اعتادت الجماهير المصرية والمتابعين لكرة القدم أن تكون مباراة الأهلي والزمالك بمثابة عيد للكرة المصرية، عيد في كل شيء، أجواء جميلة داخل الملعب، تشجيع مثالي من الجماهير بالملعب وخارجه، ظهور نجوم جدد وكتابة شهادات ميلادهم الكروية في هذه المناسبة .
ولكن في الفترة الأخيرة أصبحت القمة بمثابة قمة "التعاسة" للكرة المصرية بما يصاحبها من أحداث سلبية كما حدث في السوبر بالإمارات وأيضا تعطل أتوبيس الزمالك في مصر وإلغاء القمة وغيرها من الأحداث التي حولت هذه المباراة "الأهم " للكرة المصرية من "عرس" كروي جميل ينتظره الملايين من عشاق الساحرة المستديرة في كل مكان بالوطن العربي إلى مباراة بمثابة عبء على المنظمين والمتابعين أيضا .
وأصبح الاحتقان بين الجماهير كبيرا وهو غير مبرر على الإطلاق وذلك بسبب التصريحات غير المسؤولة من المسؤولين وأحيانا اللاعبين وبسبب حالة الشعور بالظلم عند المعسكرين الأحمر والأبيض من الحكام أو من اتحاد الكرة .
دعونا نطلق دعوة في هذه القمة التي تحمل رقم " 124 " أن تكون قمة لنبذ التعصب أن تكون بمثابة قمة لإظهار الكرة المصرية بشكل مغاير عما ظهرت عليه في الفترة الأخيرة وأن تعيد تصدير نفسها خارجيا بصورة تجعل هذا الديربي هو الأهم من جديد في الوطن العربي .
هذا الأمر يتطلب إرادة قوية من المسؤولين وعملية ضبط النفس وتقبل النتيجة مهما كانت وفي النهاية الرياضة فوز وخسارة وليست حرب وتهديد ووعيد إذا لم يفز هذا الفريق أو ذاك .
أتمنى من كل قلبي أن يدخل لاعبو الفريقين في الملعب معا ممسكين بأيدي بعضهم البعض وإرسال رسالة مهمة للجماهير نتمناها جميعا أن تساعد علي نبذ التعصب بين الجماهير وأن تعود من جديد الأسرة المصرية إلى المدرجات لمتابعة المباراة وتكون بمثابة " نزهة " لها ومتعة في نفس الوقت .
من قبل المحبة كانت السمة السائدة بين اللاعبين والجماهير وفي الأسرة الواحدة يوجد الأهلاوي والزملكاوي ومن يفوز يتم تهنئته بالفوز وتمر المباراة بصورة جميلة يتحدث الجميع عنها ليس فنيا فقط ولكن ما يصاحبها من أحداث هذا ما أتمناه في قمة الكرة المصرية .
نأمل أن تنجح هذه القمة في إزالة حالة الإحباط التي تمر بها الكرة المصرية نتيجة ما حدث مع المنتخب في الفترة الأخيرة خسارة اللقب الأفريقي ثم عدم التأهل للمونديال وأخيرا الفضائح أمام إثيوبيا وكوريا الجنوبية وأن يصدر الأهلي والزمالك صورة أكثر جمالا أو بالأحرى تدعو للتفاؤل بالقادم للكرة المصرية .
من الآخر: لاعبو القطبين ومن قبلهم المسؤولين تقع على عاتقهم مسؤولية كبيرة في إخراج القمة بصورة جميلة تنبذ التعصب الأعمى الذي كاد أن يقتل الأمل لدى الجماهير في أن تعود مصر من جديد للريادة القارية وتكون هذه المباراة بمثابة محطة مهمة للبناء وفي النهاية من يفوز نقدم له التهنئة وهى مباراة ليس أكثر في دوري طويل.