السبت 4 مايو 2024

فنانات حاولن الانتحار.. ومتخصصون يفسرون السبب: الاكتئاب هو السر

نجوم الفن

فن11-6-2022 | 09:32

حسام يونس

الدكتورة سامية خضر: السوشيال ميديا بريئة من الانتحار

الدكتور هاشم بحري: مرض الاكتئاب العقلي أحد الاسباب الرئيسية للانتحار 

كشف عدد من الفنانات عن مرورهن بمواقف صعبة جعلتهن يدخلون في دائرة الاكتئاب، ما جعلهن يفكرون في الانتحار، ومن بينهن الفنانة شيرين عبدالوهاب، التي أجابت على أحد أسئلة متابعيها من خلال خاصية "ask" عبر القصص المصورة على حسابها الرسمي بموقع التواصل الاجتماعي "إنستجرام" بأن لديها ميول انتحارية.

وأكدت شيرين عبدالوهاب، أن لديها ميول انتحارية، وذلك إثر تعرضها إلى أزمة نفسية، حيث ردت على إحدى المتابعات لها، والتي قالت لها إنها تود الانتحار، وجاء رد الفنانة عليها قائلة: "أنا كمان.. شوفي لنا حاجة لطيفة نموت بيها إحنا الاتنين".

ياسمين الخطيب

وقالت الفنانة والإعلامية ياسمين الخطيب إنها حاولت الانتحار، أمس الأول، من خلال تناولها جرعة كبيرة من العقاقير الطبية، لافتة إلى أن محاولتها فشلت. 

وكتبت ياسمين الخطيب عبر حسابها الرسمي على "فيسبوك": "بالأمس.. حاولت الانتحار بتناول جرعات كبيرة من العقاقير التي أتناولها بانتظام بناءً على تعليمات طبيبي النفسي".

وأضافت: لم تفلح المحاولة-للأسف-فأُعدت غصبًا إلى هذه الحياة البغيضة، القاسية، الظالم أهلها.. لا أعاني من صدمة عاطفية، أو ما شابه، لكني سأعترف بكل شجاعة أني أعاني من الـ BPD". 

وتابعت: "على مدار حياتي لم يستطع أحد أن يستوعب حالتي أو يدعمني.. أنا شديدة الحساسية، متقلبة المزاج، لا أثق بأحد، ولدي مخاوف كبرى من الهجر.. كل الذين أدركوا حالتي استغلوا ضعفي بلا رحمة.. لم تعد لدي أي طاقة للمقاومة.. أتمنى الخلاص".

أصالة

وكشفت الفنانة أصالة، في تصريحات سابقة بأن أمر الانتحار راودها من قبل، وذلك بسبب إصابتها بحالة من الاكتئاب واليأس التي جعلت هذه الفكرة تراودها بشدة، وتحديدًا عام 2008، لافتة أن هذه الفكرة ظلت تراودها لسنوات عدّة بعدها، وأن الفنانة فيروز هي التي جعلتها تتخطى هذا الأمر، بمقولتها: "االموسيقى غذاء الروح".

يسرا

وصرحت الفنانة يسرا، من قبل، بأنها حاولت الانتحار وهي في سن صغير، وذلك لفشلها في الدراسة، وتناولها أحد العقاقير الطبية، لافتة أن والدتها عند علمها قررت معاقبتها وتركتها في غرفتها دون التحدث معها.

منة عرفة

وكانت الفنانة منة عرفة، كشفت من قبل في أحد البرامج التليفزيونية عن تفكيرها في الانتحار، وذلك بعد انفصالها عن زوجها محمود المهدي والهجوم الكبير الذي تعرضت له، لافتة أنها كانت تعاني من أزمة نفسية كبيرة، وخضعت للعلاج النفسي.

أسباب تؤدي إلى الانتحار

والانتحار هو رد فعل مأساوي لمواقف الحياة المجهدة، ولا يوجد سبب واحد وراء محاولة أي شخص للانتحار، ولكن يوجد عوامل تزيد من خطر محاولة الإقدام عليه، ويعتبر الاكتئاب هو عامل الخطر الرئيس للانتحار، بالإضافة إلى عوامل أخرى منها الاضطرابات النفسية والعقلية، والاضطراب الثنائي القطب والشيزوفرانيا.

الدكتورة سامية خضر أستاذة علم الاجتماع بكلية التربية جامعة عين شمس
 
وتعليقًا علي هذه القضية وأبعادها، أكدت الدكتورة سامية خضر، أستاذة علم الاجتماع بكلية التربية جامعة عين شمس، في تصريحات خاصة لـ"دار الهلال"، أنّ الأسباب الاجتماعية تُعد أحد الأسباب الرئيسية والجوهرية التي تؤدي إلى الانتحار في مجتمعاتنا وللأسف هي كثيرة ومتشابكة.

وأضافت أن هناك أمور كثيرة تحدث داخل الأسرة الواحدة تدفع بعض الأبناء أو البنات للانتحار مثل إجبار فتاة على الزواج بالإكراه من أحد لا تحبه ومن الممكن أن يكون غير متوافق عمريا وفكريا معها أو سوء معاملة الأب لأحد أبنائه أو طفله وعد تعليمهم مما يولد لديهم شعور بالدونية أو سوء ظروف الأسرة الاقتصادية تدفع الأطفال للعمل في مهن بسيطة تجعل حالتهم النفسية سيئة وتودي بحياتهم إلى الجحيم. 

وشددت خضر علي أن تعنيف الأب أو الأم لأبنائهم بكلمات تؤثر عليهم نفسيًا بالسلب مثل قولهم: "يا فاشل أوالنبى ما أنت نافع أو لو مجبتش المجموع الكبير في الثانوية العامة مش هندخلك البيت"، وغيرها من الأسباب التي إن دلت على شيء فتدل على قلة وعي الأسرة تجاه تربية أطفالهم وجعلهم يعانون من الشعور بالذنب طوال الوقت".

وواصلت: "تعتبر السوشيال ميديا شيء جديدة على مجتمعاتنا وتأثيرها ليس كبيرا في جعل الأفراد يفكرون في الانتحار، كما توجد في مصر نسبة كبيرة من الأمية وغيرهم من سكان الأرياف لا اأتقد أنهم يستخدمون السوشيال ميديا".

وأشارت إلى أننا "نلصق أي فكرة سيئة بالسوشيال ميديا، فمثل ما رأينا خلال الفترة الماضية حادثة الفتاة التي أقبلت على الانتحار بسبب ابتزاز أحد الشباب له بصور غير حقيقية، وعلى الرغم أنه كانت قول لوالديها أنها ليست من في الصور إلا أنهم أوصلوها إلى حد التدني من النفس والذي جعلها تفكر في أنها ليست ذو قيمة وأنها جلبت لهم العار فأقبلت على الانتحار". 

وتابعت: "ثقة الأهل بأبنائهم شيء في غاية الأهمية، ويجب أن تكون الثقة مرسخة بينهم حتى لا يحدث مثل تلك الحوادث مرة أخرى، وخاصة يجب تقوية الثقة مع الأبناء في مراحل المراهقة في تلك المرحلة من أكثر المراحل حساسية".

وختتمت حديثها موجهة رسالة إلى الدولة بكافة قطاعاتها قائلة: "من الضروري على الدولة في ظل التنمية التي تعيشها على مختلف المجالات أن تعمل على الارتقاء بالفن والموسيقى والإعلام، فهي القوى الناعم التي تنشر الثقافة بين الشعوب، خاصة وأننا رأينا بالفعل ما تفعله الدولة من تقديم أعمالًا وطنية توثق بالفعل فترات صعب في تاريخ مصر مثل مسلسل الاختيار وغيرها من المبادرات والمؤتمرات، وذلك يعني أن الدولة تتفهم أهمية وجود قوى ناعمة قوية تساعدها في صناعة التنمية ولا تكون عبئا عليها".

الدكتور هاشم بحري أستاذ الطب النفسي بجامعة الازهر

وقال الدكتور هاشم بحري أستاذ الطب النفسي بجامعة الازهر، في تصريحات خاصة لـ"دار الهلال"، إن أسباب الانتحار كثيرة جدًا ومتعددة، موضحًا أن أكثرهم انتشاراً أو تكرارية هو مرض الاكتئاب العقلي.

وتابع الدكتور هاشم بحري، أن ذلك المرض يشعر الإنسان بأنه سبب البلاء في الدنيا، على حد تعبيره،  مما يؤدي إلى أنه يفكر بأنه يخلص الناس من شره بشكل شخصي، أو نحسه وبالتالي ينتحر ويقتل أبناءه لكي يخلص الأرض من ذريته لأنهم سينقلون تلك العدوى إلى المجتمع.

وأفاد أستاذ الطب النفسي بجامعة الأزهر، أن غير ذلك بعض الأسباب لها علاقة بالمخدرات، مشيرًا إلى أنها في كثر من الأوقات تسبب نوع من الهلاوس أو تشعر متعاطيها بأنه يطير حسبما قال، الأمر الذي يجعل لديه شعور بقدرات خرافية خاصة مع مخدر الكوكايين، الذي يشعر متعاطيه أنه طائر في السماء، فيطاوع شعوره الذي يودي بحياته.

وأفاد أن المواقف الحياتية لها علاقة بأسباب الانتحار، فمثلًا تعرض أحد لإفلاس شديد، أو الطلاق أو الرفد من العمل، أو عليه التزامات مالية ولا يعرف كيفية تسدد الاقساط، موضحًا أن العديد من الأشياء التي نراها لها علاقة بهذا بالانتحار.

وتابع كذلك الناحية العضوية، كأن يكون لديه اضطراب في الفص الصدغي في المخ، وكذا في أحيان عديدة يقوم الإنسان بسلوكيات غريبة جدًا وغير مبررة من ضمنها الانتحار.

وأكد أن المنتحر الذي يمر بأزمات نفسية تؤدي للانتحار كالإفلاس وخلافه أو شعوره بعد وجود ثقة في نفسه، قبل الانتحار يخطر الناس يوضح لهم خلال رسائل أو مكالمات أو ما شابة الذي يؤدي به إلى الانتحار كأنه لا يقدر على العيش أو أنه غير قادر على التعامل مع المجتمع، متابعًا أن تلك الحالة يكون هناك إنذار مستمر للناس بأنه في حالة سيئة جدًا، وأنه غير قادر على التعامل مع المجتمع، وأنه يريد الانتحار أو التخلص من الحياة، سواء بكلمة أو بعبارة او بتلميع.

ولفت إلى أنه ينتظر رد فعل الآخرين  اتجاه تلك الرسائل التحذيرية، إذا ما كانت ستقف بجانبه أن لا، في حال لم يجد اهتمام من الناس، يقدم على الانتحار بحجة أنه محق في أفكاره، مؤكدًا أن الأسرة تلاحظ ذلك من خلال حديث ابنهم عن الموت بشكل كثير، وأن الحياة سوداء، وأنه غير قادر على التعامل معها أو التعايش معها.

وأوضح أنه للوقاية من الانتحار، يجب على الأسرة أو المجتمع أو الأصدقاء في حال وجود شخص يمر بأزمة أو تظهر عليه أعراض نفسية شديدة، أن نستمع إليه ونتحدث معه، لمعرفة الأسباب التي تؤدي إلى ذلك الأعراض، في حال التمكن من التعامل مع تلك الأسباب وحلها ننقذه من الانتحار، وحال العكس يجب زيارة أخصائي أو طبيب أو طبيبة نفسية، لكي نتمكن من عمل اللازم من بعض العلاج أو الجلسات النفسية متخصصة لإنقاذ ذلك المريض من تلك الأفكار التي يمكن أن تودي بحياته.

Dr.Randa
Dr.Radwa