الأحد 19 مايو 2024

كنوز «دار الهلال»| محسن علم الدين: التمثيل لا يقتصر على الشباب والإنتاج السينمائي قليل

محسن علم الدين

فن5-6-2022 | 23:02

منار بسطاوي

رحل عن عالمنا صباح اليوم الأحد، المنتج محسن علم الدين، متأثرًا بإصابته بفيروس كورونا، وشيعت جنازته من مسجد مصطفى محمود بالمهندسين.

ونُقدّم لكم من أرشيف «دار الهلال» في السطور التالية حوارًا سابقًا للمنتج الراحل محسن علم الدين يعود لعام 2012، وهو بعنوان "السينما طول عمرها تعتمد على الشباب والموسم السينمائي انضرب وفشل".

مـاذا عن خطواتك التي بـدأت مـع المـنـتـج الـراحـل رمسيس نجيب؟

تـنـهـد عـلـم الـديـن وبـدأ يسترجع أحداثاً مرت عليها أكثر من خمسين عاماً وكأنه يعود بالزمن للوراء أو كـمـا يطلق عليـهـا السينمائيون مصطلح «فلاش باك» أو العودة للخلف وقد بدأ في الكلام بداية كان من طمـوحـاتي أن ألتحق بالكليـة الحـربيـة ولـم أكن أفكر في العمل في الفن وقتها مثلي مثل أي شـاب يحلم بالانضـمـام للمنظومـة العسكرية ولكني لم أوفق فالتحقت بكلية التجارة وأحببت الدراسة فيها وحـصلت على بكالوريوس إدارة الأعمال بتقدير جيد وحينها عرضت علي أكثر من وظيفة.

وكيف تعرفت على المنتج رمسيس نجيب؟

عن طريق أحد المعارف الذي عرض علي وظيفة مدير حسابات في شركة رمسيس نجيب فقبلت على الفـور وحـدد لي مـيـعـادًا مع المنتج رمسيس وكـان الموعد في اسـتـديو الأهرام وبدأ يبتسم قبل أن أعاجله بسؤالي الذي توقـعـه عندمـا ذكـر اسـتـديو الأهرام والموقف المضحك التي تعرض له حينها

 معقولة مكنتش تـعـرف فـين استديو الأهرام؟

 ضحك بشدة قبل أن يقـول «آه مكنتش أعرف مكانه بالضبط»، اللي كنت أعرفه أنه في شارع الهرم لكن فين «الله اعلم».

وهـو لا يزال في حـالة الضـحك وعـشـان کـده اضطررت أمـشى من أول شارع الهرم لآخره عشان ألاقى الاسـتـديـو وهذه كانت البداية مع المنتج رمسيس نجيب والعمل في أول فيلم لي وهو "اذكريني" وتدرجت في المناصب وصـولاً لأن أصـبـحت المنتج المنفذ لشركة رمسيس نجيب، وعملت أكثر من ٢٥ فيلماً كمنفذ إنتاج.

ومـاذا تعلمت من المنتج رمسيس نجيب؟

 تعلمت منه أشياء كثيرة أهمها الاقتصاد في الإنتاج بحيث لا يأتي هذا على حـسـاب الـصـورة النهائية، وتقليل جـودة العمل فليس كل مـا يظهر على الشـاشـة يستلزم إمكانيات كبيرة وتكلفة عالية فيمكن أن نستطيع إظهار صورة العمل في أحسن جودة، وذلك بإمكانيات قليلة، وهذه من أهم الأشياء التي تعلمتها من المنتج الكبير رمسيس نجيب «ليس كل ما يراه المشاهد يستتبع

بالضرورة تكلفة كبيرة».

 ما طبيـعـة عـمل المنتج المنفذ؟

 أجاب بتلقائية شديدة المنتج المنفذ هـو الجندي المجـهـول للعـمل الفني فـهـو المسؤول عن الفيلم من بدايته لنهايته بجميع عناصره الفنية من إخراج وسيناريو وممثلين فهو يقـوم بـجلسـات عـمـل مـسـتـقـرة مع عناصـر العـمل الفني للوصـول لخريطة توضح معالم العمل بكل تفاصيله الصغيرة قبل الكبيرة، ويكون مسئولًا عن تنفيذها على أرض الواقع عند البدء في التصوير، فهي وظيفة الشمول الفني حسبما قـال الذي يقوم بالربط بين أفراد المنظومة الفنية حتى يصل العمل إلى التوزيع والعرض في السينما، یعني من الأخر هو المسؤول عن الفيلم من أول مشهد لحد آخر مشهد.

مـا رأيك في أن السينما أصبحت تـعـتـمـد الآن على الشـباب بعكس فـتـرة مـثل الثمانينيات مثلاً كانت تعتمد على «الجـراندات» أو الممثلين الكبار؟

رد بابتسامة: السينما طول عمرها في كل الفترات الإنتاجية من الثـمـانـينيـات حـتى الآن تقـوم على أكتاف الشباب وذلك قبل أن يتجه بنظره إلى الحائط الذي تعلق عليـه صور جميع الفنانين ويقوم بالإشارة بإصبعه على صورة للنجم مـحـمـود ياسين في شبابه ثم يقوم بالإشارة على زاوية أخرى في ركن يقـابلـهـا لصـورة للـمـمـثـل الشـاب أحـمـد عـز، ويقـول مـوضـحـاً لا يـوجـد فـرق بين الجيلين من حيث هذه النقطة فجميع الأجـيـال بدأت شابة ولكن التكوين الجـسـمـاني للمـمـثل في فـتـرة الثمانينيات ومـلامـحـه كـانت توحي أنه أكبر سنًا ولكن سنه الحقيقي يكون سن الشباب وأكبر دليل على کده أن بوسي ونجلاء فتحي بدأوا في سن النضـوج وكانـوا يـلـعـبـون دايمًا دور البطولة النسائية في هذه السن الصغيرة وأيضًا الأدوار الرومانسية.

وعـشـان کـده تقـدر تـقـول أن السينما دلوقتي تعتمد على الشباب أو أصـبـحـت شـبـابيـة أكـثـر بالفكر الجـديـد والسيناريوهات وظـهـور تكنولوجـيـا جـبـارة زي الجـرافـيك وتطور تكنيك الإخـراج والتـصـوير والديكور عن زمان لكن السينما طول عمرها قائمة على الممثلين الشباب.

 ما الصعاب التي أدت إلى قلـة كـثـافـة الإنتاج في الوقت الحاضر عن الماضي؟

طبعاً زمان كان فيه كثافة في الإنتاج أكبر بكثير فقد جاءت فترات كانت تنتج فيها السينما المصرية أكثر من 80 عملاً في السنة بعكس الآن فـعـدد الأفـلام لا يتـجـاوز العشرين في الموسم ويرجع هذا إلى زيادة تكلفـة الأفـلام في العـصـر الحديث بشكل كبير ومع الظروف الاقتصادية التي تمر بها البلد ففي أحـيـان كـثـيـرة لا تغطى الإيرادات تكلفة الفيلم مما يجعل كل منتج لا يجازف إلا بإنتاج فيلم واحد في السنة مما يقلل من كمية الأفلام في الموسم السينمائي وطبعاً بقي فيه أزمة إنتاج لارتفاع أسعار تأجير أماكن التـصـوير بشكل مبالغ فيه والإجراءات التي لا تنتـهـى وتقـوم بتعطيل العمل الفني فلو حـبـيت تصـور في مطار أو أي مكان عـام فيكون تأجير هذا المكان بالساعة وبأرقام فلكية 15 ألفاً تجعل المنتج يقلع عن فكرة التصـوير في هذا المكان وهذا سوف يؤدي لعدم سير عجلة الإنتاج بسبب ارتفاع أسعار أماكن التصويـر وأيضًا ارتفاع أجور النجوم بشكل كبير مما يسبب أزمة في الإنتاج وخصـوصاً في الظروف الاقتصادية الراهنة.

 ولذلك ظهـرت التكتلات الفنية؟

أكيد وذلك لمواجهة تكاليف الإنتاج الباهظة فكل شركة تكون لها دور في المنظومـة الـعامة للعـمل فـشـركة تكـون مـسـئولة عن الإنتاج والأخـرى مـسـئولة عن التـوزيع والعـرض في أماكن العرض التي تمتلكها ومن رأيي الشخصي هذه الأحلاف سـوف تجـعـل العـمل السينمائي ذا شمول فني وسترتقي بمستوى الأعمال في الفترة القادمة.

• مـا رأيك في الموسم السينمائي الحالي؟ وكيف ترى موسم رمـضـان مـن حيث المسلسلات؟

الموسم انضرب بالبلدي بسبب الظروف التي تمر بها البلاد في الوقت الحالي مما تسبب في إقفال أدوار العرض لفترات طويلة واسـتتبع هـذا خسارة كبيرة للمنتجين في هذا الموسم أما موسم المسلسلات في رمضان فلن نسمع هذا العام عن الكم الفلكي من عدد الأعـمال الذي كان يصل إلى أكثر من 80 عملاً وخـصـوصاً أن تكلفـة المسلسلات أصبحت تتخطى تكلفة الأفـلام مما جعل بعض الشـركـات، توقف مشاريعها القادمة في رمضان، وذلك لخـوفـهم من الظروف الحالية التي سـوف تقلل نسـبة المشاهد بالطبع.

قمت بعمل أكثر من فيلم أجنبي في مـصـر لماذا تـوقـفت هذه التـجـارب وتوقف أصحاب الإنتاج الأجنبي عن التصـوير بمصر؟

بالفعل قمت بالعمل كمنتج منفذ لأفـلام إنتـاج أجنبي مـثل الأنجيل، والسهم الذهبي وفيلم إنتاج هندي اسـمه "المقـامر الكبير" وكانت تجارب مفيدة حيث أفادتني وأثقلت خبرتي وذلك من خـلال الـعـمل مع عناصـر أجنبي تـتـمـتع بالحـرفـيـة الـعـالـيـة والتنظيم في العمل الفني بشكل كبير ولكن للأسف التعسف والروتين في إصدار التصاريح لهذه الجهات بـالتصوير في أماكن مصرية والروتين الذي اتبعته جهات إبداء الموافقات أدت إلى تطفيش الشركات الأجنبية من تكرار التجربة والتصوير على أرض مصر وبالتالي قطع مصدر هام للدخل القـومي تحول وذهب لدول أخرى مثل المغرب وغيرها أصبحت بديلًا للتـصـوير على أراضـيـهـا وقـامت بجني المليارات من وراء ذلك.

ولو أردت أن تـقـوم بـعـمل للـثـورة فـمـاذا سيكون الخط الرئيسي للفيلم؟

مبـادئ وروح الثـورة والإصرار والعزيمة والفكر الجديد للبنة الأولى للثـورة العظيـمـة الـتي سيكتبها محللون التاريخ في الكتب من حروف من ذهب.

 ومـا دور الرقابة الفـتـرة القادمة وخصوصًا أن البعض ينادي بإلغائها؟

أنا لسـت مـع الآراء الـتي تنادي بإلغاء الرقابة نهائيا ولكن يجب أن تكون الرقابة مـوجـودة من حيث وضـع قـواعـد عـاملة لشكل الفيلم العام والسلوكيات ولكن لست مع تقنين حرية الفكر فـهـذا يلغي الإبداع فـأرى دور الرقابـة الفـتـرة القادمة سوف يتيح الحرية الفكرية أكثر من السابق.

وأخيرًا ما علاقة البورصة بالإنتاج السينمائي وانخفاض البـورصة هل سيؤثر على الإنتاج؟

طالما كانت العلاقة بين البورصة والإنتاج طردية عندما ترتفع الـبورصة يزيد الإنتـاج وعندمـا تنـخـفض تتـوقف عجلة الإنتاج السـينمائي حـيث تؤثر البورصة تأثيراً كبيراً في العملية الإنتاجية لأنها توضح النقـود فـهي عصب الاقـتـصـاد في البلد إذا توقف هذا العصب أصاب الإنتاج بشكل عـام والإنتاج السينمـائي بشكل خـاص بالشلل لأن هناك أصـحـاب إنتاج يكـون مـصـدر إنـتاجـهـم الأساسي من الـعـمل بالـبـورصـة ومع ظروف الـبورصة المتدهورة في الوقت الحالي ولأجل رجوع كل عجلة الإنتاج السينمائي وللعمل على ازدهار السينما أرى أن الفنان يجب أن يسـاهـم في انعاش البورصة ولو حتى بألفـين جنيه حتى نتخطى الأزمة الراهنة كما إنني مع مبادرة بعض الفنانين لتخفـيض أجـورهـم فـي الأعـمـال القـادمـة مما سوف يوفـر مـجـالاً فسيحاً للإنتاج، وازدهار السينما في الفترة المقبلة.