السبت 18 مايو 2024

من أجل وطن نتمناه

مقالات14-6-2022 | 20:30

الثقافة هى المرآة التى تظهر الشعوب والأوطان، تلقى الضوء بشدة على فكر وتاريخ وعقائد وسلوكيات أى شعب، بالتالى يصنف هذا الشعب تصنيفًا يحتل مكانًا متقدمًا أو متراجعًا بين الشعوب، من هنا لا بد لنا من اهتمام جاد وحاسم من أجل الوصول إلى ثقافة تحتل صدارة المشهد للمجتمع، حتى نصل إلى قمة الهرم ببن الشعوب، أرى أن نعيد النظر إلى سياستنا الثقافية، لا بد بداية من المساواة بين كل أبناء الوطن للحصول على حقهم ثقافيًا، لا بد من التعاون مع وزارة التربية والتعليم والتعليم العالى، عودة حصص القراءة المكتبية، عودة المكتبة ذاتها مع تزويد دائم باصدارات واعية تخاطب العقول والضمائر، وجود دائم للمكتبات المتنقلة، لا بد من مسابقات بين التلاميذ والطلاب بكل المراحل التعليمية، لإبراز الموهوبين وأصحاب الأفكار غير التقليدية وصقلهم فيما بعد بورش متخصصة تتبتى أصحاب الملكات الخاصة، لا بد من عودة حصص الموسيقى للارتقاء بالذوق العام، أهمية وضرورة حصص التربية القومية، حصص السلوكيات، لماذا لا تعود الاكشاك الموسيقية للتواجد بالمتنزهات والشوارع الرئيسية؟، لماذا لا يعود مسرح الجرن؟، لماذا لا تعود العروض السينمائية بالقرى والعزب؟، أفلام جادة ترسخ الانتماء والقيم داخل أبناء الوطن، لماذا لا ينزل أصحاب الفكر والإبداع والفن بكل المستويات للجلوس بين كل الشرائح المجتمعية فى حوار جاد ومنفتح؟، الحوار يصل بنا إلى اتساع الرؤية، عفوية المواطن تضع حلولًا جادة للكثير من المعضلات بعيدًا عن نظربات صارت لا تناسب الوقت الراهن، أن تخرج كل ألوان الإعلام إلى التجمعات، صناع، مزارعين، أطفال، نساء ورجال المناطق التى تجد تجاهلًا تامًا، عدم إقصاء أى شريحة مجتمعية، لا بد من مكتبات بكل المدارس ومراكز الشباب، وبالمصانع، المهرجانات والفاعليات، لا بد أن توزع خريطتها على كل الربوع بحيادية، مصر ليست القاهرة والإسكندرية فقط، لا بد من رعاية الصناعات البيئية والتراث الشعبى، ما يؤكد هوية وذاتية ثقافة المجتمع، لا بد من التفكير بكيفية توفير الكتاب بسعر يناسب الجميع ليعود المواطن إلى محراب القراءة، وتصبح القراءة نشاطًا بيولوجيًا دائم له، ادعو الإذاعة المتواجدة داخل دواوين المحافظات إذاعة الأغانى الوطنية بشكل دائم، ومن الممكن قيام فرق الموسيقات العسكرية بالعزف بالشارع أو الميدلن الرئيسى بعواصم المحافظات، حتى يوجد تلاحم بين الشعب وشرطته وجيشه، تدعيم الثقافة مهم جدًا جدًا، تراودني فكرة من سنوات بعيدة وكتبت عنها مرات متعددة، لماذا لا نفكر باعتبارنا قلب الأمة العربية بوجود مجلس أعلى للثقافة العربية، من أجل نقاش جاد ووضع أطر وسياسات تجعل من  الثقافة متنفس دائم ومتجدد، وضع آليات لدعم الكتاب وعدم وجود حواجز تمنع وصوله لكل البلدان العربية بذات وقت صدوره بدولة ما، لا بد من وجود لجان قراءة جادة بكل دور النشر حكومية وغير حكومية، لا بد من إيجاد جيل من النقاد الجاديين والواعين لدورهم فى وجود اصدارات جادة ذات أهداف سامية، لا بد من السعى لانصهار كل الثقافات العربية فى بوتقة الوطن الواحد، لا بد من وجود دور رقابى مقنن لعدم السماح لهوجة الكتابات السطحية والممنهجة، لتفريغ الشعوب والدول من تاريخها وثقافاتها، لا بد من تسمية معرض الكتاب بمسمى (معرض مصر الدولى للكتاب)، وأن تتغير أماكن إقامته والتنقل بين المحافظات طولًا وعرضًا بذات الكيفية الذى يقام بها فى العاصمة، أتمنى أن أجد نفسى وأبناء وطننا أمام ثقافة جادة تجعل كل أبصار العالم تنتبه لها، وتنحنى وترفع لها القبعات.

الاكثر قراءة