أطلق عليها كامل الشناوي لقب كروان الشرق، وبدأت طريق الغناء طفلة وتقدمت لإذاعة دمشق ولم تقبلها، وقبلتها إذاعة حلب وهي من مواليد صيدا في لبنان لأب سوري وعندما نجحت طلبتها إذاعة دمشق ثم التقطها الموسيقار العراقي رضا علي ثم عادت إلى سوريا مرة أخرى ولكن لم يذع صيتها إلا بعد أن غنت في هوليود الشرق ..
القاهرة أم الفنون وقدمها الإذاعي صلاح زكي إلى الإذاعة المصرية وأحدثت ضجة كبيرة عندما غنت من ألحان الموجي أنا قلبي ليك ميال من كلمات محمد حمزة...نعم هي فايزة أحمد الرواس والتي لحن لها كمال الطويل ومحمود الشريف إلى أن وصلت إلى القمة عندما لحن لها عبد الوهاب «هان الود» والتقت بليغ في عدة أغنيات ودخلت باب السينما من باب تمر حنة، ولكن كان أشهر أفلامها مع العملاق زكي رستم أنا وبناتي، ولكنها كانت مطربة فى الأساس قبل أن تكون نجمة سينمائية، وكانت أشهر أغانيها في هذا الفيلم «بيت العز يابتنا» وقد قدم لها السنباطي آخر لحن وهو «لاياروح قلبي» لحسين السيد وقد سجلته قبل وفاتها وهي في آخر مراحل المرض... وقد سجلت للإذاعة حوالي ٣٢٠ أغنية والتليفزيون حوالى ٨٠ أغنية ولم تكن محظوظة في الزواج كثيرا ..فقد تزوجت ٥ مرات كان أولها عمر العاني ولها منه فريال ومختار العابد ولها منه أكرم وأماني وختمت بمحمد سلطان ولها منه طارق وعمرو وانفصلت قليلا عن سلطان ومرت بتجربة زواج مريرة وحالة ابتزاز شديد إلى أن تخلصت منه وعادت إلى سلطان وقد بدأ المرض اللعين يزور جسدها النحيل وتقول ابنتها فريال إن امها لم تحب إنسانا كما أحبت محمد سلطان ودامت عشرتهما ١٧ عاما وقد ارتبط صوتها بل وروحها بمحمد سلطان حيث لحن لها معظم الأغاني الطويلة خليكوا شاهدين لسيد مرسي..غريب يازمان. من كلمات الإذاعي والشاعر عمر بطيشة. ...وأيضا رسالة من امرأة لنزار قباني.. وغيرها... ولايخفى على أحد الخلاف الطويل بينها وبين عبد الحليم حافظ ..حيث غنى أغنية أسمر يا أسمراني وسجلها بصوته.. وكانت قد غنتها هي فى فيلم الوسادة الخالية..وكانت تظن أن عبد الحليم يمنعها من الغناء فى المغرب وتقول إنه يغير منها نظرا لجماهيريتها، ولكنه قابلها وأقسم لها أنه فقط مفوض من الإذاعة المغربية للتعاقد مع من يطلبونه وحتى هذا التفويض تخلى عنه حتى لايتوهم أحد أنه المتحكم في اختيار المشاركين..المهم أن من نقل إليه شكوتها قال له إن فايزة بتدعي عليك وأن دعوتها مستجابة أنكم لن توفقوا في حفلاتكم .. وفعلا حدث في اليوم التالي انقلاب الصخيرات في المغرب ١٩٧١ وألغيت كل الحفلات وعاد الفنانون إلى بلدانهم...ومن الجدير بالذكر أنه في ذاك الزمن الجميل قد هاجم النقاد أغنية يامة القمر ع الباب وقد قالوا إنها بها خدش للحياء وقد تم منع إذاعتها في الأردن فعلا...ترى لو عاشوا هؤلاء النقاد إلى يومنا هذا ما الذي سوف يمنعوه؟ بل قل ما الذي سوف يجيزوه؟...أما أغنيتها التي اخترقت القلوب ولايمكن أن تسمعها دون ان تغرق الدموع عينيك لو كنت ممن فقدوا أمهاتهم أو لو كنت تعيش حتى بعيد عنها وقتا...ست الحبايب...فهي الأغنية الخالدة التي لم تستطع أي أغنية على مر العقود أن تتغلب عليها ولاتحدث نفس الأثر الذي تركته في النفوس والقلوب والوجوه وكل الأحاسيس والمشاعر الإنسانية...ويقول محمد سلطان إنها تعرفت على أمي وأبي وأحبتهم وصرحت لأمه عن حبها لها وأنها كانت تقرأ القرآن وترتله مثل الشيوخ ويقول إنها أحبته كأمه وأبيه..وأنها دائما كانت تردد كلمة بكرة تعرف ياحبيبي إلى أن التقطها المؤلف وكتبها كأغنية وهي إهداء منها له...ولكن كانت آخر أغانيها من تلحين محمد سلطان هي أيوه تعبني هواك وياك...وقد رددتها لسلطان قبل أن تذهب في غيبوبة..ولاشك أن محمد سلطان وبعد أربعين عاما على وفاتها يقول إنه يصحو أحيانا ليلا ليحدثها..وأنه دفنها بجوار أمه وأبيه ومازال حريصا أن يذهب إلى قبرها ويقرأ القرآن وأنه مازال يعيش على ذكراها في إخلاص نادر.