الثلاثاء 28 مايو 2024

محلل عسكري أوكراني: الأسلحة الغربية مصدر قلق كبير للروس

العملية العسكرية في أوكرانيا

عرب وعالم12-6-2022 | 19:42

دار الهلال

اعتبر المحلل العسكري الأوكراني أوليه زدانوف إمدادات الأسلحة الغربية والامريكية لبلاده مصدر قلق كبير للكرملين، لأنه حتى بدون أسلحة كافية، فإن الجيش الأوكراني يقاوم الهجوم الروسي بجرأة.

وقال زدانوف وفق تقرير دورية "دينفس نيوز" الامريكية المتخصصة في الشئون العسكرية إن روسيا تأمل في اجتياح نهر دونباس قبل وصول أي أسلحة قد تغير موازين القوى، فيما يسلتزم حصول أوكرانيا على منظومة صواريخ دقيقة متوسطة وبعيدة المدى حوالي ثلاثة أسابيع.

وأشار المحلل العسكري زدانوف إلى أنه بعد القتال العنيف في منطقة سيفيرودونيتسك وحولها ، ستكون القوات الروسية "منهكة" وسيحتاج القادة العسكريون إلى تجديد قواتهم وأسلحتهم، وقال: "ستحاول أوكرانيا حينها استخدام هذا التوقف لتكديس الأسلحة الغربية، وتشكيل احتياطي استراتيجي، والاستعداد لهجوم مضاد".

وتحدث عن تعهد بريطانيا بإرسال أنظمة صاروخية متوسطة المدى متطورة إلى أوكرانيا، لتنضم إلى الولايات المتحدة وألمانيا في تجهيز أوكرانيا المحاصرة بأسلحة متطورة لإسقاط الطائرات وتدمير المدفعية الروسية.

ورأى أن الأسلحة الغربية كانت حاسمة لنجاح أوكرانيا في إحباط الجيش الروسي الأكبر والأكثر تجهيزًا خلال الحرب لكن مع اقتراب القوات الروسية من مدن رئيسية في الأيام الأخيرة ، فإن أوكرانيا بحاجة إلى قاذفات صواريخ للانتصار.

يأتي ذلك بينما حذر متحدث باسم الكرملين مرة أخرى من "سيناريوهات غير مرغوب فيها على الإطلاق وغير سارة" إذا تم إستخدام الأسلحة الحديثة التي يقدمها الغرب لاوكرانيا، وقال ديمتري بيسكوف المتحدث باسم الكرملين: "مد أوكرانيا بالأسلحة ... سيجلب المزيد من المعاناة لأوكرانيا.. وهي مجرد أداة في أيدي تلك الدول التي تزودها بالأسلحة."

في سياق مواز، واصلت القوات الروسية قصف المدن والبلدات شرق البلاد، وزحفت القوات نحو واحدة من اثنتين في مقاطعة لوهانسك التي ظلت تحت السيطرة الأوكرانية.

وبينما تتسارع التطورات على مسرح الاحداث، دعا الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، للحصول على مزيد من الأسلحة والعقوبات التي تستهدف روسيا لوقف "الفظائع"، معترفاً بسيطرة الروس على ما يقرب من 20٪ من أراض البلاد ، أي ما يقرب من 125 ألف كيلومتر مربع، فيما 

أطلقت روسيا 15 صاروخًا من نوع كروز واستخدمت ما مجموعه 2478 صاروخًا منذ غزو أوكرانيا، استهدف معظمها البنية التحتية المدنية.

ولفت الرئيس الأوكراني الانظار إلى ضحايا الأطفال في بلاده، قائلا إن 243 منهم قتلوا في الحرب ، وأصيب 446 ، وفقد 139، وأن الأعداد الحقيقية قد تكون أكبر لأن حكومته ليس لديها صورة كاملة للمناطق الواقعة تحت الاحتلال الروسي.

يقول وزير الدفاع البريطاني بن والاس إن المملكة المتحدة سترسل عددًا غير محدد من قاذفات M270 ، التي يمكنها إطلاق صواريخ دقيقة التوجيه تصل إلى 80 كيلومترًا (50 ميلاً)، وسيتم تدريب القوات الأوكرانية في المملكة المتحدة على استخدام المعدات، وسط تنسيق أمريكي.

في ذات الجانب، تعرضت ألمانيا لانتقادات بأنها لم تفعل ما يكفي لمساعدة أوكرانيا، بينما قال المستشار الألماني أولاف شولتس إن بلاده ستزود أوكرانيا بصواريخ حديثة مضادة للطائرات وأنظمة رادار، وأقنع المشرعين إن صواريخ أرض-جو IRIS-T التي تخطط ألمانيا لتقديمها هي أحدث نظام دفاع جوي تمتلكه البلاد، كما أعلنت السويد عن خطط للتبرع بالأسلحة إلى كييف، حيث يؤكد وزير الدفاع السويدي بيتر هولتكفيست إن الصواريخ تشمل صواريخ وبنادق نصف آلية وأسلحة مضادة للدبابات، ومن المتوقع أن يوافق برلمان البلاد على التبرع.

ووفق تقرير دورية "دينفس نيوز" الامريكية المتخصصة في الشئون العسكرية فإنه بعد أن ساعدت الأسلحة التي قدمها الغرب أوكرانيا على صد المحاولات الروسية لاقتحام العاصمة، حولت موسكو تركيزها إلى الاستيلاء على منطقة دونباس الصناعية بشرق أوكرانيا، مع قصف الجيش الروسي بشكل مطرد للمناطق التي تسيطر عليها أوكرانيا، أدى هجومه هناك إلى تحقيق مكاسب إضافية في الأسبوع الماضي، ويعد تصعيد الضربات الصاروخية الروسية ردا على الأسلحة الموعودة حديثا.

ويذكر التقرير حصول كييف أيضًا على دفعة دبلوماسية من خلال التنصيب الرسمي لسفير أمريكي جديد في أوكرانيا، وهي بريدجيت برينك، التي تعد أول سفيرة لواشنطن في كييف منذ طرد الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب السفيرة ماري يوفانوفيتش فجأة في عام 2019، وأصبحت لاحقًا شخصية رئيسية في أولى إجراءات عزل ترامب، وقبل تعيينها من قبل مجلس الشيوخ، وعدت برينك أعضاء مجلس الشيوخ بأنها ستعمل على جعل الغزو الروسي لأوكرانيا "فشلًا استراتيجيًا"، ومن المتوقع أن يركز عملها في كييف على تنسيق شحنات الأسلحة الغربية.

ورداً على ذلك، وصف وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف مساعي أوكرانيا المتكررة للحصول على مزيد من الأسلحة بأنها "استفزاز مباشر يهدف إلى جر الغرب إلى القتال"، وحذر من أن قاذفات الصواريخ المتعددة التي قدمتها الولايات المتحدة ستزيد من خطر نشوب صراع موسع، وفي غضون ذلك، واصلت القوات الروسية قصفها لمنطقة دونباس وأجزاء أخرى من أوكرانيا بينما أحرزت القوات البرية تقدمًا طفيفًا في الشرق.