خلود الشعار
رئيس مركز الشرق للدراسات الإقليمية: التلويح بضرب الحجاج محاولة للضغط على الدول العربية
باحث في الشأن الإيراني: قطر تفتقد الحاكم الرشيد
كشفت مصادر دبلوماسية مطلعة بالجامعة العربية، عن وجود مخطط «إيراني-قطري» لإفساد موسم الحج هذا العام، عن طريق شن هجمات إرهابية في مناطق قريبة من الحرم المكي والمدينة المنورة، ولفت المصادر إلى أنه تم الاتفاق على تنفيذ عمليات تخريبية خلال زيادة أعداد المعتمرين.
يأتي ذلك بعد فرض أغلب الدول العربية محاصرة إقليمية على دولة قطر عقب التصريحات العدائية التي شنها أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني انتقد فيها "العداء" الأميركي تجاه إيران.
وكانت تحريات الأمن السعودي توصلت إلى وجود علاقة بين الخلية التي القي القبض عليها أثناء وضع مواد متفجرة جانب الحرم المكي وبين تركيا وقطر وتمويلهم للعملية الإرهابية؛ انتقامًا من موقف المملكة مع مصر.
وتضغط الدوحة على مواطنيها لمنعهم من أداء موسم الحج هذا العام، بعد قطع العلاقات بين الخليج وقطر، وحتى تستطيع من تنفيذ مخططها.
التحالف مع الإخوان
الدكتور مصطفي اللباد، رئيس مركز الشرق للدراسات الإقليمية والإستراتيجية، والمعني بالشئون الإيرانية والتركية، قال إن قطر تتحالف مع تيار الإسلام السياسي وخاصة "الإخوان المسلمين"، ولكن توجيه ضربات إرهابية خلال موسم الحج في السعودية، هو أمر تلوح به الدوحة للضغط على الدول العربية الفارضة للحصار.
وأضاف اللباد لـ«الهلال اليوم» أن مساع قطر خلال الفترة الأخيرة لتسليح نفسها وبناء قوة عسكرية قوية تعتمد عليها في حالة التصادم أو وصد هجمات الدول الغازية، لن تساعدها مساحتها الجغرافية وقاعدتها السكانية في تحقيق ذلك بالرغم من إمكاناتها المادية الضخمة، مشيرًا إلى أن العلاقة "القطرية – الإيرانية" ملتبسة ومركبة.
وتابع:" أن إيران تعد هامة بالنسبة لقطر كي توازن السعودية وطموحاتها، ولكن في الوقت نفسه طموحات إيران الإقليمية والنووية تخيف قطر، ولا ترغب الدوحة في أن تكون إيران نووية"، مؤكدًا أنها تتبع في علاقتها مع طهران سلوكاً مغايراً لدول مجلس التعاون الخليجي، وذلك بسبب إنها تتشارك مع إيران أكبر حقل للغاز الطبيعي في العالم، وهو ما يعتبر مصدر ثروتها الأساسي، حيث تطلق قطر عليه "الحقل الشمالي"، بينما تطلق إيران عليه "بارس الجنوبي".
وأكد، أن قطر حرصت على إبقاء علاقتها مع إيران، لأن ذلك سيسهل علاقات قطر مع تحالفات إيران الإقليمية، ويفتح الطريق أمامها لمد الخيوط مع مختلف الدول والحركات السياسية في المنطقة، مشيرًا إلى أن قطر جمعت تناقضات النظام الإقليمي في الشرق الأوسط ووظفته لمصلحتها، وتحاول حماية نفسها من الوقوع تحت هيمنة قوة إقليمية واحدة سواء من"السعودية أو إيران أو تحالف الدول العربية أجمع.
الأزمة تكشف عن الوجه القبيح
أما محمد مصطفي، الباحث في شئون الحركات الإسلامية، قال إن قطر ترتبط مع إيران وتركيا في دعم جماعات الإسلام السياسي، مشيرًا إلى أنها تفتقد في الوقت الحالي للحكم الرشيد.
وأضاف "مصطفي" لـ"الهلال اليوم" أن سياسة الدوحة ظهرت خلال ردود الأفعال المتناقضة بعدما تقدمت الدول الأربعة بمطالبها، قائلًا "بدأت تظهر ملامح التنظيم الدولي للسياسة القطرية"، مؤكدًا أن السعي لضرب موسم الحج ما هي إلا محاولة للضغط على هذه الدول للتراجع عن مطالبها.
وأكد، أن مساعٍ قطر مع إيران وتركيا لن ترى النور، بل إنه توجب عليهم دفع ثمن هذه الأخطاء، خاصة في حالة ترك أمريكا زمام أمور هذه المساعي، مشيرًا إلى أن كلًا من قطر وتركيا وإيران في الوقت الحالي متجمعين على هدف واحد، كذلك الدول الأربعة ولكنهم يحاولون توحيد المنطقة العربية وحمايتها من الإرهاب.