دعا الرئيس الصيني شي جين بينغ، اليوم إلى بذل جهود مشتركة للسعي نحو السلام وحمايته، مشيرا إلى أن الأزمة الأوكرانية دقت جرس الإنذار للبشرية مجددا، وأن حماية السلام هي القضية المشتركة للبشرية جمعاء.
وقال الرئيس الصيني -في كلمة افتراضية خلال مراسم افتتاح منتدى أعمال بريكس وفقا لما نقلته وكالة الأنباء الصينية (شينخوا)- إن التاريخ أظهر أن الهيمنة وسياسة المجموعة والمواجهات بين الكتل لا تجلب السلام ولا الاستقرار، بل الحرب والصراع، لافتا إلى أنه في مواجهة الاضطرابات وعدم الاستقرار في العالم، ينبغي أن نضع في الاعتبار بحزم التطلعات الأصلية لميثاق الأمم المتحدة، وكذلك مهمتنا لتعزيز السلام.
وحث شي المجتمع الدولي على التخلي عن عقلية اللعبة الصفرية ومعارضة الهيمنة وسياسة القوة بشكل مشترك، ودعا إلى بناء نمط جديد من العلاقات الدولية يتسم بالاحترام المتبادل والإنصاف والعدالة والتعاون متبادل المنفعة، وأوضح أن التعمد في فرض عقوبات سيؤدي إلى كوارث للشعوب في جميع أنحاء العالم.
وقال "من يقومون بتسييس الاقتصاد العالمي والاستفادة منه وتسليحه ويفرضون عن عمد عقوبات من خلال الاستفادة من الهيمنة في الأنظمة المالية والنقدية الدولية، سيضرون في نهاية المطاف الآخرين وأنفسهم وسيجلبون كوارث للشعوب في جميع أنحاء العالم"، ودعا دول العالم إلى الاتحاد في مواجهة الصعوبات والتكاتف من أجل تعاون مربح للجميع.
وأضاف أنه في الوقت الحالي، تجري إعاقة بعض سلاسل الصناعة والإمداد الرئيسية عن عمد وتتذبذب أسعار السلع عند مستويات عالية ويتزايد التضخم في جميع أنحاء العالم، ولا تزال الأسواق المالية الدولية متقلبة، ويستمر زخم التعافي الاقتصادي العالمي في التراجع، وأكد ضرورة تبني الدول المتقدمة الكبرى لسياسات اقتصادية مسؤولة، داعيا الدول المتقدمة الكبرى إلى تجنب انتشار الآثار السلبية لسياساتها ومنع حدوث صدمات شديدة للدول النامية، وتكثيف تنسيق سياسات الاقتصاد الكلي من أجل منع تباطؤ التعافي العالمي أو حتى توقفه.
كما دعا الرئيس الصيني - خلال كلمته - إلى تدعيم نظام التجارة متعدد الأطراف وفي القلب منه منظمة التجارة العالية، وإزالة حواجز التجارة والاستثمار والتكنولوجيا، والعمل على بناء اقتصاد عالمي مفتوح، وكذلك بذل جهود لتقوية الحوكمة الاقتصادية العالمية وزيادة تمثيل الأسواق الناشئة والدول النامية وزيادة أصواتها.
وأكد أن الصين ستواصل تعزيز الانفتاح وتهيئة بيئة أعمال قائمة على مبادئ السوق ويحكمها القانون وتتوافق مع المعايير الدولية، داعيا الشركات إلى الاستثمار والتنمية في الصين وتعزيز التعاون التجاري والاقتصادي وتبادل فرص التنمية.
وأشار إلى أن الصين ستعزز تعديل السياسات الكلية وستتخذ تدابير أكثر فاعلية للسعي لتحقيق أهداف التنمية الاجتماعية والاقتصادية لعام 2022 وتقليل آثار "كوفيد-19"، موضحا أن الصين التزمت بمبدأ "الشعب أولا، الحياة أولا"، وبنت دفاعا قويا ضد الجائحة، وعززت نتائج الوقاية من المرض والسيطرة عليه، وأن هذه الإجراءات وفرت حماية لحياة الشعب وصحته إلى أقصى حد، كما عملت على استقرار أساسيات التنمية الاقتصادية والاجتماعية قدر الإمكان.