الأحد 19 مايو 2024

خبير عسكري: مناورات بحر البلطيق - 2022 ستكون اختبارًا لقدرة السويد وفنلندا على الإسهام في أمن أوروبا

مناورات بحر البلطيق - 2022

عرب وعالم2-6-2022 | 16:32

دار الهلال

قال جيمس هولمز أستاذ علوم الحرب في كلية الحرب البحرية الأمريكية "نيوبورت"، إن التدريبات البحرية المشتركة التي بدأت الأحد الماضي في منطقة بحر البلطيق ستكون "اخبارًا للحالة" بالنسبة لكل من فنلندا والسويد لقياس قدرتهما ومستوى إسهامهما في تحقيق قدرة الردع العسكري الأوروبية المشتركة وبخاصة بعد قبول طلبات انظمام كلا البلدين إلى عضوية الناتو في الثامن عشر من شهر مايو الماضي. 

وأشار الخبير الأمريكي - في مقابلة مع دورية "ستارز اند ستريبس" الأمريكية المتخصصة - إلى أن مناورات بحر البلطيق البحرية، التي تستضيفها السويد هذا العام وتستمر حتى السابع عشر من الشهر الجاري، ستكون فرصة أمام بحريتا السويد وفنلدنا لاكتشاف قدراتهما القتالية عمليًا، وذلك امتداد لمساهمات بحريتا كلا البلدين عبر السنوات الماضية، كعضون من خارج الناتو، في أعمال التدريب البحري التي ينفذها الناتو في مياه البلطيق.

وبصورة عامة - وفقًا لما أكده ستيباستيان بيرنز كبير باحثي شئون الدفاع فى المعهد الأمريكي للدراسات الاستراتيجية والدولية - تعتمد دول الشمال الأوروبي في استراتيجيتها الدفاعية على القطع البحرية المقاتلة الصغيرة التي تعاونها المقاتلات ذات القدرة على التحليق في الأجواء الساحلية والممتدة قواعدها بطول سواحل تلك الدول، وهي اعتبارات يقول المحللون إن طبيعة الجرافيا لدول شمال أوروبا هي التي تمليها عليهم لردع أي أعمال عدائية.

كذلك تلعب الغواصات الشبحية ذات القدرة العالية على التخفي والتسلل والإفلات من رادارات الرصد الساحلية، والتي تمتلك السويد عددًا منها، كقوة ردع بحري إضافية في استراتيجية الدفاع لتلك الدول بالإمكان توظيفها من جانب مخططي الناتو الدفاعيين لقطع سبل الاختراق بردًا وبحرًا أمام أي عدائيات صادرة عن الجانب الروسي في الاتجاه الاستراتيجي لبحر الشمال والمحيط الأطلنطي عبر مضيقي شاجيراك وكاتيجات الاستراتيجيان في البلطيق. 

وبالإضافة إلى السويد وفنلندا تشارك في مناورات البلطيق - 2022 هذا العام قطع بحرية من ألمانيا وتركيا وفرنسا وبلدان أخرى من أعضاء الناتو بإجمالي 14 بلدًا، وتركز مناورات هذا العام على أعمال القتال البرمائي، وأعمال الدفاع الساحلي، ورصد واصطياد الغواصات المعادية، والدفاع الجوي الساحلي. 

كذلك تركز مناورات البلطيق - 2022 التى يشارك فيها 7000 جندي من مشاة الأساطيل الأوروبية على رفع كفاءة وقدرة قوات الناتو في مجال مكافحة أعمال التلغيم البحري واستخدام تقنيات تطهير وإزالة ألغام المسطحات البحرية والمائية، وكذلك استخدام الطرازات الحديثة من الغواصات التي تعمل بدون طواقم في مواقف تماثلية مع المعارك الحقيقية وهو ما أكدته البيانات الصادرة عن قيادة الدعم الأوروبي في السلاح البحري الأمريكي.

كما تستهدف مناورات البلطيق - 2022، رفع كفاءة قوات التصدي السريع الأوروبية لمواجهة أي تهديدات إرهابية قادمة من البحر باتجاه أراضي دول الإقليم، وكذلك الأعمال الإرهابية التي تستهدف السفن وحركة الملاحة. 

وقالت ميخائيللا لينجو رئيسة وحدة الاتصالات في مركز العمليات الحربية البحرية السويدي إن مشاركة السويد هذا العام في مناورات البلطيق - 2022، لها "طعم خاص"، حيث باتت السويد إحدى دول حلف الناتو، وأكدت أن النجاح الذي حققته المناورات هذا العام سيشجع السويد على طلب استضافتها في الأعوام القادم وهي البلد الذي سبق لها استضافة تلك المناورات على مدار أعوام ثلاثة مضت قبل انضمام السويد لعضوية الناتو هذا العام.

الاكثر قراءة