نفذت الدولة المصرية خلال السنوات الماضية منذ تولي الرئيس السيسي الحكم في 2014 العديد من المشروعات الهادفة إلى تعظيم الاستفادة من الموارد المائية للبلاد من خلال مشروعات لتحلية المياه ومحطات الرفع إلى الأراضي الزراعية والمجتمعات العمرانية الجديدة بجانب الاهتمام بتطوير البحيرات المائية المصرية.
محطة تحلية مياه البحر بمدينة العريش
حيث تم إنشاء تحلية مياه البحر بمدينة العريش لتعمل بطاقة ١٠ آلاف م٣ / يوم بالعريش، تتكون من مأخذ بحري بطول ٦٦٠ م طاقة ٤٥ ألف م٣ / يوم، و٢ خط قطر ٧١٠ مم، وكذلك مبنى البيارة، وبيارة المأخذ البحري بطاقة ٤٥ ألف م٣ / يوم، و٩ مجموعة رفع مياه بطاقة ٦٣٠ م٣ / س، و١٠ مرشح رملي قطر ٤,٣ م ومبنى التحلية ويضم ٧ وحدات تحلية طاقة ١٤٥٠ م٣ / يوم.
استكمال البنية القومية لتنمية شمال سيناء
ومن بين المشروعات المائية أيضا كان مشروع استكمال البنية القومية لتنمية شمال سيناء، والذي تمثلت أهدافه في نقل مياه ترعة السلام عبر سحارة تحت قناة السويس إلى شبه جزيرة سيناء لتحقيق التوسع الأفقي في مساحة ٤٠٠ ألف فدان وتدعيم سياسة مصر بزيادة الإنتاج الزراعي وربط سيناء بمنطقة الدلتا وجعلها امتدادً طبيعيًا للوادي، بتكلفة ٩ مليار جنيه، وتحسين الظروف الاقتصادية والاجتماعية وخلق مجتمع زراعي تنموي جديد ومتكامل وتحسين معدل التوطين بسيناء واستغلال الطاقات البشرية في أغراض التنمية واتاحة فرص عمل، يستفيد من المشروع حوالي مليون مواطن.
حيث تم الانتهاء من توريد وتركيب شبكة الري العامة، وتم الانتهاء من صيانة منشآت الأعمال الصناعية بزمام هندسة جنوب القنطرة شرق، وكذلك تم الانتهاء من أعمال الحماية من زحف الرمال وأعمال التشجير لترعة الشيخ جابر من ٦١.٠٠٠ إلى ك ٨٦.٥٠٠، وتم الانتهاء من إنشاء شبكة الصرف لزمام ٢١٣٠ فدان بمنطقة جنوب القنطرة شرق.
تطوير البحيرات الشمالية
ويضم حوض البحر المتوسط في شمال مصر خمسة بحيرات شمالية وترتيبها من الغرب إلى الشرق (مريوط – إدكو - البرلس – المنزلة – البردويل) وتمثل هذه البحيرات أهمية اقتصادية بالغة حيث يبلغ إنتاجها من الأسماك أكثر من 75 ٪ من إجمالي الإنتاج في مصر، وتتعرض هذه البحيرات لمجموعة من التحديات والتي منها نقص واضمحلال مساحتها ومشاكل التلوث الناتج من عمليات التوسع في الأنشطة الزراعية والصناعية والمزارع السمكية.
وقد عملت الدولة على تطوير وتطهير تلك البحيرات، فقد تم تطوير بحيرة مريوط بعد معاناة دامت سنوات، بدأت الهيئة الهندسية بالقوات المسلحة في تنفيذ خطة تطوير وتنمية بحيرة مريوط، وذلك تنفيذًا لتوجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسي ضمن إستراتيجية الدولة في تنمية البحيرات الشمالية، حيث تعد تلك المرة الأولى التي تشهد فيها بحيرة مريوط أعمال تطوير لتعميق ورفع منسوب المياه بالبحيرة منذ عدة سنوات، ولأول مرة تصل الكراكات إلى البحيرة لتعميق ورفع المنسوب إلى ٣ أمتار، خاصة بعد أن شهدت البحيرة إهمالًا شديدًا، وقد أدّت الإجراءات الاحترازية من الري لمنع تكرار حادثة الغرق إلى خفض منسوب المياه وجفاف الأطراف، الأمر الذي أصبح يهدد الثروة السمكية بها.
وتضمن المشروع عدة محاور، فى مقدمتها تعميق البحيرة باستخدام معدات كراكات وحفارات حديثة لأول مرة، ما يؤدي إلى تعميق البحيرة ورفع منسوب المياه بها من ٣٠ سنتينمتر إلى نحو ٣ أمتار، وبالتالي الحفاظ على رفع منسوب المياه طوال أيام السنة وكذلك الحفاظ على المياه القادمة من مصرف القلعة داخل البحيرة، بالإضافة إلى أعمال إزالة الرواسب القاعية والتطهير.
بالإضافة إلى أن أعمال التنمية وتعميق البحيرة ستؤدي إلى اختفاء ظاهرة جفاف الأطراف التي ظهرت منذ عام ٢٠١٥ بسبب تجنب حادثة الغرق بمياه الامطار، وكذلك حماية البحيرة من التعدي على تلك الأطراف الجافة والاستيلاء عليها، حيث سيؤدي رفع منسوب المياه إلى عودة تلك الأطراف الجافة إلى عمق البحيرة.
وقد وصلت التعديات على البحيرة إلى 850 حالة تعدٍّ من إنشاء مبانٍ وعشش، وتم التنسيق مع وزارة الداخلية ومحافظة الإسكندرية وقيادة المنطقة الشمالية لإزالة تلك التعديات؛ حيث تم إزالة 400 حالة تعدٍّ حتى الآن.
وكذلك تطهير وتطوير "بحيرة المنزلة" هو ملف مشترك بين محافظات دمياط والدقهلية وبورسعيد وأحد أهم المشروعات التنموية التي يوليها الرئيس السيسي اهتمامًا خاصًا، وقطعت أعمال تطهير وتطوير بحيرة المنزلة شوطًا كبيرًا نحو استعادة البحيرة بريقها وطبيعتها باعتبارها أكبر بحيرات مصر الشمالية بالتخلص من التعديات التي انتهكت قوانين تنظيم الصيد بها وكذلك قطعت أعمال التخلص من الملوثات مرحلة متقدمة.
وهذه البحيرة هي من كبرى البحيرات العذبة وتبلغ مساحتها حوالي ٤٠٤,٦٩ كيلومترًا مربعًا، وعمقها يبلغ ١,١٥مترًا، وتقع "بحيرة المنزلة" في الجزء الشمالي الشرقي من دلتا نهر النيل، وتمتد لتتصل بثلاث محافظات، هي محافظة بورسعيد، ومحافظة الدقهلية، ومحافظة دمياط، وتشترك في حدودها الشرقية مع قناة السويس، ويحدها من الجهة الغربية فرع دمياط، ومن الجهة الشمالية البحر الأبيض المتوسط.
قناطر أسيوط الجديدة
وفي أغسطس 2018، افتتح الرئيس عبد الفتاح السيسي، قناطر أسيوط الجديدة التي تُعَد من أكبر المنشآت المائية التي بنيت على نهر النيل مؤخرًا لتحسين حالة الري، ويُعد أيضًا ثالث أكبر مشروع مائي مقام على نهر النيل بعد السد العالي وقناطر نجع حمادي، وقام بتنفيذها اتحاد شركات عالمية ووطنية، حيث استهدفت تأمين الاحتياجات المائية للحاضر والأجيال القادمة، والحفاظ على كل قطرة مياه من الهدر، وذلك عن طريق بوابات حديثة تعمل بنظام هيدروليكي للفتح والقفل، حيث تم تصنيع هذه البوابات في مصانع مصرية.
وكذلك تحسين حالة الري بإقليم مصر الوسطى في ٥ محافظات هي (الجيزة - الفيوم - بني سويف - المنيا - أسيوط)؛ لخدمة مليون و٦٥٠ ألف فدان أي ما يعادل نحو ٢٠٪ من المساحة المنزرعة بمصر.
سحارة سرابيوم
وفي فبراير 2018، افتتح السيسي سحارة سرابيوم والتي يبلغ طولها ٤٠٠ مترًا، بهدف نقل المياه أسفل قناة السويس الجديدة، وتوفير مياه الري من ترعة سيناء وتأمين وصولها من أسفل القناة الجديدة للمزارعين في منطقة شرق قناة السويس الجديدة وسيناء، حيث تقوم السحارة برى من ٧٠ إلى ١٠٠ ألف فدان، عند انتهاء المشروع بالكامل ويستهدف نقل مليون و٢٠٠ ألف متر مكعب من مياه مصرف المحسمة يوميًا إلى شرق القناة.
ويساعد المشروع في إقامة العديد من المشروعات الاقتصادية على محور قناة السويس الجديدة، وتوصيل المياه للأهالي بمشروع قرية الأمل بمنطقة شرق البحيرات، وهو عبارة عن إنشاء سحارة أسفل القناة الجديدة لتنقل مياه النيل لسيناء، وتُعد أكبر مشروع مائي ينفذ في منطقة الشرق الأوسط، حيث يمر أسفل قناة السويس الجديدة.
مشروعات مع دول حوض النيل
وكذلك عملت الدولة المصرية على تعزيز أوجه تعاونها مع دول حوض النيل، وإعداد الدراسات للمصادر المختلفة المغذية لنهر النيل وتنميتها وتقليل الفواقد وإجراء الدراسات الهيدرولوجية والتنبؤ بإيراد النهر، المتابعة المشتركة للمشروعات المقامة على النيل في إطار تعاوني مع دول الحوض والمشروعات التكاملية المشتركة لاستغلال الفواقد في أعالي النيل، بتكلفة ٤٣٥ مليون جنيه خلال الفترة من ٢٠١٥ إلى ٢٠١٩.
ومن تلك المشروعات الانتهاء من تنفيذ عملية إدارة الحشائش المائية بالمواقع الضحلة ببحيرتي كيوجا وألبرت مما يساعد على الحفاظ على المناطق السكنية حول بحيرة كايوجا، والانتهاء من عملية محطة طلمبات مدينة واو على نهر الجور، عملية محطة قياس المناسيب والتصرفات بمنجلا وتأهيل محطات القياس والمناسيب والتصرفات (محطة نيمولى) بجنوب السودان.
مشروعات مواجهة السيول
كذلك نفذت الدولة مشروعات عاجلة للحماية من أخطار السيول تشمل تنفيذ عدد 14 عملية تم تمويلها من صندوق تحيا مصر لمواجهة أخطار السيول بمحافظتي البحيرة والإسكندرية بتكلفة إجمالية حوالي ١,٢٥ مليار جنيه وشملت إنشاء (٤) محطات رفع (الخيري – الدشودى – شريشرا – تروجا)، وكذلك أعمال إنشاء مرسى للصيادين بالمكس (عمل حواجز أمواج بطول ٣٠٠م ـ عمل رصيف بحري بطول ٢٥٠م وعرض ٧م عند نهاية مجرى طرد المكس داخل البحر المتوسط).
وتغطية مصرف تعمير الصحاري وإنشاء وتطهير مجرى مصرف إدكو في بعض المسافات، وإنشاء كوبري خرسانة مسلحة على مصب مصرف القاهرة، وإنشاء بربخ بالدفع النفقي لمصب مصرف تعمير الصحاري (١) أسفل ترعة مريوط لتدعيم السحارة القديمة.