الإثنين 6 مايو 2024

ياريت .. ندرك أهمية الاستماع والاحتواء والحب

مقالات5-6-2022 | 17:24

اعتدنا أن نسمع هذه الأيام عن انتحار الكثيرين خاصة من الشباب وأيضا قتل بعض الآباء أو الأمهات لأطفالهن ظواهر غريبة وقاسية تثير دهشتنا جميعا ويسرع الكثيرون فى إصدار الأحكام على مثل هؤلاء ومنهم من يتهمهم بالكفر أو الجنون وغيرها من الأحكام المصدرة دون علم ببواطن الأمور أو الأحداث التي مرت على هؤلاء.

وبالطبع أنا أرفض تماما مثل هذه الحوادث وأتألم كثيرا عندما اقرأ أو أسمع عنها بل أحيانا أصاب بالرعب أو الخوف لأن مثل هذه الظواهر لا تبشر بخير وتنم عن وجود خلل مجتمعي كبير ولكني تعودت دائما أن أبحر وأبحث فى أعماق هذه الظواهر لكي أصل إلى بعض من أسبابها ليتني أجد بعد النصائح والحلول، وبالبحث والتفكير وجدت أن أهم أسباب هذه الظواهر هي كالتالي:-

*عدم قدرتنا على احتواء من نحب من هم فى حاجة إلى اهتمامنا واحتوائنا فمن الصعب بل من المستحيل أن تجد شخصا مستقرا اجتماعيا وسط أهل وأصدقاء يحبونه ويسمعون له ويساندونه يُقدم على الانتحار بل معظم من ينهون حياتهم لا يجدون من يسمعهم ويهتم بهم ويفهمهم أيضا لأن الأهم من أنك تستمع لمن تحب أن تفهم جيدا مشاعره ومعاناته ونقاط ضعفه حتى تستطيع نصحه بشكل جيد واحتوائه.

لذلك رجاء لا تبخلوا على من تحبون بالسمع والفهم والاحتواء لعلكم تكونوا طوق النجاة لهم بل لا تبخلون على أي شخص يلجأ اليكم يطلب المساعدة فلعل الله ساقه إليك لتنقذه من مصير أليم ولأنك تستحق هذا الأجر والثواب العظيم فمن أحيا نفسا فكأنما أحيا الناس جميعا.

*السبب الثاني من وجهة نظري القسوة التي تتصدر المشهد حاليا فى معظم العلاقات ففي الماضي كانت العلاقات بين البشر سلسه وبسيطه وكان جميع البشر يتعاملون مع بعضهم البعض بتلقائية وبحب كنا نرى الرحمه والتعاطف بين الجميع سواء اهل او أصدقاء او جيران او ازواج الجميع مستعد دائما لمساندة ومساعدة الآخر لكن الأن اصبح كل مننا يعيش بجزيرة منعزله عن اقرب الناس اليه واصبح الصراع والتوتر هو السائد بمعظم العلاقات أصبح كل مننا متخوف من الاقتراب من الأخر .
لذلك اتمنى ان نسترجع روح الماضي الجميل وننعزل ولو قليلا عن شيطان هذا الزمان الا وهو الموبايل ووسائل التواصل الاجتماعي التي هى من وجهة نظري وسائل الخراب الإجتماعي فقبلها كانت البشرية تعيش في هدوء وسلام وحب اما الان فنعيش فى غل وحقد وقلق وتوتر .

*السبب الاهم من وجهة نظري هو بعدنا عن الله عز وجل فالجميع يلهث وراء تحقيق المستوى المادي اللائق والحياه الكريمه وقصرنا كثيرا فى تقربنا لله واداء العبادات بالشكل المطلوب وايضا عدم ايذاء الاخرين فالبعض مننا تمسك بمظهر الدين واهمل جوهره واساسه الا هو المعامله "فالدين المعامله" ولو راعينا الله فى تعاملنا مع الآخرين لما سمعنا بهذه الحوادث البشعه فوقتها سيختفى الظلم والقهر والحقد والغل وسنحيا جميعا فى سلام وامان.


لذلك ارجوكم ان تتقربوا لله عز وجل وان تراعوا حقوق الآخرين وتهتموا بجوهر الدين.

*ومن الأسباب المهمة ايضا عدم وجود توعية كافية للأطفال والشباب سواء توعية دينية او اجتماعية او ثقافية .


لذلك أرجو من القائمين على المؤسسات التربوية والثقافية والإعلام والفن والمؤسسات الدينية والشبابية الاهتمام بتقديم كل ما يفيد هؤلاء الشباب وتفعيل دور القدوة دائما امام هذه الأجيال.

وفى ختام مقالي هذا أتمنى أن نحيا جميعا فى سلام وأمان.

Dr.Randa
Egypt Air