يرى العديد من الخبراء الصينيين أن الاتحاد الأوروبي، الذي وقع مؤخرا العديد من الشراكات مع دول أفريقية بهدف تقليص اعتماده على الغاز الروسي، لن يتمكن على المدى القصير من تنفيذ خطته التي أطلق عليها "ريباور أي يو" وذلك حسبما أشارت اليوم السبت وكالة "إيكو فين" الإفريقية، والمتخصصة في الشأن الاقتصادي.
ويسعى الاتحاد الأوروبي من خلال هذه الخطة إلى تنويع إمدادات الغاز، وتسريع طرح الغازات المتجددة، واستبدال الغاز في التدفئة وتوليد الكهرباء، ومن ثَم تقليل الطلب على الغاز الروسي في أقرب وقت ممكن، مع تحديد الهدف مبدئيًا عند نسبة الثلثين قبل نهاية العام.
من جانبه قال جين لي، الأستاذ المساعد في جامعة الصين للبترول ومقرها بكين : "إن الخطة الأوروبية التي تهدف إلى تقليل الاعتماد على الوقود الأحفوري الروسي، من خلال التعاون مع الدول الأفريقية المنتجة للذهب الأسود غير قابلة للتنفيذ على المدى القصير إلا أنه أشار إلى أن السعي للتعاون في مجال الغاز مع إفريقيا يمكن أن يضمن إمدادًا طويل الأمد للدول الأوروبية.
وأردف قائلا: "إلا أن مصادر المياه البعيدة لا يمكن أن تروي عطش اللحظة"، موضحا إن المشروع ليس قابلاً للتطبيق لأن إنشاء صناعة نفطية عابرة للقارات، تشغيلية ومربحة، يمكن أن تستمر لسنوات عديدة.
وأضاف قائلا:" في الواقع ، تستفيد أوروبا في شراكتها في مجال الطاقة مع روسيا من شبكة واسعة من خطوط الأنابيب. ميزة تفتقر إليها في سياق تعاونها مع إفريقيا، مشيرا إلى أن حل هذه المشكلة يكمن في توسيع نظام خطوط أنابيب الغاز الذي يربط إفريقيا بأوروبا، والذي يقتصر حاليًا على عدد قليل من البلدان في شمال إفريقيا.
ووفقا لـ ليوا هونجوو، عميد معهد الدراسات الأفريقية في جامعة تشجيانج Zhejiang Normal ، يجب على الدول الغربية ، والدول الأوروبية على وجه الخصوص، إعادة التفكير في استراتيجيتها للطاقة في إفريقيا من خلال دمج الصين في المعادلة، مشيرا إلى أن التعاون مع العملاق الآسيوي من شأنه أن يمكن الاتحاد الأوروبي من زيادة استكشاف موارد الطاقة في إفريقيا، في سياق يتسم بالإعلان عن خروج العديد من شركات النفط متعددة الجنسيات من السوق الإقليمية.
يشار إلى أن شركة "ريستاد إنرجى" أكبر شركة استشارية مستقلة في مجال الطاقة في النرويج، أوضحت في أحدث دراسة لها منذ أيام أن تنفيذ خطة "ريباور إى يو" سيتطلب ما لا يقل عن 1000 مليار يورو من الاستثمارات، وقال كارلوس توريس دياز، رئيس أبحاث الطاقة في " ريستاد إنرجى" في حين أن هذه الأهداف قابلة للتحقيق، فإن الأمر سيستغرق التخطيط والاستثمارات والبناء ومستويات الإنتاج في زمن الحرب لتحقيق الأهداف بحلول عام 2030.