قضت محكمة جنايات الإسكندرية بالدائرة 22، اليوم السبت، بالإعدام شنقًا للمتهم بقتل القمص أرسانيوس وديد رزق الله، كاهن كنيسة السيدة العذراء بكرموز، صدر الحكم برئاسة المستشار وحيد صبري.
استمعت المحكمة لمرافعة النيابة العامة، وجاء فيها أن المتهم بقتل أرسانيوس قد اعتقل 20 عامًا ومدح الجماعة الإسلامية في التحقيقات وتعمد قتله.
وأضافت النيابة أن المتهم تورط بانضمامه إلى جماعات متشددة ومتطرفة فكريا ما جعله يعتقل 3 مرات بعد انضمامه لتلك الجماعات التي لها سجل حافل بالعنف والإجرام
تعود أحداث القضية إلى يوم 7 أبريل الماضي عندما تلقى قسم شرطة المنتزه أول بلاغا يفيد تعدي شخص على أرسانيوس وديد، كاهن كنيسة العذراء بكرموز، ويذكر أنه قد طعنه بسلاح أبيض بجوار بوابة شاطئ إسحاق حلمي، ما أدى إلى وفاته.
وبعد معاينة النيابة لمسرح الجريمة كشفت عن وجود آثار دماء بالمجنى عليه، وتم العثورِ على 3 كاميرات مراقبة مثبتة أعلى ثلاث بوابات للشاطئ الذي حدثت الواقعة في محيطه بمنطقة سيدي بشر.
وأكد 17 شاهدا من شهود الواقعة والذي كانوا في صحبة المجني عليه، مع مسئولين وعاملين بالشاطئ، أن المجني عليه برفقة آخرين كانوا في اجتماع أسبوعي عقدته الكنيسة بالشاطئ، وعقب انتهاء اجتماعهم وأثناء استقلالهم الحافلات، كان المجني عليه يتابع انتظامَهم بها مرتديًا الزيّ الديني.
وأضاف الشهود أمام النيابة العامة أنهم فوجئوا بالمتهم اندسّ بينهم مُشهرًا سكينًا بيده وتسلل خلف المجني عليه وطعنه في عنقه قاصدًا قتله، وحاول استكمال التعدي عليه بطعنة أخرى إلا أن الحاضرين قبضوا عليه وتحفظوا على السكين التي كانت بحوزته، وسلموه والسكين المضبوط إلى رجال الأمن.
وأسفر فحص النيابة لعينة دم وبول للمتهم والذي يدعى "نهرو عبد الفتاح توفيق" عن خلوّ العينات من أي مواد مخدرة.
واعترف المتهم أمام النيابة العامة بارتكابه الواقعة، وادَّعى المتهم سابقَ إصابته باضطرابات نفسية منذ نحو 10 أعوام دخل على إثرها أحد مستشفيات الصحة النفسية لتلقي العلاج، وأنه يفقد السيطرة على أفعاله أحيانًا.
وأمر النائب العام بحبس المتهم، وإيداعه تحت الملاحظة الطبية بأحد مستشفيات الأمراض النفسية والعصبية، لبيان حقيقة ما ادعاه من سابقة معاناته من أمراض نفسية تُفقده السيطرةَ على أفعاله.
وأثبت تقرير المجلس الإقليمي للصحة النفسية من امتلاك المتهم وقتَ ارتكابه الجريمة كاملَ الإدراك والاختيار، وعدم معاناته من أيِّ أعراضٍ اضطرابٍ عقليٍّ أو نفسيٍّ وقتَ الفحص، أو وقتَ ارتكاب الجريمة، مما يجعله مسئولًا عنها.
وأقامت النيابة العامة الدليل قِبَل المتهم مما ثبت بتقارير مصلحة الطب الشرعي بشأن إجراء الصفة التشريحية على جثمان المجني عليه، وتطابق البصمات الوراثية للحمض النووي المستخلص من التلوثات الدموية المعثور عليها بالسكين المضبوط في حوزة المتهم مع البصمات الوراثية المستخلصة من دماء المجني عليه.