الخميس 16 مايو 2024

أسبوع العندليب.. بقلم عبدالحليم حافظ: أنا وفريد الأطرش

عبدالحليم حافظ

فن19-6-2022 | 00:29

أشرف سلام

كانت حياة العندليب الأسمر عبدالحليم حافظ مليئة بالأسرار والحكايات، وبعض الصراعات مع نجوم الوسط الفني، وأشهرها خلافاته مع فريد الأطرش.

وفي «أسبوع العندليب»، الذي يحتفل فيه عشاقه بالذكرى الثالثة والتسعين لميلاده، الذي يوافق 21 يونيو، نكشف لكم من أرشيف «دار الهلال» عن مقال كتبه عبدالحليم حافظ في مايو من العام 1967، وتحدث فيه عن خلافه مع فريد الأطرش.

أنا وفريد الأطرش

بقلم: عبدالحليم حافظ

اكتشفت فجأة ودون علمي، أنني على خلاف مع الصديق الأستاذ فريد الأطرش، من مجلتنا المحبوبة «الكواكب».
ولمّا طالعت المقال المنشور عن هذا الخلاف الخيالي بيني وبين الصديق فريد الأطرش، دُهشت لأن المنشور لا يمتّ للواقع بأي صلة، ولما كنت حريصًا على صداقتي للأستاذ فريد، وحريصًا أيضًا على إتمام العمل الفني المشترك معه؛ لذلك قررت أكتب بنفسي هذه السطور لإبراز الحقيقة وإيضاح الأمر حتى لا يختلط على أحد.

وهذا هو ردّي بإيجاز:
1- بالنسبة لحفلة شم النسيم أو عيد أضواء المدينة، أحب أن اوضّح أنه لم يحدث بشأن هذه الحفلة أي اتفاق على غناء لحن من ألحان فريد الأطرش بيني وبين الصديق فريد أو الأستاذ جلال معوض.

2- لم يحدث أن اتفقت مع الصديق الأستاذ فريد الأطرش، على أن أغني من ألحانه في السنوات الماضية، إلا بعد إذاعة برنامج «أوافق أمتنع» في إذاعة الشرق الأوسط، وكل ما جرى قبل ذلك كان من باب الأمنيات ليس إلا.

3- كنت قد سمعت برنامج «أوافق أمتنع»، وبالتحديد حلقة الأستاذ فريد عند الصديق جلال معوض، التي أبدى فيها رغبته في عمل لحن لي، وليس صحيحًا أن جلال رفض الذهاب معي لمقابلة الأستاذ فريد، والحقيقة أن جلال ذهب معي فعلًا، عندما أحسّ بصدق شعوري في أن أغني لحنًا من ألحان الأستاذ فريد، ورغبتي في تحقيق هذه الأمنية.

4- عندما ذهبت إلى الأستاذ فريد، وأخبرته برغبتي في تحقيق أمنيتنا لعمل مشترك بيننا، أسمعني لحنًا كان قد لحنه من سنتين لنفسه، وهو لحن أغنية «زمان يا حب»، من كلمات مرسي جميل عزيز، ولم تكن هناك أي أغنية أخرى، وأسمعني بعد ذلك بأيام، مذهبًا واحدًا من أغنية «يا ويلي»، التي لا يزال الأستاذ حسين السيد يكتب كلماتها.

5- لم تحدث أية بروفات على اللحنين سابقي الذكر حتى أحضرها أو أمتنع عن حضورها، الذي حدث بالضبط هو أن الأستاذ فريد أجرى بروفة واحدة مع الفرقة الماسية على جزء من أغنية «زمان يا حب»، وأنا شخصيًا اعتذرت للأستاذ فريد والأستاذ أحمد حسن فؤاد عن حضور هذه البروفة، حيث إنني كنت مرتبطًا بعمل آخر لأنني لم أعلم بموعد البروفة إلا في اليوم نفسه.

6- أحب أن أؤكّد أنني لم أعدل عن تقديم عمل مشترك مع الصديق الأستاذ فريد الأطرش، فلا أزال متحمسًا له، على عكس «نيات» صاحب المقال.

7- لا أظنّ أنني فنان تحت وصاية أحد، فطوال رحلتي الفنية لي شخصيتي ورأيي.
وعندما قررت أن أشترك مع الصديق الزميل فريد في عمل واحد، لم أستشر أحدًا، بل كان إحساسًا نابعًا من نفسي وتفكيري الخاص.
ملحوظة:
أحب أن أوضّح أن جميع الزملاء الفنانين رحّبوا بهذا اللقاء الفني بيني وبين فريد، ولم يحاول أحد على الإطلاق أن يمنع هذا اللقاء، أو يقف في سبيله.

8- كان من الطبيعي أن يسألني كاتب المقال عن هذا الخلاف «المزعوم»، باعتباري الطرف الأساسي فيما يسميه خلافًا، ولكنه لم يكلّف خاطره مشقّة هذا السؤال، وراح يستقي معلوماته من مجموعة من الأصدقاء.
وبعد قراءتي للمقال، حاولت أن أستفسر من الأصدقاء كافة الذين لهم صلة بهذا الموضوع، فنفوا جميعًا ما كُتِب.

9- على كل حال أنا أعرف أنّ الأستاذ كاتب المقال على صلة شديدة بالأستاذ فريد وعمل معه فترة طويلة، وكان أولى به أن يعرف أن الأستاذ فريد ليس في حاجة إلى أن يغني له أي مطرب، لأن صوت فريد الأطرش أجمل الأصوات الموجودة عندنا.

10- وفي النهاية أحب أن أقر أنه ليس هناك أي خلاف، إلا في رأس مَن يتمنون هذا الخلاف.
وبعد، فإنني لن أخوض مرة أخرى في هذا الموضوع إلّا بالأغنية نفسها.