واصلت الدكتورة رانيا المشاط، وزيرة التعاون الدولي، لقاءاتها مع مسئولي المنظمات الأممية والقطاع الخاص ومؤسسات التمويل بالنمسا، ضمن فعاليات منتدى صندوق أوبك للتنمية الدولية الذي عُقد بفيينا، بهدف دعم رؤية الدولة التنموية من خلال تعزيز مجالات العمل المشترك، بحضور السفير محمد الملا، سفير مصر في فيينا.
برنامج الأمم المتحدة الإنمائي
وعقدت وزيرة التعاون الدولي، لقاءًا مع أهونا إزياكونوا، مديرة المكتب الإقليمي لأفريقيا لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي، واستعرضت الجهود التنموية المبذولة في مصر وقيام مصر بتصميم المشروعات التنموية وفقًا لأولوياتها، كما تطرقت إلى محفظة التعاون الإنمائي الجارية التي تسجل نحو 26 مليار دولار وتضم 377 مشروعًا في مختلف قطاعات التنمية، وأنه تمت مطابقة هذه التمويلات وفقًا لأهداف التنمية المستدامة بما يعزز الاستفادة منها ويوضح الرؤية المستقبلية بشأن خريطة التمويلات التنموية والدعم الفني.
كما بحثت "المشاط" التعاون مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي في إطار تنشيط التعاون بين دول الجنوب، وكذلك مشاركته في منتدى مصر للتعاون الدولي والتمويل الإنمائي والذي يوفر فرصة ملائمة لتنسيق الجهود ولاسيما وأنه سينعقد قبيل قمة المناخ COP27 ويهدف إلى دفع الجهود الدولية وتنسيق المواقف الأفريقية في مجال العمل المناخي التي لا تستفيد بشكل كبير من التمويل المناخي.
ومن ناحيتها أكدت السيدة أهونا، على أهمية رسالة قمة المناخ المقبلة ودفع الجهود الدولية نحو تنفيذ التعهدات المناخية وتوفير التمويل للدول النامية والناشئة لاسيما قارة أفريقيا، مؤكدة رغبتها في تعزيز التعاون مع مصر في عدة مجالات، ومن بينها مجال التكنولوجيا والشركات الناشئة، حيث يعمل المكتب الإقليمي حاليًا على مبادرة شبابية تسمى "Timbuktu Initiative" تسعى للعمل كمنصة إقليمية لدعم تبادل التجارب والخبرات في مجال التكنولوجيا، ونتطلع لإشراك مصر بها بالنظر إلى كونها منصة للشركات الناشئة في هذا المجال.
وفي هذا الصدد رحبت "المشاط" بالتعاون في مجال الشركات الناشئة في ظل الفرص الضخمة المتاحة في مصر، مشيرة إلى أن شركة مصر لريادة الأعمال والاستثمار تعد منصة رائدة في هذا المجال حيث تم تدشينها في عام 2017 وقامت بدعم أكثر من 175 شركة حتى الآن.
منظمة الطاقة المستدامة للجميع
في سياق آخر عقدت وزيرة التعاون الدولي، لقاءًا مع السيدة داميلولا أجونبي، المديرة التنفيذية والممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة بمنظمة الطاقة المستدامة للجميع، حيث تم بحث مجالات التعاون المشترك في مجال الطاقة، واستعرضت وزيرة التعاون الدولي الجهود الوطنية للتوسع في الطاقة المتجددة وتعزيز التحول الأخضر.
وأعربت أجونبي، عن تقديرها للدور المصري الرائد لرئاسة قمة المناخ COP27، وتطلعها لانعقاد يوم الطاقة خلال أعمال القمة، مؤكدة حرص المنظمة على التعاون مع مصر في إطار التحضير لقمة المناخ المقبلة، وذلك سواء من خلال المنظمة الأممية التي تستهدف توفير الطاقة للجميع. وأشارت المديرة التنفيذية لمنظمة الطاقة المستدامة للجميع إلى أن منظمتها تعمل على إصدار تقرير بعنوان "Missing the Mark" والذي يهدف إلى رصد الفارق بين تعهدات الدول والقطاع الخاص خلال قمم تغير المناخ والتنفيذ الفعلي لهذه التعهدات.
الوكالة الدولية للطاقة المتجددة
علي صعيد متصل التقت وزيرة التعاون الدولي، السيد فرانشيسكو لا كاميرا، المدير العام للوكالة الدولية للطاقة المتجددة IRENA، حيث تم استعراض مجالات التعاون ذات الاهتمام المشترك، وأوضح المدير العام للوكالة أنها تعمل على نشر المعرفة بشأن مصادر الطاقة المتجددة ودعم الدول الأعضاء في إعداد الدراسات والتقييمات بشأن مدى إمكانية اعتمادها على مصادر الطاقة المتجددة المختلفة. كما تم التطرق إلى المبادرات التي أطلقتها وعلى رأسها منتدى الاستثمار المناخي والذي تم تدشينه مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي وصندوق المناخ الأخضر Green Climate Fund وبات يضم أكثر من 330 شريكاً من الأطراف المعنية وكذا المستثمرين وشركات القطاع الخاص.
وأشارت وزيرة التعاون الدولي، إلى أهمية التعاون مع الوكالة لاسيما في ظل إطلاق مصر الاستراتيجية الوطنية للتغيرات المناخية، والعمل الجاري على قائمة المشروعات في مجالات التحول الأخضر المختلفة .
صندوق الأمم المتحدة لتنمية رأس المال
والتقت وزيرة التعاون الدولي، السيدة بريتي سينها، السكرتيرة التنفيذية لصندوق الأمم المتحدة لتنمية رأس المال، الذي يعد وكالة تمويل أممية، تعمل على تعزيز الشراكات بين القطاعين العام والخاص لتحقيق التنمية الاقتصادية وزيادة الإنتاجية وتوفير التمويل.
ورحبت وزيرة التعاون الدولي، بالتعاون مع الصندوق ومشاركته في قمة المناخ، والتنسيق المستمر بشأن الاستعدادات لقمة المناخ، والمجالات المرتبطة بالمناخ على مستوى التمويل سواء من خلال السندات الخضراء أو آليات التمويل المبتكر، وكذلك المشاركة في منتدى مصر للتعاون الدولي والتمويل الإنمائي والذي يعد مناقشات تمهيدية قبيل قمة المناخ.
وقالت السيدة بريتي سينها، إن الصندوق يتطلع للمشاركة في قمة المناخ لعرض منصته التي تضم 30 دولة نامية بهدف زيادة التمويل التنموي الذي يحصل عليه الصندوق لهذه الدول، وتوفير الدعم الفني وأنشطة بناء القدرات للدول الأقل نمواً، موضحة أن الصندوق سيطلق صندوق تمويل البنية التحتية قريباً مع شركة Meridium، وهي ثالث أكبر شركة لإدارة الأصول على مستوى العالم، علماً بأن الصندوق يستهدف زيادة الاستثمارات بالمدن والقرى الصغيرة، وأنه يعمل لجذب مستثمرين جدد لهذا المشروع بما في ذلك بنك التنمية الإسلامي. ورغبة الصندوق في تعزيز التعاون مع مصر في مختلف المجالات ذات الصلة.
شركة أكوا باور للطاقة
والتقت الدكتورة رانيا المشاط، وزيرة التعاون الدولي، السيد كليف تورتون، مدير قسم الاستثمار بشركة أكوا باور للطاقة، حيث سلطت الضوء على جهود التعاون مع البنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية EBRD لبلورة استراتيجية لمصادر الطاقة المتجددة وتوليد الهيدروجين الأخضر بالتعاون مع وزارة الكهرباء، موجهة الدعوة للشركة للمشاركة في منتدى مصر للتعاون الدولي والتمويل الإنمائي سبتمبر المقبل، والذي من المقرر أن يجمع الأطراف ذات الصلة لاسيما من قارة أفريقيا لمناقشة التعاون في إطار مؤتمر المناخ، ومناقشة الجهود التنموية المبذولة في مصر.
من ناحيته أشار تورتون، إلى الإمكانيات المتوافرة لدى مصر تجعلها من الدول الرائدة في توليد الطاقة المتجددة سواء الطاقة الشمسية أو طاقة الرياح، وقرب مصر من قارة أوروبا، مشيرًا إلى أن هناك اتجاهاً سائداً في أوروبا للاعتماد على مصادر الطاقة المتجددة، إلاّ أن أغلب الدول الأوروبية لا تتمتع بوجود شمس طوال العام أو وجود مساحة من الأساس لإقامة محطات توليد الطاقة من الرياح والتي تتطلب مساحات كبيرة، وقد عزز من هذا التوجه الأوروبي أزمة الطاقة الأخيرة المترتبة على الحرب الروسية – الأوكرانية والتي أكدت للدول الأوروبية ضرورة عدم الارتكان إلى الغاز الروسي فحسب والعمل عوضاً عن ذلك على تنويع مصادر الطاقة الخاصة بها.
وأوضح أن العوامل التي تتميز بها مصر لتوليد الطاقة المتجددة من شأنها أن تمثل عوامل جذب للمستثمرين في الطاقة المتجددة، ومن هذا المنطلق فإن شركة أكوا باور تتطلع للتعاون المثمر مع مصر في مجال توليد الطاقة الشمسية والهيدروجين الأخضر، مشيرًا إلى الإمكانيات المتاحة لدى مصر لتصبح أحد أكبر الموردين للطاقة المتجددة إلى أوروبا، لاسيما في ظل التنافسية التي ستوفرها الإمكانيات المصرية لتوليد الطاقة وتوليد الهيدروجين الأخضر .
بنك التنمية النمساوي
كما التقت وزيرة التعاون الدولي السيد سابيني جابر، ممثلة بنك التنمية النمساوي، حيث أوضحت أن البنك ساهم قبل ذلك في تمويل عدد من المشروعات في مصر آخرها محطة بنبان للطاقة الشمسية، مبدية تطلعها للمساهمة في مشروعات أخرى.
وفي هذا الصدد أوضحت وزيرة التعاون الدولي، أن مصر تعمل حاليًا على إعداد حزمة من المشروعات الصديقة للبيئة في مختلف المجالات لترويجها لمؤسسات التمويل الدولية.