الثلاثاء 14 مايو 2024

حماية المدنيين ودعم الصلابة الدفاعية لدول شرق أوروبا محورا قمة "الناتو" نهاية يونيو الجاري

الناتو

عرب وعالم17-6-2022 | 19:37

دار الهلال

يدرس حلف شمال الأطلنطي (الناتو) أفكارا لتغيير شكل الحروب الواقعة أو تلك التي قد تقع مستقبلا على الأراضي الأوروبية، بما يضمن أوضاعا أفضل للمدنيين المقيمين على أراضي الصراعات، فمن واقع تجربة الحرب الأوكرانية الروسية بدا واضحا أن المدنيين يدفعون فواتير الصراعات في المقام الأول.

ومن المقرر أن تطرح الأمانة العامة لـ "الناتو" تلك الأفكار في قمة قادة دول الحلف القادمة، التي ستنعقد في العاصمة الإسبانية مدريد يومي التاسع والعشرين والثلاثين من شهر يونيو الجاري، وذلك بغية الاتفاق على مفهوم استراتيجي حول مصطلح "الأمن الإنساني" في مناطق الصراعات، وهو المفهوم الذي يقضي بأن إنزال الهزائم بالقوات المعادية، وإن كان واجبا على جيوش الدول الأعضاء في الحلف، يعد من أوجب واجبات الأخذ في الاعتبار في استراتيجيات الحلف الدفاعية.

وقد صك قادة الاتحاد الأوروبي في قمة وارسو عام 2016 هذا المصطلح كجزء من عقيدة الحلف الدفاعية والقتالية، وما قد يتطلبه ذلك من غطاءات سياسية على مستوى حكومات الحلف.

وقد طالت نيران القتال كافة المناطق ذات الطابع المدني، وما بها من منشآت سكنية وتعليمية وصحية ومرافق البنية التحتية كمحطات الكهرباء والمياه والطرق و الجسور، وهو ما جعل من تطبيق استراتيجية "الأمن الإنساني" في حاجة ماسة إلى إرفاقه بآليات تنفيذ عملية في ساحات القتال الأوروبية. 

يأتي ذلك في وقت اتفق فيه وزراء دفاع "الناتو" في اجتماعهم، أمس الخميس، على تعزيز الصلابة الدفاعية للحلف في جبهته الاستراتيجية شرق أوروبا وإرسال مزيد من القوات والعتاد إلى أراضي دول الحلف في شرق أوروبا بأعداد تصل إلى 40 ألف مقاتل، وسيكون ملف تعزرز الصلابة الدفاعية في شرق أوروبا هو الملف الأهم الثاني على طاولة قمة "الناتو" نهاية هذا الشهر في مدريد. 

وقال الأمين العام لحلف شمال الأطلنطي يانس ستولينبيرج- في تصريح، اليوم/ الجمعة/ من باريس: إن العمل على توسيع مظلة الحرب في شرق أوروبا يتطلب مزيدا من الدعم الدفاعي لدول الحلف الواقعة فىيهذا الجزء من القارة أسوة بما يتلقونه من دعم سياسي من الحلف في كافة المحافل الدولية، وهو ما ثبت أنه "لا يكفي". 

ويشجع حلف شمال الأطلنطي دوله الأعضاء في شرق أوروبا ومنطقة البلطيق على رفع إنفاقهم العسكري الوطني من 5ر2 في المائة حاليا إلى 3 في المائة على الأقل من إجمالي نواتجهم المحلية الإجمالية، بما يمكنهم من إنشاء حائط صد دفاعي قوي في مواجهة ما يعتبرونه "أطماعا روسية عدائية". 

تجدر الإشارة إلى أن "الناتو" وافق في عام 2016 على إيفاد تشكيلات قتالية قوامها 40 ألف مقاتل- يتم تغييرهم دوريا- إلى أراضي أستونيا ولاتفيا وليتوانيا وبولندا بعد قيام روسيا على ضم شبه جزيرة القرم وقد عرضت بولندا في عام 2018 إقامة قواعد عسكرية دائمة للحلف على أراضيها، وهو العام ذاته الذي وافقت فيه إدارة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب على إيفاد الآلاف من القوات الأمريكية إلى الأراضي الليتوانية، أتمت انتشارها في أغسطس 2018 في قواعد تبعد لمسافة 10 أميال فقط من أراضي روسيا البيضاء- بيلاوسيا- التي تعتبر حليفا استراتيجيا ودفاعيا لروسيا، وبعد نشوب الحرب الروسية الأوكرانية في 24 فبراير الماضي نشر "الناتو" أربعة تشكيلات قتالية على أراضي بلغايرا والمجر ورومانيا وسلوفاكيا. 

وبحسب المراقبين، فقد كان لافتا أن بدأت ألمانيا بمبادرة فردية منها في تطبيق سياسة تعزيز الصلابة الدفاعية لـ "الناتو" وذلك عندما وافقت حكومتها اليوم على إرسال ألف مقاتل بكامل عتادهم إلى ليتوانيا، وهي القوات التي ستعززها مركبات قتال كهربائية من المقرر أن ترسلها ألمانيا إلى الأراضي الليتاوانية قبل نهاية العام الجاري.

كما كان قرار الولايات المتحدة الأمريكية بدعم أوكرانيا بتمويلات قدرها مليار دولار لأغراض الدفاع موضع إشادة من الأمين العام لحلف شمال الأطلنطي، وقد وافقت واشنطن كذلك على تقديم منظومات من المدفعية الصاروخية عالية الحركة محملة على مركبات إلى الجيش الأوكراني وإيفاد مدربين إلى كييف؛ لتدريب أطقم التشغيل الأوكرانية على استخدامها. 

وكانت الإدارة الأمريكية قد أعلنت، في الخامس عشر من الشهر الجاري، عن صفقة الدعم المليارية للجيش الأوكراني، والتي ستغطي تقديم 16 مروحية من طراز (مي – 17) و165 طلقة مدفع هاوتزر عيار 155 مم، و 108 عربات هاوتزر، و16 رادارا لمنظومات دفاعية تستخدم في عملية التوجيه النيراني، و100 عربة قتال لوحدات الدفاع الجوي الصاروخي المتحركة، بالإضافة إلى ذلك قدمت الولايات المتحدة 300 عربة قتال للمشاه الأوكرانية المميكنة طراز "ام – 1". 

وقد سبق أن زودت الولايات المتحدة– التي تعد عضوا في "الناتو"– الجيش الأوكراني بعدد 7 آلاف بندقية آلية متطورة، وألفي جهاز للرؤية الليلية، و75 ألف صديري واق من الرصاص، وخمسة ملايين طلقة للبنادق الآلية لأفراد مشاة الجيش الأوكراني.

وبتمويلات قدرها 28 مليون دولار أمريكي، اتفقت ست من الدول الأعضاء في "الناتو" وهي "فرنسا وألمانيا واليونان وإيطاليا وهولندا وبريطانيا" أمس الخميس في اجتماع استضافته باريس على بدء إعداد الدراسات الخاصة بإنتاج جيل جديد من المروحيات المقاتلة، ووقع وزراء دفاع الدول الست على مذكرة تفاهم في هذا الصدد في إطار مشروع "الناتو" لإنتاج مروجية "ريتوركرافت" التي سيتم إنتاجها على الأراضي الكندية حتى عام 2035 بنسختين متلائمتين مع العمل في ساحات القتال البري والبحري.

ويقول الخبراء إن إنتاج الجيل الجديد من مروحيات القتال الأوروبية من شأنه تعظيم المناعة الدفاعية لدول الحلف، حيث بإمكان هذا الجيل من المقاتلات التعامل مع تحديات الحرب الإلكترونية وعملية التشويش الراداري، فضلا عن عملها بمحركات كهربائية ذاتية الشحن إلى جانب الوقود، وهو ما سيمكنها من التحليق والمناورة لفترات طويلة وقطع مسافات تصل إلى 1650 كم، دونما الحاجة إلى إعادة التزود بالوقود، فضلا عن قدرتها على حمل أوزان تصل إلى 17 طنا.

Dr.Radwa
Egypt Air