الخميس 2 مايو 2024

الإدارة وقت الأزمات


د. عمرو سكر

مقالات11-6-2022 | 14:38

د. عمرو سكر

إدارة الأزمات ببساطة هي ”المحافظة على الأصول وممتلكات المنظمة، وعلى قدرتها على تحقيق الإيرادات، كذلك المحافظة على الأفراد والعاملين بها ضد المخاطر المختلفة، والعمل على تجنب المخاطر المحتملة أو تخفيف اثرها على المنظمة، في حالة عدم التمكن من تجنبها بالكامل“ وهذا التعريف ينطبق أيضاً على الدولة وإداراتها، كما أن إدارة الأزمات تهدف إلى التحكم في إحداث مفاجأة، ومتفاقمة، والتعامل معها وتصنيفها ومواجهة آثارها ونتائجها، وهي إدارة تقوم على الدراسة والبحث، والمعرفة والتجارب المستفادة والتخطيط واستخدام المعلومات والبيانات كأساس للقرار السليم.

وتعمل إدارة الأزمات من خلال التعامل الفوري مع الأحداث لوقف تصاعدها.

وفي تلك المرحلة التي يمر بها العالم ونمر بها نحن كجزء منه في حاجة إلى علم وفن إدارة التوازنات والتكيف مع المتغيرات المختلفة وبحث آثارها في كافة المجالات، والإعداد والتقدير المنظم والمنتظم للمشكلات الداخلية والخارجية التي تمثل تحديات اقتصادية واجتماعية وثقافية وسياسية.

ويعتبر التخطيط متطلبا أساسيا في عملية إدارة الأزمة، فبغياب القاعدة التنظيمية للتخطيط لا يمكن مواجهة الأزمات، وهنا يمكن تلخيص فلسفة التخطيط في ثلاث أسئلة يجب على الإدارة الإجابة عنها.

أين نحن الآن؟ والمقصود هنا رصد الوضع الحالي وأبعاد وأضرار الأزمة.

أين نريد أن نذهب؟ والمقصود هو الحالة التي نرغب في الوصول إليها من الاستقرار والعودة إلى النشاطات الطبيعية أو ربما التفوق على تلك النشاطات بنشاطات أكثر تطورًا.

كيف نصل إلى هناك؟ وهي آليات العبور من الوضع الراهن ( الأزمة ) إلى الوضع المرجو الوصول إليه من استقرار وتقدم.

كما أن أية أزمة تتطلب فريق عمل لإدارتها، ولا بد أن يمثل أعلى سلطة، لأن الأزمة تتطلب ردود فعل غير تقليدية مقيدة بضيق الوقت أحياناً، وضغوط الموقف، وطريقة فريق العمل اكثر الطرق شيوعاً واستخداماً للتعامل مع الأزمات، ولا بد أن يضم الفريق عدداً من الخبراء في مجال اختصاص الأزمة وفي المجالات المختلفة الأخرى التي لها علاقة بالأزمة.

وخلال أي أزمة يزيد الشك والخوف لا محالة، ولهذا السبب فإن التواصل المتكرر وتبادل المعلومات الهامة سوف تخفف من الخوف وعدم اليقين، مما يخلق حالة من الراحة في مثل هذه الأوقات الصعبة، وعلى فريق إدارة الأزمة الاستعداد لما قد لا يحدث والتعامل مع ما حدث.

لا يخفى على المتابع لسير الأحداث بخاصة الاقتصادية السياسية منها ما للأزمات بكل أنواعها من دور في تاريخ الشعوب والمجتمعات سواء على صعيد الهدم أو البناء، وقراءة متأنية لدور الأزمة بشكل عام يفضي بنا إلى تلمس خيط يقودنا إلى حقيقة مفادها أن المجتمعات التي اعتمد الهرم القيادي فيها على فرق خاصة في التعامل مع الأزمات كانت أصلب عودا وأكثر على المطاوعة والاستمرار من قريناتها التي انتهجت أسلوبا مغايرا تمثل بالتصدي المرتجل والتعامل بطرق غير مدروسة سلفا مع بؤر الصراع والتوتر ما أدى بالتالي إلى ضعفها وتفككها.

إن العالم قد تغير بصورة دراماتيكية في فترة قصيرة. ومهما كانت الحالة في بلدك أو في المنطقة وما اذا كانت منظمتك لديها خطة عمل أم لا، فإنه الآن وقت وضع خطة عمل للمواجه الآن وليس غدا.

Dr.Randa
Dr.Radwa