يتميز كل مكان بمجموعة من الصفات التي يمكن أن تجمع سكانه، وهناك جزيرة مرجانية لا تتجاوز مساحتها 2 كيلومتر مربع قد تكون صاحبة القصة الأغرب فيما يجمع ما بين سكّانها.
في وسط المحيط الهادئ تظهر ضمن مجموعة جزر "ميكرونيزيا" جزيرة تتكون من جزأين، أحدهما يسمى جزيرة "بنجلاب" ربما لم يكن أحد ليعرف بأمرها لولا إعصار وقع قبل 250 عاما على تلك الجزيرة وقتل 90% من سكانها، بحسب مجلة "فوكاس الإيطالية.
تسببت تلك الكارثة في انجراف جيني معروف باسم "عنق الزجاجة"، وهو ما تسبب في إصابة 10% من سكان الجزيرة بعمى الألوان، أي أنهم يعيشون حياة لا يرون فيها إلا الأبيض والأسود.
نشر الكاتب أوليفر ساكس في عام 1996، مقالا بعنوان "جزيرة عمى الألوان" تساءل فيه عن أصول متلازمة التنكس العصبي النادرة، المشابهة لمرض التصلب الجانبي الضموري، الذي يصيب السكان الأصليين لجزيرة اسمها "جوام" تقع أيضا في "ميكرونيزيا".
عندما ضرب الإعصار جزيرة "بنجلاب" في عام 1775 لم يتبق سوى 20 شخصا على قيد الحياة، كان من بينهم الملك "مواويل"، الذي يبدو أنه امتلك جينا متنحيا يسبب عمى الالوان.
سبب تفشي المرض رغم ندرته
توصلت دراسة أجريت عام 1972 إلى أن الملك "مواويل" كان لديه 7 أطفال من 3 زوجات، وفسرت الدراسة أن الجين المسؤول عن عمى الألوان لم يظهر على الملك نفسه لكنه ظهر بوضوح على أبنائه لأنه انتقل منه عن طريق الزواج بالعدد القليل من الناجين على الجزيرة.
يشار إلى أن هذا المرض النادر عادة ما يصيب شبكية شخص واحد من كل 30000 شخص، بعكس عمى الألوان الجزئي، الذي يقلل من القدرة على إدراك الألوان(الأخضر والأحمر بشكل أساسي) ويصيب 8% من الرجال و0.5% من النساء في جميع أنحاء العالم.
جدير بالذكر أن عمى الألوان الكلي الذي نتحدث عنه يمكنه جعل الرؤية أقل وضوحا، كما يسبب حركات لا إرادية للعين وحساسية مفرطة للضوء، وهو ما أقر به أحد صيادي جزيرة "بنجلاب" قائلا "يصعب علي الخروج نهارا، لأنه عندما يكون الجو مشمسا لا أرى أي شيء ولا يمكنني القيام بعملي"، موضحا أن هذا هو سبب اعتياده الصيد ليلا.