السبت 20 ابريل 2024

علماء مصريون عظماء.. وقصص نجاحهم الملهمة (1)

مقالات23-6-2022 | 16:53

لقد شكلت مصر الحديثة شخصيات مصرية برزت وتركت بصماتها فى كل مجال على أرضها من العلوم إلى الفنون مروراً بالثقافة، فأحدثت تغييراً حقيقياً وكان أن حركت المجتمع فى اتجاهات متعددة ومتباينة، كما أثرت بشكل كبير على مجرى الأحداث العلمية التى عاشتها مصر على مر السنين والأحقاب، ولعبت دوراً مهماً فى تاريخ مصر الحديثة ولا تزال بعلمها وإنجازاتها تحوز إعجابنا وتملأ خيالنا الجمعى، والعديد من هؤلاء العلماء الكبار أسهموا وبشكل فعّال فى تقديم الكثير من الإنجازات العلميّة المهمة فى شتى المجالات كالفيزياء، الرياضيات، الفلك، الطب، والفلسفة، هذهِ الإنجازات التى ما زلنا نعتمد عليها كمراجع ثمينة لتطوير العلوم وتحسينها.

 

وعندما دعانى الصديق العزيز الأستاذ خالد ناجح، رئيس تحرير دار الهلال، للكتابة فى "بوابة الهلال" وجدت أننى كواحد من منسوبى أعرق جامعة فى مصر "جامعة القاهرة" وكمؤسس لمركز التراث العلمى بالجامعة، وما زلت أعمل وأدرس تاريخ العلوم، أن أكتب فى منطقة مهمة أُعرّف فيها بشخصيات مصرية فى مجال العلوم قدمت ومازال عطاؤها يملأ عشرات الصفحات من تاريخ العلم، من خلال تسليط الأضواء عليها والتى إن انحسرت قليلا إلا أنهم نجحوا فى أن يصنعوا اسماً لهم ومكانه خاصة فى مجال عملهم، لقد عملوا بجد وأظهروا مثابرة وصبراً وتركيزاً عاليين، لم يروا الماضى أو إخفاقاته وعملوا فى ظروف متواضعة وكانوا يتطلعون دائمًا إلى المستقبل وعاشوا مع أحلامهم العبقرية فصنعوا مستقبل أمة.

 

وهنا الكلمة للشباب؛ إذا كنتم تخططون لدراسة العلوم وتشعرون أحيانا بعدم اليقين حيال ذلك، وإذا كنتم تريدون أن تصبحوا مبتكرين، فعليكم أن تقرأوا عن القصص الملهمة لهؤلاء العلماء العظماء وتستلهمون من عملهم أملاً جديداً يملأ حياتكم علماً وفكراً ومعرفة.

هذا هو المقال الافتتاحى لسلسلة من المداخلات تتحدث عن الطريق إلى النجاح العلمي، وقصص حياة ملهمة لباحثين وعلماء مصريين بارزين ظهروا فى بداية القرن العشرين فى بداية إنشاء الجامعة المصرية، فملأوا الدنيا بعلمهم وساروا مع التقدم أينما سار، تعلموا فى أوروبا ونهلوا على أيدى أساتذة وعلماء عظام كان لهم شأن كبير فى النهضة العلمية العالمية، وعندما عادوا أبوا إلا أن ينشئوا مدارسهم العلمية فى الجامعة الوليدة والتى كانت تضاهى الجامعات الأوروبية بفضلهم وبفضل علمهم الغزير.

 

وتصف هذه السلسلة من المقالات الطريق إلى النجاح العلمي، بهدف التركيز على عملية البحث (بدلاً من نتائج البحث) وسرد التجربة الشخصية لكل منهم مما يؤدى إلى تشجيع القراء، الذين سيتم إلهامهم ليكونوا باحثين مخلصين وفعالين. وتتضمن أهداف تلك المقالات فى المقام الاول: تحفيز الشباب على متابعة مهنهم بصرامة ومثابرة وتوجيه، وإلهام الطلاب لمتابعة العلوم الأساسية أو الهندسة، ولتعزيز المعرفة العلمية للطلاب غير المتخصصين فى العلوم أو الهندسة، وكذلك مساعدة الآباء والمعلمين ومشاركتهم فى إعداد الجيل القادم من العلماء أو المهندسين، ولزيادة وعى الجمهور العام بتطورات العلوم، وتوفير سجل لتاريخ العلوم فى مصر، الذى تم إهمال تناول تاريخ معظم هؤلاء العلماء لدواعٍ سياسية أو غيرها. وتتميز تلك المقالات عن غيرها أنها تركز على التجربة الشخصية لأبرز الشخصيات من الباحثين العلميين، حيث تتناول قصص نجاحهم وسقطاتهم وما واجهوه فى حياتهم العلمية والحياتية من صعاب. كما أنها تقدم قصصًا من الحياة قام بكتابتها من استطاع أن يدون مذكراته أو كتب فيها من قصص، وكل قصة هى وصف مباشر من قبل الشخص المعني.

ونظرًا للأهمية التاريخية لقصص هؤلاء العلماء وتأثير التطورات العلمية وراء كل قصة، فمن المتوقع أن يكون لهذه المقالات قيمة من وجهة نظر تاريخ العلم، حيث إنها تحكى قصص الحياة غير المروية فى كلمات وتوضح مفاتيح النجاح العلمى للكل، مع الكشف عن استراتيجيات البحث العلمى وكيف أعد نفسه وظيفياً. وفى تصورى أن القراء المناسبين سيكونون هم طلاب الجامعات (مستوى البكالوريوس والدراسات العليا)، وطلاب المدارس الثانوية، والمعلمين، والمدرسين، والعاملين فى مجال التعليم.