أصدرت مكتبة الشبكة العربية كتاب ”الأعداء“ الذي يرصد تحول مكتب التحقيقات الفيدرالي أو الـ(أف. بي. آي) إلى جهاز سلطوي استُخدم لتحقيق كثير من الأهداف السياسية والأمنية والانتخابية للإدارات الأمريكية المتعاقبة.
بين دفتي الكتاب عرض تحليلي قيّم للغاية يتناول تأسيس الـ(أف. بي. آي) وتاريخ حرب المئة عام التي شنتها أمريكا على الإرهاب، كما يتناول الوسائل الملتوية التي استخدمها مسؤولو الجهاز لاسيما رجله القوي جاي إدغار هوفر الذي تولى رئاسة المكتب خمسين عامًا، واعتبر الرجل الأقوى في أمريكا.
ففي عهده خصوصًا برز مسلك عام في عمل المكتب واستمر عند من أتى بعده، ارتكز على اعتقالات واحتجازات غير قانونية واقتحامات وخرق لقوانين الأمن القومي واحتيال عليها، إلا أن عمل المكتب عرف إخفاقات كثيرة، ربما بسبب إجراءاته الملتوية، تمثلت في اختراق المكتب من قبل عملاء مزدوجين من روسيا وكوبا والصين وحتى من تنظيم القاعدة وفي فشل الجهاز في كسر كثير من حلقات التجسّس.
كما دار ولا يزال يدور وراء كواليسه صراع مرير بين أطراف متعددين من رؤساء ونواب عامين ومديرين أساؤوا استخدام سلطتهم باسم الأمن القومي.
من خلال الاستناد إلى أكثر من سبعين ألف صفحة من الوثائق المكشوفة حديثاً وأكثر من مئتي قصة شفوية سجّلها العملاء، يسرد تيم واينر سردًا واضحًا ومفصّلًا ومشوّقًا عن تاريخ مكتب التحقيقات الفيدرالي بوصفه جهازًا استخباريًّا سريًّا ومحلّلًا تحليلاً ممتعًا أخطاءه وفضائحه.