استذكر عضو البرلمان الأوروبي، النائب الفرنسي تييري مارياني، كلام البابا فرنسيس حول أن "نباح" الناتو على باب روسيا ربما أدى إلى العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا.
وفي مقال له نشرته صحيفة "valeursactuelles"، كتب تييري مارياني: "عادة ما تسارع وسائل الإعلام الأوروبية في التقاط تصريحات البابا فرانسيس..وعندما أعلن الأخير لـ"Corriere della Serra" في 3 مايو 2022: "لقد كان نباح الناتو على باب روسيا هو الذي دفع رئيس الكرملين إلى الرد بشكل سيء وإثارة الصراع"، لم يرحب أحد بتصريحاته، ومع ذلك، فقد صدمته الواقعية الصحية: روسيا لم تهاجم أوكرانيا بدون سبب"، حيث أن البابا فرنسيس كان قد قال في مايو إن "نباح" الناتو على باب روسيا ربما أدى إلى عملية عسكرية روسية في أوكرانيا، إذ ذكرت صحيفة "بوليتيكو" أنه بالرغم من أن البابا ربما لم يذهب إلى حد القول إن وجود الناتو في البلدان المجاورة "استفز" موسكو، إلا أنه اعتبر "ربما سهّل" الاجتياح".
وأضاف تييري مارياني في مقاله: "يتطلب الأمر عمى عدد قليل من أنصاف الخبراء لمحاولة التفسيرات الهستيرية التي يقرأها المرء في كل مكان: "التسمم بالقوة، والوحدة مع المرض ، والتعصب السلافي".. تنبع هذه الشيطنة بانتظام من الكراهية المقيتة للعالم الروسي، وهي تنبع من كسل تحليلي مخيف..عندما تقوم دولة بأكملها بتعبئة قواتها المسلحة، واقتصادها، وجهازها الصناعي في عملية بهذا الحجم ، فإن ذلك لا يكون بسبب الجنون ولا من تصميم جنون العظمة".
وتابع: "نعم، لم يعد بإمكان الروس أن يتحملوا بعد الآن أن يكونوا محاطين بدول تتغذى نخبها ودبلوماسيتها وقادتها على الأطلسي العدواني..نعم ، يعتقد الروس أن إلقاء الأسلحة الأمريكية بشكل مكثف ومتواصل على جيرانهم يشكل خطرا على أمنهم..لفترة طويلة، أرادت روسيا تحقيق تقارب مع أوروبا الغربية وعملت في هذا الاتجاه..يخشى الآن أن موسكو لم تعد تهتم بشعوبنا، معتبرة إياها تابعة للولايات المتحدة وبالتالي غير قادرة على الاستقلال على المسرح الدولي".
وأكمل: "موقف أوروبي آخر كان سيتجنب الطلاق مع روسيا ويمنع بالتأكيد هذه الحرب في أوكرانيا..انزلق الاتحاد الأوروبي شرقا في توسع متسرع وخاطئ في الحسابات..بدلا من دعم مكانة دول العالم اللاتيني، عالميا تاريخيا، أصبحت بروكسل معتمدة على الدول التي يحكم التاريخ على النظر بقلق إلى روسيا..هذا التطور يعاقب فرنسا بشكل كبير، والتي ستكون مصلحتها دائما جعل "التحالف العكسي" الشهير مع روسيا يزدهر".
وأردف في جزء من المقال: "الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي ممثل..يلعب مع كل تجوال العالم الغربي..مع الغزو الروسي لأوكرانيا، تمكن بسرعة من الاستفادة من العمى الأوروبي..
لا أحد يتذكر أنه أغلق الصحف، وقطع التلفاز، وسحب خصومه إلى المحكمة..ولا يستغرب أحد أن جولته البرلمانية الأوروبية لم تبدأ قبل الأزمة حفاظا على السلام في بلاده"، مضيفا: "عرف المخادع زيلينسكي كيفية تحريك العواصم الأوروبية المستعدة لارتكاب انتحار اقتصادي وجيوسياسي لإرضائه..إن تسليم الأسلحة في الوقت المناسب لأوكرانيا ليس عملية إنسانية، إنه ليس حتى قرارا استراتيجيا، إنه خلق بؤرة توتر جديدة تسبب وستتسبب في ضرر لا نهائي لفرنسا وأوروبا..يمكننا أن نرى بوضوح الأعمال الدرامية التي ولدتها هذه الهبات في العراق وسوريا وليبيا".
واستطرد مارياني: "مصلحة فرنسا ليست انتصار روسيا أو أوكرانيا في الصراع بينهما..مصلحتنا هي أسرع عودة ممكنة للسلام والعلاقات الطبيعية مع روسيا.
هذا الوضوح الاستراتيجي أصبح شيطانيا اليوم من قبل العقول المتلهفة لعيش حربهم الإسبانية بالوكالة. ومع ذلك، سيتم مشاركة هذه الأدلة من قبل المزيد من الفرنسيين لأنهم يعانون من الآثار الاقتصادية والاجتماعية الكارثية لهذا الوضع..علاوة على ذلك ، قد ينتهي الأمر بوسائل الإعلام بالتعب من المطالب المتزايدة للرئيس الأوكراني".
وتابع: "توقفوا عن النباح على باب روسيا..دعونا نتوقف عن خلق خصوم تافهين، وحركات دمى وحملات عدوانية ضد موسكو..
ليس لدينا ما نكسبه من أن نصبح مرتزقة لإمبراطورية آخذة في التدهور عندما تقوم روسيا أو الصين أو الهند أو الأرجنتين أو البرازيل أو المكسيك بتعديل أوراق العولمة..ليس لدينا ما نكسبه من إطالة أمد الحرب في أوكرانيا. سريعا، لنصبح عمال سلام".