الخميس 16 مايو 2024

كنوز «دار الهلال»| نورا دخلت الفن بجمالها وفضلت المسرح على السينما والتليفزيون

نورا

فن18-6-2022 | 16:33

منار بسطاوي

تحتفل الفنانة نورا، اليوم السبت، بعيد ميلادها الـ66، واسمها الحقيقي هو علوية محمد قدري، من مواليد محافظة القاهرة، والتحقت بكلية التجارة وحصلت على البكالوريوس، وبعدها انخرطت بالمجال الفني لتشارك في العديد من الأفلام بالسبعينيات، ولم تستمر به طويلًا لتبتعد عنه نهائيًا بعام 1993.

ونقدم لكم من أرشيف «دار الهلال»، حوارًا أجرته الفنانة نورا عام 1979، وعنوانه «نوار وأحرج موقف في حياتها»، وإليكم نص الحوار:

كثير من الأحيان تلعب الصدفة دورًا هامًا في حياة الإنسان، فتحول مجرى حياته واتجاهاته ودراساته من مجال أجهد نفسه فيه إلى مجال لم يكن يفكر فيه أو يحلم به، وعندما يكون الإنسان ذكيًا ولماحًا ومدركًا لقيمة هذه الصدفة يعمل على التقاطها بكل جهده،  وعلى أن يتفوق في المجال الجديد الذي ألقت به الصدقة فيه فيخلص له ويحبه ويضحي من أجله، حتى ولو جاءت هذه التضحية على حساب أشياء كثيرة، ومن هنا يمكنه أن يحافظ على دافع التغيير ومقومات النجاح فيظـل مخلصًا لهذه الفرصة وأيضًا وقابضًا عليها بشدة ومتفانيًا من أجلها حتى لا يفقد نفسه أز يخدعه تكاسله ليعود منكمشًا خاسرُا کل شيء، ولكن «نورا» عرفت كيف تلتقط الفرصة .. كيف تحافظ على الصدفة التي لعبت دورًا هامًا في تحويل مجرى حياتها من وظيفة الأرقام ونظم الإدارة إلى الفن، إلى التليفزيون، إلى السينما، إلى المسرح، فتجاوبت معهم بإحساس رحب، فمنحوها الشهرة السريعة، ولكن سرعة الشهرة، لم تأت من فراغ وإنما جـاءت، نتيجة إيمان بالفن والتضحية، والتفاني في حبه، فجمعت كل الخيوط الفنية بإدراك واقتدار فكسبت حب الجمهور لها، وكسبت إقبالهم على كل عمل جديدة تقدمه.

وعندما ذهبت لأجرى حوارًا معها استقبلتني بابتسامة لطيفة فيها الصفاء والبراءة وعندما سألتها عن الفن قالت: "الفن إحساس سام.. عطاء وتضحية من أجل الجودة.. من أجل تقديم كل ما هو راق وعظيم مما أبدعه العقـل البشري.. فالفن ارتباط بالفنان الحق الذي يكون دائمًا منفردًا في نظرته وفي عطائه وفي تكوينه.. وفي النموذج الذي يقـدمه حتى يقول من خلاله للناس شيئُا يسعدهم ويدخل المتعة والسرور إلى دنياهم، والفن الصادق دائما يغسل قلوب الناس ويطهرها من الهموم وفعل الشر.. ومن هنا يكون الفن قد أدى دوره وأضاء عقول الناس وغير من النفوس المريضة المليئة بالسوء فالفن هو الرادار الذي يلتقط كل الأشياء ثم يوجهها التوجيه الصحيح دون انحراف عن المسار المرسوم له.

وانتقلنا إلى سؤال آخر وهو:

هل هناك تشابه بين المظهر الخارجي للفنان والإحساس الداخلي؟

فأجابت بسرعة

لابد للفنان من أبعاد ثلاثة هي البعد النفسي، والبعد الخارجي، البعد الاجتماعي ولابد أن تكون الأبعاد الثلاثة متآلفة ومتجانسة وكل منها يكمل الآخر في شكل توافق تام حتى يكون الصدق والواقع والتعبير الصحيح هم المفاتيح الرئيس لإبراز الممثل الشخصية التي يقوم بتمثيلها، فلا يمكن أداء دور إلا بنت فقيرة غلبانة وأنا لابسة شيك وحالتي النفسية مخالفة لواقعها، فهذا خطأ وفشل للشخصية الممثلة ، فلابد إذن من توافق الأبعاد الثلاثة لأنه مع بعضهم البعض حتى لا يشدوا الدور المطلوب تمثيله.

 وعندما سألتها هل تترك الشخصيات التي تقوم بأدائها نورا في حياتها العامة أثرا أوانها بمجرد الانتهاء من تمثيلها تكون في دائرة النسيان؟

أجابت قائلة:

أنا لا أنسى أي شخصية أقوم بأدائها و لكن ساعات بأبقى متأثرة بهذه الشخصية وتكون قريبة من نفسي وخاصة إذا كانت شخصية أديتها بإتقان، وتركت في نفسي أثرًا عميقًا وحبًا عظيمًا، فأظل متأثرة بها إلى فترة ويكون لها أثر كبير في حياتي

وبمنتهى الصراحة أجابت عندما انتقلنا إلى سؤال آخر عن كيفية دخولها الفن، وهل دخلته بجمالها أو دخلته بانطباع أن في أعماقها فنًا فطريًا وموهبة وقدرة على الأداء والتعبير عن الشخصيات التي تمثلها؟

قالت :

في البداية دخلت الفن من باب الجمال والمظهر الخارجي، وذلك عندما اقتنع بي جورج وسمير ومحمد سالم، وقدموني للناس، ولكن يرجع الفضل إلى رمسيس نجيب الذي قدمني للسينما ومن هنا بدأت اقتنع بنفسي وبقدراتي على أنني سوف اعمل حاجة مقنعة ومعبرة وبالفعل نجحت في أن أتخلص من الخوف والتردد وأبرز الطاقات الكامنة في داخلي، والدليل على ذلك أنني بعد هذا المشوار القصير في الفن قدمت أعمـالًا ناجحة ومنها على سبيل المثال فيلم «هكذا الأيام.. عندما يسقط الجسد..  الشياطين.. الندم ... الخ»، والحمد لله كسبت جزءًا كبيرًا من الجمهور والدليل على ذلك الجوابات العديدة التي تأتيني من جميع أنحاء الجمهورية ومن البلاد العربية

ما هو انطباعك عن تجربتك المسرحية «مين ما يحبش زوبة» وأيهما أقرب إلى قلبك المسرح أم  السينما أم التليفزيون؟

المسرح بأحبه من زمان وأنا وافقت للعمل على خشبة المسرح نتيجة لحبي له بالرغم من أن الخوف اعتراني في بداية عملي على المسرح وأول ما اشتغلت ارتبطت بعقد لمدة 6 أشهر لخوفي من الفشل ومن الملل، فالممثل يوميًا يردد نفس الكلام ونفس الأفيهات وكنت أحسب يوميًا كم مر من الـ6 أشهر وكنت أعتبرها مدة طويلة

وأن الوقت يمر ببطء شديد ودمه تقيل، ولكن بعد فترة اندمجت مع المسرح ولم أحسر أشهر التعاقد ولذلك جددت التعاقد والنهاردة تقدر تقول أنا حبيت المسرح وأصبح حاجة خفيفة وإنى أقف الآن على أرض صلبة

ما هی أحرج المواقف في حياة نورا ؟

 أحرج موقف كان على المسرح عندما كنا نؤدي مسرحية «مين ما يحبش زوبة » في إسكندرية، وكنت لابسة «تايير» وأنا واقفة على المسرح أؤدی دوري أحسست أن  «السستة» انفتحت فطلبت من زمیلی « مظهر ابو النجا» ، إغلاق الستارة بين اندهاش الجمهور، وبعد أن ارتديت فستانًا آخر عدت لأمثل من جديد وفكر الجمهور أن هذا التغيير من مقتضیات دوري في المسرحية.

هل حققت نورا ما تحلم به؟

لا لم أحقق أي شيء والمشوار أمامي طویل

د ما هي آخر مشاريع نورا الفنية ؟

آخر المشاريع أجهز الآن قصة للسينما ولكن الرقابة، لم توافق عليها وقد رفضت أكثر من ثلاث قصص أخرى، وآخر مسلسل للتليفزيون «من أين» وأنا أحب التليفزيون لأنه أول من قدمني للناس وأول ما ابتديت بيه وعلى رأى المثل «من فات قديمه تاه».

 وعندما سألتها لماذا لم تمثل الفيلم الاستعراضي؟

قالت:

إني أتمنى أن أمثل الفيلم الاستعراضي ولكن بشرط أن يكون هناك إمكانيات وأن يصرف على العمل حتى يخرج عملًا متكاملًا، وعندما تحل مشكلة إمكانيات العمل الاستعراضي أفكر في أن أقدم عملًا استعراضيًا