يحذر الخبراء من أن قضاء وقت طويل أمام شاشات لا يؤدي فقط إلى إتلاف العينين، بل يؤدي أيضًا إلى إتلاف بقية عمليات الجسم بشكل مدمر لدرجة أنه من المحتمل أن يؤدي إلى تقصير عمر الإنسان، حيث وجد الباحثون في معهد "باك"، وهي مؤسسة غير ربحية في منطقة الخليج تحقق في الأمور المتعلقة بالشيخوخة والأمراض المرتبطة بالعمر، أن تعرض العينين للضوء يمكن أن يعطل إيقاع الساعة البيولوجية، ونتيجة لذلك يُصاب الإنسان بأمراض مزمنة أو تتفاقم لديه.
نظرًا لأن العين تتعرض باستمرار للعالم الخارجي على عكس العديد من الأعضاء الأخرى، فإن دفاعاتها المناعية تكون أكثر نشاطًا، ويمكن أن تؤدي الدفاعات شديدة النشاط إلى تعطيل عمليات الجسم الداخلية، مما يؤدي إلى إلحاق الضرر بالأعضاء الأخرى نتيجة لذلك.
مع زيادة وقت النظر في الشاشة بين جميع البشر تقريبًا، وهو جزء طبيعي من العالم الرقمي، يحذر الباحثون من أن التعرض المفرط للضوء كل يوم يمكن أن يكون له عواقب وخيمة على المدى الطويل.
وقال الدكتور بانكاج كاباهي، الأستاذ وخبير التغذية في معهد "باك": "التحديق في شاشات الكمبيوتر والهاتف والتعرض للتلوث الضوئي في الليل أمر مزعج للغاية بالنسبة للساعات اليومية، حيث إنه يفسد حماية العين ويمكن أن يكون لذلك عواقب تتجاوز الرؤية فقط، فربما يؤدي ذلك إلى إتلاف بقية الجسم والدماغ".
أجرى الفريق البحثي دراسته على الذباب، ووجدوا أن الجينات الأكثر نشاطًا لديه هي المرتبطة بمستقبلات الضوء في العين والتي تستجيب للضوء، ووجدت المزيد من الأبحاث أن الذباب الذي ظل في الظلام تمامًا عاش حياة أطول من أقرانه، مما يشير إلى أن التأثيرات على الدورة البيولوجية يمكن أن يكون لها آثار سلبية على عمر الكائنات.
يشير العلماء إلى أن هذه النتائج مقلقة بشكل خاص بسبب جائحة كوفيد-19، حيث زاد وقت النظر في الشاشات بشكل كبير، خاصة بين المراهقين الذين يحدقون الآن في الشاشات بكم مضاعف عن السابق.