الثلاثاء 14 مايو 2024

دبلوماسيون يوضحون أهمية زيارة ولي العهد السعودي القاهرة.. وحدة الصف العربي الأبرز

الرئيس السيسي يستقبل ولي العهد السعودي

تحقيقات21-6-2022 | 15:40

أماني محمد

تعد الزيارة التي يجريها ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان لمصر، إحدى حلقات التنسيق والتشاور بين مصر والسعودية بهدف تعزيز أوجه التعاون الثنائي والاستقرار في المنطقة وتنسيق المواقف المشتركة لمواجهة التحديات في الوقت الراهن، حسبما أكد دبلوماسيون، موضحين أن مصر والسعودية الركيزة الأساسية لتحقيق الاستقرار والأمن في المنطقة.

واستقبل الرئيس عبد الفتاح السيسي، الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي عهد المملكة العربية السعودية، اليوم، بقصر الاتحادية، حيث تضمنت الجلسة عدة مباحثات ثنائية، لبحث مجمل العلاقات الثنائية بين البلدين الشقيقين، وسبل تعزيزها في مختلف المجالات، فضلاً عن التباحث حول القضايا السياسية الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، في إطار الشراكة الاستراتيجية العميقة والتاريخية بين القاهرة والرياض والتى تهدف إلى تحقيق الأمن والاستقرار والتنمية والسلام برؤية موحدة لصالح البلدين والشعبين الشقيقين وللأمتين العربية والإسلامية.

 

الركيزة الأساسية للاستقرار

وفي هذا السياق، قال السفير محمد عبد الحكم، مساعد وزير الخارجية الأسبق، إن العلاقات المصرية السعودية شهدت طفرة كبيرة للغاية خلال السنوات الثمانية الماضية منذ وصول الرئيس عبد الفتاح السيسي مسئولية الحكم في يونيو 2014، موضحا أن العلاقات بين البلدين تطورت بشكل كبير في كافة المجالات السياسية والاقتصادية والعسكرية والأمنية والثقافية خلال تلك الفترة.

 

وأوضح عبد الحكم، في تصريح لـ"بوابة دار الهلال"، أن لقاء الرئيس السيسي اليوم مع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان خلال زيارته الحالية للقاهرة، هو اللقاء الـ22 بين الرئيس السيسي والملك السعودي سلمان بن عبد العزيز وولي العهد السعودي، وعدد هذه اللقاءات والزيارات خلال السنوات الماضية يؤكد عمق ومتانة العلاقات القوية بين مصر والسعودية في كافة المجالات.

 

وأشار عبد الحكم، أن تلك اللقاء تدفع العلاقات بين البلدين إلى مستوى الشراكة الاستراتيجية بين مصر والسعودية، موضحا أن العلاقات بين البلدين نموذج يحتذى به في كثير من المجالات المختلفة السياسية والاقتصادية والعسكرية، ومن جانب آخر فإن القاهرة والرياض هما جناحا الاستقرار وعنصرا ضمان الأمن القومي العربي بمفهومه الشامل.

 

وأكد أن مصر والسعودية هما الركيزة الأساسية لتحقيق الاستقرار والأمن في المنطقة العربية والشرق الأوسط، وهناك تنسيق وتشاور مستمر بين قيادات البلدين في مختلف المجالات والقضايا الإقليمية والدولية من جانب وكذلك تشاور لمواجهة التحديات المشتركة وخدمة قضايا الأمة العربية والسلم والأمن الدوليين.

 

وأضاف أن أهمية الزيارة تأتي في ظل وجود تحديات إقليمية ودولية مختلفة وفي مقدمتها تدخل بعض الدولي الإقليمية في شئون الدول العربية الشقيقة من جانب ومن جانب آخر ضرورة التوصل لحلول للأزمات في المنطقة وخاصة ليبيا وسوريا واليمن والعراق، موضحا أن الزيارة تكتسب أهمية كبيرة في ظل التداعيات للأزمة الروسية الأوكرانية وتأثيرها على ملفين هامين للغاية هما أمن الطاقة الدولي والأمن الغذائي.

 

ولفت إلى أن العلاقات المصرية السعودية وثيقة، فالتعاون الاقتصادي والتجاري وثيقة للغاية، حيث وصل حجم التبادل التجاري بينهما العام الماضي إلى 8 مليار دولار، وتتبوأ السعودية المرتبة الثانية كأكبر مستثمر في مصر باستثمارات موزعة على نحو 550 مشروع، فضلا عن استثمارات 2260 شركة سعودية في قطاعات مختلفة بنحو 30 مليار دولار.

 

وشدد على أن الصندوق السعودي للتنمية يقوم بدور كبير في تقديم المنح والقروض لتمويل المشروعات في مصر في مجال الطرق والكهرباء ومعالجة المياه والمستشفيات ووصلت تلك المساهمات لنحو 10 مليار ريال سعودي لتمويل 35 مشروعا في تلك المشروعات، مشيرا إلى اتفاقية موقعة بين صندوق الاستثمارات العامة السعودي وصندوق مصر السيادي والتي تهدف لدعم الاستثمارات السعودية في مصر.

 

وأكد السفير محمد عبد الحكم أن صندوق الاستثمارات العامة السعودي أدرج الشركات المصرية على أجندة توسعاته الخارجية خلال الفترة المقبلة من خلال الاتفاق على ضخ 10 مليار دولار كاستثمارات سعودية في مصر، مشيرا إلى أن العلاقات بين البلدين وثيقة ومتميزة للغاية وشهدت طفرة كبيرة في عهد الرئيس السيسي.

 

ولفت  مساعد وزير الخارجية الأسبق، إلى أن هناك علاقات للتعاون العسكري الوثيق بين البلدين ومن أبرز مظاهره المناورات العسكرية المشتركة التي تتم بصورة دورية ومنتظمة بين مصر والسعودية، مضيفا أن المملكة كانت أول دولة تعلن عن دعمها وتأييدها الكامل لثورة 30 يونيو 2013 وقدمت دعما اقتصاديا كبيرا لمصر في أعقاب تلك الثورة في كافة المجالات فضلا عن التنسيق والتشاور والسياسي المستمر والدائم بين البلدين في كافة القضايا الإقليمية والدولية المختلفة.

 

وحدة الصف العربي

ومن جانبه، قال السفير جمال بيومي، مساعد وزير الخارجية الأسبق، إن زيارة ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان مصر تأتي في إطار تنسيق المواقف بين البلدين في ظل التحديات الراهنة وبالتزامن مع اقتراب عقد القمة الخليجية بحضور الرئيس الأمريكي جو بايدن والتي يشارك فيها أيضا زعماء مصر والأردن والعراق.

 

وأوضح بيومي، في تصريح لبوابة "دار الهلال"، أن هناك الكثير من القضايا ذات الاهتمام المشترك ومن المهم تنسيق المواقف بشأنها، مضيفا أن هذه الزيارة تصب في صالح إيجاد مواقف عربية قوية يخدم وحدة الصف العربي الموقف العربي العام في ظل الدور الكبير الذي تلعبه كل من مصر والمملكة العربية السعودية.

 

وأشار إلى أن أهم الملفات المطروحة خلال الزيارة تشمل تداعيات الحرب الروسية الأوكرانية وأزمة الغذاء العالمية وتهديداتها للكثير من الدول، موضحا أن هناك أزمة جائحة كورونا أيضا وتداعياتها بجانب التحدي العالمي المتمثل في الإرهاب وكذلك القضايا العربية والأزمات في سوريا وليبيا ولبنان وكلها قضايا ملتهبة يجب التشاور فيها على المستوى الثنائي والإقليمي والدولي.

 

وأكد أن العلاقات المصرية السعودية متميزة وتاريخية، فالمملكة ودول مجلس التعاون الخليجي عموما لم تدخر وسعا في الاستثمار في مصر فهم أكبر من يستثمر في مصر، مضيفا أن هناك جالية مصرية كبيرة في السعودية خاصة وسائر الدول الخليجية ويجب دعم ومساندة تلك الجاليات لأنها من أكبر مصادر النقد الأجنبي.

 

وأضاف أن العلاقات بين مصر والسعودية تعمقت بشكل كبير خلال السنوات الثمانية الماضية من خلال الزيارات المتبادلة والتنسيق والتشاور المستمر بين قادة الدولتين بشكل عمل على دفع أطر التعاون إلى أفق أرحب وفتح مجالات جديدة للعلاقات والمشروعات المشتركة.

Dr.Radwa
Egypt Air