الخميس 25 ابريل 2024

مدام عزة وسيادة السفير

مقالات26-6-2022 | 11:49

تحتفل مصر في هذه الأيام بذكرى ثورة 30 يونيو التي استطاعت أن تعيد مصر من محاولة اختطاف دولية أدارها أطراف متآمرون في الداخل والخارج حيث انقلب تدبيرهم إلى غضب عارم حطم تآمرهم ووصمهم بالعار إلى يوم الدين .

تأتي الذكرى هذه الأيام في ظرف دولي بالغ الدقة حيث يتشكل نظام دولي جديد متعدد الأقطاب وسط كر وفر بين الولايات المتحدة ودول الغرب من ناحية وروسيا والصين من ناحية أخرى حيث تسيطر حالة من القلق حول هذا المخاض العصيب وما يترتب عليه من تداعيات تؤرق مضاجع الكل.

كان رهان تنظيم الإخوان وحلفائه وأتباعه في الداخل والخارج أن المصريين سرعان ما سينسون وأن استغلال أوضاع اقتصادية صعبة تحيط بالكون هذه الأيام كفيل بخلق مساحة من الأمل في نفوسهم بأن عودتهم مجددا ممكنة لكن حوارا دار بين السفير بسام راضي المتحدث الرسمي لرئاسة الجمهورية وبين إحدى سيدات مصر وعظيمة من عظيمات هذا الوطن أكد لي وأنا أتابعه أن الضمير الوطني المصري الذي تشكل في الثلاثين من يونيو لم يكن مجرد غضبة وقعت بل كان صوتا كامنا في كل مصري سرعان ما يرسل بإشاراته فور استشعاره بخطر ما.

هكذا تصرفت مدام عزة التي لم يمنعها خوفها على مسيرة الوطن وما يحيطه من أوضاع صعبة انعكاسا للأزمة العالمية المحتدمة لم يمنعها من أن ترسل برسالة إلى صفحة السفير بسام راضي حملت تلك المخاوف على الوطن وكان جل مخاوفها على حالة الوعي التي تخشى أن تتأثر تحت ضغط الظرف الراهن فطالبت بلهجة صادقة لتؤدي دورها في مساندة وطنها فلامست كلماتها الأمينة قلب المتحدث الرسمي  ودفعته للرد عليها.

مدام عزة تدرك أن الأوضاع الصعبة ليست هي التحدي بل ترى أن تزييف الوعي هو الأخطر والأكثر صعوبة في المواجهة، لم تتحدث عن ارتفاع أسعار أو أو أو مما ينشغل به البعض فهي تدرك أن التضخم الذي نعانيه مستورد وليس صنيعة سياسات خاطئة أو سوء إدارة أرادت أن تنبه إليه بل كانت مشغولة ومهمومة بخطورة استغلال ذلك للعبث بعواطف الناس وما قد يترتب عليه من تحرك خاطئ كالذي حدث إبان 25 يناير ومازلنا نكابد آثاره حتى اليوم.

دعت مدام عزة وبقوة إلى مواجهة نشر الإحباط والإحساس بالخسارة وعدم الأمان الذي يروج له البعض من الذين يرقبون أي تعثر في الطريق على انه علامة على حكمتهم التي لم يفهمها المصريون حين أزاحوهم من صدارة المشهد.

وهنا تأكدت أن القوة المحركة للأمور وهم المعروفون بأعضاء حزب الكنبة رمانة الميزان التي إن تحركت غيرت وإن تحدثت أنصت الجميع لصوتهم.. تأكدت أن مدام عزة صوت يمثل ملايين تساورهم نفس المخاوف لا على مصلحة شخصية تأثرت أو منفعة مرغوبة ضاعت بل استشعار لخوف على وطن أدرك الجميع قيمته بعد أن شاهدنا جميعا أمما تصارع لمجرد أن تعود إلى أوضاع ما قبل الربيع العربي المشئوم ولا تستطيع إلى ذلك سبيلا.

وكما تأثر الجميع بكلماتها الصادقة المعبرة كبيرا كان التأثير لرد السفير بسام راضي أكبر إذ لم يصادر معالي السفير  رأيها ولم يمح تعليقها بل ذكرها وذكرنا جميعا بأن لهذا الوطن رجالا مخلصون يدركون جيدا تلك المخاوف وأن مصر مهما تعاظمت حولها التحديات فهي قادرة على تجاوزها طالما كان الصف واحدا والهدف مشتركا .

تابع الجميع ذلك الحوار واكتسبوا من روحه قوة دافعة ومطمئنة بأن تلك الروح التي ثارت في 30 يونيو خوفا من اختطاف الوطن والزج به في مسار مخيف مازالت يقظة ومازالت مستعدة للاصطفاف من جديد وقت أن يلوح الخطر أو وقت أن تتوهم قوى الشر أن اللحظة باتت سانحة للتحرك من جديد.

طمأن السفير بسام راضي مدام عزة ومن خلفها كل المصريين الوطنيين أن هذا البلد محفوظ محروس بعنايه جل وعلا بل إن تماسكه ومتانة نسيجة باقية بقاء الدنيا وهذا كلام ليس بغرض الإنشاء أو رفع الروح المعنوية بل هو عبادة إذا ذكرته تثاب عليه لأنك تردد كلام أصدق الخلق سيدنا محمد حين قال "لأنهم وأهليهم في رباط إلى يوم الدين".

نعم سنبقى حائط صد كل التحديات مهما تدافعت وسنبقى نحمل الأمل في الوصول للأفضل ما دمنا متعاونين وسنبقى مطمئنين إزاء صنوف الدعاية المحبطة ما دمنا واعين وكل الشكر لتلك المناسبة التي جددت فينا ذلك كله وهو حوار مدام عزة وسيادة السفير وليكن  ذلك عهدنا دائما يشد بعضنا أزر بعض لنكون دوما بنيانا مرصوصا مهابا مصونا.

Dr.Randa
Dr.Radwa