أن الإعلام نقل تلك القضية بشكل خاطئ، مشيرًا إلى أن التعدد مُباح، وليس واجبًا ولا سنة ولا حرامًا أو مكروهًا.

بدأ البعض بأخذ قضية تعدد الزوجات كظلم للمرأة.. فما رد الدين الإسلامي في ذلك؟

أن المجتمع المصري حاليًا، غريب الشكل فإما فاشية الإخوان والسلفية، أو العلمانية، ولا يوجد وسط، فإما أن يعيشوا في تنطع وغلو الإخوان والسلفية أو في شراسة العلمانية، وذلك عيب على بلد الأزهر.

وفي مسألة تعدد الزوجات.. فهو ليس بواجب ولا سنة ولا حرامًا أو مكروهًا، فالتعدد مباح، وقال الله تعالى "فَانكِحُوا مَا طَابَ لَكُم مِّنَ النِّسَاءِ مَثْنَىٰ وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ"، وفقهاء الشافعية والحنابلة قالوا الاقتصار على زوجة واحدة إن لم توجد هناك مقتضيات.

وما ردك فيما يقال إن التعدد به مفاسد؟
 
عندما يقول البعض إن التعدد به مفاسد، فهل تتهم التشريع بالمفسدة، وإباحة الله عز وجل لذلك بآيات واضحة، هل يعد ذلك مفاسد.

والجانب الثاني.. نحن كعرب أو عالم ثالث ننظر للأمور بعين واحدة، ولنفرض أن الزوجة الأولى لا تحقق الشهوة التي أباحها الله أو المشاعر، ونحن كعرب منصبين على الشهوة الجنسية، ومن هذا الجانب فلنفرض أنها امرأة متبلدة، أو مقصرة، كيف يكون الحال وقتها.

أثار حديثكم مؤخرًا بإحدى القنوات الكثير من الجدل حول تلك القضية.. فما القصة؟

عندما تحدثت عبر القناة لم أكن أتحدث عن قضية التعدد إلا أن الإعلام نقله بشكل خاطئ، لأن بعض الإعلام في الوقت الحالي أصبح مباحًا لمن يعقل ولا يعقل.

وكنت أُجيب عن تقرير، يسأله مجموعة من المغتربين، ومن بين الأسئلة: ماذا لو أن مغترب سافر في بعثة للتعليم أو الارتزاق، وغير قادر على العودة لزوجته، وذلك يحدث بالفعل، إما لعدم توافر المال أو لتعقيدات الفيزا والتأشيرة، فماذا يصنع؟

وكان ردي هو أنه كل أربعة أشهر يجب عليه أن يزور زوجته، أو سفر زوجته له، وذلك لخبر سيدنا عمر بن الخطاب، رضوان الله عليه، حينما كان يتفقد الرعية ليلًا، فسمع صوت امرأة "تتشبب" أي تقول غزلًا لزوجها، ارتاع لهذا سيدنًا عمر، وقال أفي أمة محمد ونحن على قرب عهد من الرسول عليه الصلاة والسلام، امرأة تقول هذا الشعر، وعندما سأل عن زوجها علم أنه يجاهد منذ أشهر في جبهة القتال، وفي الصباح سأل السيدة حفصة ابنته، وقال يا أم المؤمنين كم تصبر المرأة على زوجها، فقالت أمثلك "كأب" يسأل مثلي "ابنته" عن هذا، فقال لا إن أمير المؤمنين يسأل أم المؤمنين، فقالت أربعة أشهر يا أمير المؤمنين فسـألها من أي عرفتي ذلك يا حفصة، فقالت لأن الله عز وجل قال في سورة البقرة "لِلَّذِينَ يُؤْلُونَ مِنْ نِسَائِهِمْ تَرَبُّصُ أَرْبَعَةِ أَشْهُرٍ فَإِنْ فَاءُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ"، فأرسل رضوان الله عليه منشور لجميع البلاد التي بها مجاهدين، بألا يغيب الجندي مهما كانت رتبته عن 4 أشهر، وفي حال صعوبة نزول الرجل فلما لا يتزوج.

البعض يسأل عن مشاعر المرأة في حال غياب الرجل؟

المجتمع المتخلف يقبل الخليلة ولا يقبل الحليلة، وعندنا أمثلة شعبية تقول عن الزوج "المرأة الأولى ترى جنازته ولا ترى جوازته".

وفي سؤالك عن ذلك، فإن الشريعة رسمت لها فلها أن تطلب التطليق كزوجة المحبوس أو الأسير أو المعتقل بعد أربعة أشهر، إذا أرادت ذلك.

ونحن لا نقول يجب ولكننا نقول يجوز ومباح، وهناك فارق كبير بين الاثنين، وفي الوقت الحالي تحول ما يجوز وما يباح إلى واجب، وذلك لأن المخطط لفقه الأسرة الآن أن يُلغى الزواج الإسلامي، وأن يكون زواجًا مدنيًا كأوروبا وأمريكا.

برأيك.. هل توجد محاولات لطمس الهوية الإسلامية؟

منذ القرن الماضي تُجرى محاولات مضنية،  هناك أجندات علمانية صرفة تريد أن  تغير وتبدل،  ومن ذلك المشروع المقدم من منظمة نسائية، يدعو لكشف الحسابات البنيكة للزوج، وذلك منافي للشريعة، وإلا فكيف أعطت الشريعة للزوجة ذمة مستقلة، لماذا تريد أن تنزع الذمة المالية من الزوج، وبعدها يقولون إن النفقة تزداد كل سنة، وذلك خطأ، لأن الزوج قد يكون لا يعمل موظفًا، ولا يأخذ علاوات.

وما رأيك في قضية إلغاء الولي في عقد الزواج؟

مسألة خلافية بين الفقهاء، ولكن الأول يجب أن يفهموا دور الولي قبل الحديث عنه، فدوره أن يكشف ولا ينشئ عن إرادة ورضى المرأة، هذه واحدة، والأمر الثاني يجب أن ننظر إلى بعض العادات والأعراف، كالريف مثلًا والصعيد والبدو لا يمكن للمرأة أن تدخل على أسرتها وتقبض الزراع وتقول لزوجي، فكيف يهدر، والرسول صلى الله عليه وسلم يقول "لا نكاح إلا بولي وصداق وشاهدي عدل".

وماذا عن حق الكد والسعي؟

ذلك يكون في الأعمال المالية، معنى إذا كان الرجل لديه مشروع تجاري أو اقتصادي، فهي تساعد زوجها فيه، وذلك الخبر الخاص بحبيبة بنت أوزيغ، والتي حكم سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه وأرضاه بورثتها، بأن يأخذوا نصف دخل ذلك الرجل لأنها كانت تساعده في الخياطه والحياكة، إلا أنهم يريدون أن يدخلوا ذلك في الأعمال المنزلية وأن يحولوا المرأة من زوجة إلى عاملة منزلية، من خلال أخذ مقابل خدماتها في بيت زوجها، وذلك فيه امتهان للمرأة، وهم بذلك يحاولون جلب النمط الأوروبي والأمريكي، وتطبيقه في بلاد سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم.

وما رأيك فيما قالته الدكتورة آمنة نصير من تصريحات جدلية حول قضية تعدد الزوجات؟

مع احترامي للزميلة آمنة نصير، وأنها زملية لي في الجامعة، إلا أنها هي من نادت بأن المسلمة يمكنها أن تتزوج بغير المسلم، مناهضة لكتاب الله الذي قال "وَلَا تُمْسِكُوا بِعِصَمِ الْكَوَافِرِ وَاسْأَلُوا مَا أَنفَقْتُمْ وَلْيَسْأَلُوا مَا أَنفَقُوا".

وبعد أن خطأها الأزهر تراجعت وقالت إنها كانت تنقل كلامًا من الغرب، وإنها تُحَضر بالغرب، إلا أنها كانت تتبنى تلك الدعوة.

تجديد الخطاب الديني أصبح حديث الكثير من العامة.. فما رأيك بتلك القضية المثارة؟

هناك فارق كبير بين التجديد والتبديد وكذا التطوير والذوبان والهيمنة والتجديد، فالتجديد لا ينال من الثوابت ولا القطعيات ولا المسلمات ولا المعلوم من الدين.

Dr.Radwa
Egypt Air