قال أشرف غراب، الخبير الاقتصادي، نائب رئيس الاتحاد العربي للتنمية الاجتماعية بمنظومة العمل العربي بجامعة الدول العربية، إن العلاقات الاقتصادية والسياسية بين مصر والاتحاد الأوروبي تزداد قوة ومتانة كل يوم، خاصة أن مصر أصبحت مركزا إقليميا لتجارة وتداول الطاقة والغاز بما تملكه من إمكانيات كبيرة وبنية أساسية تؤهلها لذلك أهمها امتلاكها لمحطات إسالة الغاز بإدكو ودمياط والتي لا تمتلكها دولة أخرى بالشرق الأوسط، إضافة إلى زيادة اكتشافات الغاز في مصر وتحولها من دولة مستوردة للغاز إلى دولة مصدرة له وزيادة حجم صادراتها من الغاز خلال الفترة الماضية.
أوضح غراب، أن العلاقات بين مصر والاتحاد الأوروبي لا تتوقف على مجرد اتفاقية الغاز التي وقعت أمس تحت مظلة منتدى غاز شرق المتوسط، بل أن الاتحاد الأوروبي سيعتمد على مصر ودول منتدى غاز شرق المتوسط ليكون بديلا لروسيا الفترة القادمة في تصدير الغاز لدول الاتحاد الأوروبي، موضحا أن صادرات مصر من الغاز ستزيد بكميات كبيرة خلال الفترة المقبلة وهذا يعود بالنفع وزيادة الدخل القومي وزيادة العملة الصعبة وزيادة الاحتياطي النقدي خاصة بعد زيادة أسعار الغاز عالميا، هذا بالاضافة إلى أن الاتحاد الأوروبي يتعاون مع مصر حاليا فى تطوير استراتيجية الهيدروجين بمصر وسيتم إطلاقها في COP 27 لاستفادة شعوب دول العالم .
وأشار غراب إلى أن الفترة القادمة ستشهد مصر زيادة في الاستثمارات الأوروبية في مشاريع الطاقة والاستكشافات الجديدة والتنقيب عن الغاز والبترول وهذا يؤدي لزيادة إنتاج مصر من الغاز وزيادة صادراته، موضحا أن مصر بامتلاكها محطات تسييل الغاز والتي ستدر عليها دخلا كبيرا تعتبر هي المركز الرئيسي لدول الشرق الأوسط والذي لا تستطيع دولة أن تصدر غازها إلا بعد أن يمر على محطات تسييل الغاز في مصر ثم يتم إعادة تصديره من مصر لأوروبا، وبذلك تصبح مصر مركز إقليمي لتجارة وتداول الطاقة رسميا .
ولفت غراب إلى أن طاقة محطتي إسالة الغاز بإدكو ودمياط كبيرة وكافية لاستقبال غاز الدول المجاورة لتسييله وإعادة تصديره لأوروبا، هذا إلى جانب الصادرات المصرية من الغاز، موضحا أن هذا يعود بالنفع على مصر من عدة جهات أولها الاستفادة من تسييل الغاز، إضافة إلى رسوم عبور الغاز عبر الشبكة القومية للغاز، مشيدا بدور الدولة المصرية بإنشائها منتدى غاز شرق المتوسط والذي جمع اللاعبين الأساسيين المنتجين للغاز والذي جاء دوره ليظهر بقوة ليمد أوروبا والعالم باحتياجاتهم من الغاز وظهور مصر بقوة في سوق الغاز العالمي .
وقال الخبير الاقتصادي، أن إجمالي صادرات مصر من الغاز الطبيعي المسال للسوق العالمية خلال الربع الأول من العام الجاري 2022 وصلت حوالي 99.3 مليون طن، وفقا لتقرير منظمة الأقطار العربية للدول المصدرة للبترول "أوابك"، مقارنة بنحو 95.1 مليون طن خلال الربع الأول من عام 2021، بمعدل نمو بلغ 4.2%، متوقعا زيادة حجم الصادرات المصرية من الغاز خلال الفترة القادمة بعد أن أصبحت مصر مركزا إقليميا لتجارة وتداول الطاقة وزيادة حجم الإنتاج من الغاز الطبيعي المصري وزيادة الاعتماد عليه من قبل السوق الأوروبي بعد الأزمة الروسية الأوكرانية .