نحن فى حاجة إلى إعلام يرصد المستجدات فى التحديات والتهديدات التى تواجه مجتمعنا، وإضافة قضايا وملفات تستحق المواجهة، فلدينا مساحات كبيرة نستطيع أن نتحرك فيها بشرط الموضوعية والفهم والإدراك والإلمام.
هل اختلطت الأمور على الإعلام؟.. وهل انحرف عن بوصلة الأولويات وتفرغ للتنظير والفلسفة بعيداً عن التحديات الحقيقية للوطن، لذلك نسأل هل نحتاج ترتيب الأولويات ليس فى الإعلام فحسب ولكن فى الثقافة بكل مكوناتها؟.
أين نحن من التحديات التى تواجه المجتمع والدخول فى عمق الشارع المصرى وقضاياه، وكيف نتعامل معها، هل رصدنا بشكل واضح مصادر الخطر، فالدولة تسابق الزمن فى البناء والتنمية والوفاء باحتياجات المواطن فى ظل تداعيات قاسية لأزمات عالمية، وتحقق نجاحات وإنجازات.. هل سألنا أنفسنا لماذا لا يصل هذا الجهد والنجاح غير المسبوق إلى قطاع من المواطنين.
ربما تكون المشكلة فى «بوصلة» الإعلام واهتماماته وأولوياته وتحديد القضايا الملحة التى يجب أن يتعامل معها بالرؤى والعلاج ودق ناقوس الخطر بصددها والتحذير من خطورتها، هل وصل الإعلام إلى معاناة الناس ليست الاقتصادية فقط ولكن فى همومهم ومخاوفهم وما يتعرضون له من منغصات مثل البلطجة والمسجلين خطر، والمخدرات وفوضى الشارع وغياب الانضباط.
لم يعط الإعلام الاهتمام الكامل لقضايا مهمة فى حجم قضية النمو السكانى العشوائى وما تشكله من خطورة على مستقبل الوطن، وجهود التنمية وما تخلفه من ظواهر اجتماعية خطيرة.
الحقيقة أن بناء الوعى الحقيقى لا يقتصر على قضايا بعينها ولكن ينطلق من إدراك المفهوم الشامل للوعى سواء القضايا السياسية والاقتصادية والاجتماعية والأمنية، لابد أن يسمع الإعلام للمواطن ويتعمق فيما يدور فى الشارع المصرى يرصد حالة غير عادية من التدنى والعنف والتلوث اللفظى والسمعى والفوضى والانفلات، ولا يجب التركيز على قضايا بعينها على حساب قضايا أخري.
نجح الإعلام المصرى فى إيصال جهود الدولة ونجاحاتها وإنجازاتها غير المسبوقة.. وتلبيتها لاحتياجات المواطن من السلع الأساسية والخدمات، وتبذل جل جهودها من أجل الوفاء بها.. لكنه تجاهل فى نفس الوقت تحديات وشواغل وظواهر أخرى مثل قضايا التعليم وتأثيرها على النشء والتلاميذ، وما يدور داخل المدارس، تجاهل عدم وجود خطاب إعلامى يتماشى مع الأطفال فى مراحل مختلفة، غض الطرف عن إعلام الأسرة، وانشغل بالأكل وأصناف الطعام ومطبخ «فلان وعلان» وترك غذاء الروح والسلوك.. وسبل تعزيز العلاقات الأسرية، والدراما أيضا وإن كانت حققت نجاحات كبيرة فى ظل التحديات وميراث المساوئ الذى ورثته الدولة من عقود دراما العشوائيات والقبح والبلطجة والمخدرات والانتصار للمجرم والبلطجى وتاجر المخدرات وهدم القيم الأخلاقية وترسيخ ثقافة الانتهازية والأنانية، لكن فى نفس الوقت الدراما التى حققت نجاحات كبيرة خلال الأعوام الأخيرة مازال أمامها قضايا أخرى مثل دراما الأطفال، والإعلام أيضاً مطالب بتخصيص مساحات زمنية للأطفال فى ظل التحديات التى تهدد عقل ووعى وشخصية الطفل المصرى من أفلام كرتون تدعم الشذوذ والمثلية والرذيلة لذلك لابد من البحث بداخلنا عن حلول ورؤى للمواجهة مثل إنتاج برامج ومواد إعلامية ودرامية للأطفال أو إنشاء قنوات خاصة للطفل يجد فيها كل ما يبحث عنه وفق أخلاقياتنا وتقاليدنا وثوابتنا.
ودعونى أطرح بعض الأسئلة حول محتوى ومضمون برامجنا الإعلامية التى انشغلت بقضايا وأزمات دولية على حساب قضايانا وتحدياتنا الداخلية وظواهر اجتماعية فتاكة، حتى أن تناول القضايا والأزمات الدولية يأتى من بوابات التنظير والفلسفة دون ربط حقيقى بين هذه الأزمات العالمية وتأثيراتها على الداخل لتجد لها مساحة فى وعى المواطن المصري.
والحقيقة أنه من خلال متابعتى لتنظير خبراء وأساتذة العلوم السياسية أجد معظمهم يميلون إلى الشطحات وفشل كل توقعاتهم وإصرارهم على الاجابة عن أسئلة مذيعين ومذيعات لا يدركون طبيعة الأسئلة التى توجه لمتخصص فى العلوم السياسية، ويوجهون أسئلة ترتبط بالأمور العسكرية فى المواجهة الروسيةـ الأوكرانية رغم أن هذا ليس تخصصهم.. ولا أدرى لماذا يُصر المذيع أو المذيعة على عدم التفرقة بين أسئلة ذات طبيعة سياسية وأخرى ذات طبيعة عسكرية شديدة التخصص.
الحقيقة أن الإعلام غائب عن الشارع، وعن عمق المجتمع، عن الجامعة والمدرسة، عن الحارة والحى الشعبي، عن أحاديث المقاهي، عن تجاوزات وفساد الأحياء، فعلى سبيل المثال لدينا تقريباً مليونا «مقهى وكافيه» لا تقارن بأعداد المساجد والمدارس والجامعات والمستشفيات ..والسؤال هل هذه «المقاهي» حصلت على تراخيص وهل تسدد ضرائب للدولة أم أنها تحظى برعاية وحماية بعض موظفى الأحياء الفاسدين الذين يحصلون على راتب شهرى من أجل أن تفتح المقاهى «أبوابها» وأزيدك من الشعر بيتاً، فى أوج أزمة «كورونا» والدولة قررت عدم تقديم »الشيشة».. كان الموظف الفاسد يسمح لبعض المقاهى بتقديم الشيشة فى «البدروم» أو المخزن فى مقابل زيادة الراتب الشهري.
السؤال :ماذا لو قررت الدولة ترخيص هذه المقاهى وكونها أمراً واقعاً.. واستفادت بدفع فواتير المياه والكهرباء وتسديد الضرائب، لو أن كل مقهى سدد سنوياً 10 آلاف جنيه وهو أقل ما يمكن أن يسدد فى ظل المكاسب الكبيرة التى تحققها المقاهى لذلك علينا أن نضرب 10 آلاف فى مليونى مقهي.
السؤال أيضاً.. هل أفسح الإعلام الوقت الكافى لقضايا الزيادة السكانية وانتشار البلطجة والمخدرات والعنف وأهمية قضية الصحة النفسية، هل ناقش قضايا التعليم واستمع إلى التلاميذ والطلاب وأولياء الأمور وخبراء التعليم والمسئولين عنه حتى نخرج بخارطة طريق أو توافق مجتمعي، هل ناقشنا تجاوزات الشارع من نظافة وإلقاء القمامة وفوضى وسيارات بدون تراخيص، وقاموس الألفاظ النابية.
لماذا يتناقض الإعلام فى بعض مضامينه، يسمح بالإساءة للأديان.. والتشكيك فى الثوابت وإنكارها.. لدرجة أن هناك إعلامياً لا يتوقف عن ذلك، وأصبح يحظى بسخط وكراهية الناس، وفى نفس الوقت نظهر النقيض ممن يتحدثون فى صحيح الدين وهم من أهل العلم والذكر، فلماذا نغامر ونستدعى الفتنة وتأجيج المشاعر خاصة وأن الحديث فى الدين من غير المتخصصين والعلماء هو خط أحمر وقنابل موقوتة.
الإعلام لابد أن يجدد بوصلته، وأن يغادر الاستديوهات وينزل إلى الواقع سواء لتسجيل النجاحات والإنجازات أو رصد الظواهر المجتمعية التى تشكل خطراً على حياتنا، فما حدث طيلة العقود الخمسة الماضية.. وما جرى من إجرام خلال أحداث يناير 2011 وما تلاها فى عهد الإخوان المجرمين يحتاج وقفة وتحليلا ودراسة.. لنعرف ماذا حدث.. وكيف نالت هذه العقود المظلمة والسنوات القاحلة التى عمت فيها الفوضى والانفلات الأخلاقى فى قطاعات كثيرة من المجتمع لنخرج بالأسباب ونضع العلاج بالمواجهة والمصارحة وبرامج الاستشفاء المجتمعى من منغصات وخطايا الماضي.
تجديد الخطاب الإعلامى أصبح أمراً ملحاً للغاية، ولابد أن يشمل التجديد تصحيح «البوصلة» وإضافة قضايا جديدة تنطلق من الحديث الرئاسى الذى يمثل القاعدة من حيث التناول الموضوعى والمهنى الذى يعتمد على الإلمام والفهم والعلم وليس مجرد التنظير والخطب المسيئة، فليس شرطاً أن تقول كلاماً إيجابياً ولكن الشرط أن يتناول بموضوعية وإدراك وإلمام وفهم ودراسة متعمقة للأسباب وطرح الحلول والرؤى وعرض القضية من كافة محاورها وزواياها ..الإعلام ليس بالتشنج أو العصبية أو الانفعال ولكن بإدراك نقاط وقضايا تحتاج تناولاً ومعالجة لتشمل كل الموضوعات دون خجل أو حياء أو مواربة من منظور الحرص على سلامة الوطن والمجتمع وليس من منظور المظهرية والاستعراض والشو أو مجرد استهلاك مساحات وتوقيتات فى أحاديث الغث واللامضمون.
ربما نحتاج فى الإعلام وجوهاً جديدة تدعم الوجوه المهنية والموضوعية التى تحظى بالقبول والمصداقية، أجيال جديدة من الإعلاميين على أعلى مستوى تنزل إلى الواقع والشارع وترصد بالصوت والصورة الأحداث والظواهر وتقرع ناقوس الخطر، وتطرح الرؤى والعلاج.
الإعلام يحتاج وجوها نظيفة متجردة تحظى باحترام الناس خالية من أعطاب النفس وسوء السمعة.. وصاحبة تاريخ مشرف بعيدة عن الانحراف والذاتية، ومصدر جمع المغانم والمكاسب، تدرك طبيعة اللحظة التى يمر بها الوطن، تكون مثالاً وقدوة وعنواناً لجمهورية جديدة عقيدتها الشرف والإبداع والإرادة والرؤى والعلم، وليس لمجرد وجه يظهر على الشاشات باحثاً عن نجومية ومظهرية دون أداء مستحق أو جدارة مهنية.
الطبيب والمهندس والمدرس والضابط ينال دورات تدريبية لكن الإعلامى يعتمد على «الفهلوة» والقدرات الشخصية المزعومة، فليس لمجرد شخص وسيم أو نجم فى الكرة أو الفن يتحول فجأة إلى مذيع وليس لفتاة جميلة نأتى بها لتكون مذيعة وهى خاوية من أى مضمون أو قدرات.
تجديد الخطاب الإعلامى من أجل التصدى لظواهر مجتمعية خطيرة أمر بات ضرورياً يستلزم إضافات فى المضمون الإعلامى ليشمل قضايا وملفات وتحديات جديدة ويستلزم اختيار الكوادر القادرة على التعاطى مع هذه القضايا، فالإعلام يقف مكتوف الأيدى أمام قضايا مهمة مثل الزيادة السكانية والإلحاد والإساءة للأديان والمخدرات والعنف المجتمعي ..وفى اعتقادى أن جريمة المنصورة وما سبقها وتلاها هى جرس إنذار للإعلام الذى هو أقوى أسلحة المواجهة والرصد والتناول وطرح الرؤى والحلول ويجب أن يكون متصدياً للمغالطات والمزايدات والإساءة حتى لا تغل أيدى القائمين على حماية المجتمع.. وعلى الإعلام أن يتصدى للمتشدقين بالحرية وحقوق الإنسان المزعومة إذا تعلق الأمر بسلامة المجتمع فلا يمكن بأى حال من الأحوال ألا يقف الإعلام داعماً ومسانداً لرجل الأمن حتى يواجه هذه التحديات بل التهديدات التى تتعلق بالجرائم والعنف المجتمعى والمخدرات ويوفر له الحماية والغطاء وساعتها سوف يسعد ويصفق الرأى العام من المواطنين لأنهم فى حالة من الخوف وإرهاب البلطجة والمسجلين، على الإعلام أن يطالب بدعم الجهود الأمنية لمواجهة تيار العنف والبلطجة والفوضى فى الشارع، ودعم الردع المجتمعى من خلال الشرطة ثم القضاء، لا يجب أن نصنع بأيدينا فزاعات تجعلنا نصاب بالارتعاش والخوف.. فوطأة الخوف قاسية للغاية فما أكثر البلطجية والمسجلين وأرباب السوابق والمجرمين فى الشارع والحارة والأحياء المصرية.
لا بد أن يدفع الإعلام ويساند إصدار التشريعات والقوانين التى تتصدى للبلطجة والمجرمين والمسجلين خطر وتدعم رجال الأمن الذين يعرضون حياتهم للخطر، لكن إذا استمر حالنا فى الخوف من الفزاعات سوف نجنى أشواكاً كثيرة، لابد أن نعيد الاعتبار لرجل الأمن.. وأن يخشاه المجرم والبلطجى والمسجل وألا نسمح بوجود ثغرات فى القانون تحمى هؤلاء المجرمين.
لا بد أن يتحدث الإعلام عن سبل إعادة الانضباط للشارع، وكيفية التصدى للظواهر الإجرامية، التى باتت تؤرق المواطنين الأبرياء المسالمين ..فكما أجهزنا على الإرهاب، يجب القضاء على البلطجة والعنف والخروج على القانون، وفرض السطوة والإتاوات وترهيب الناس.
نحتاج من الإعلام أن يساند الحملات الأمنية لتطهير الشارع المصرى من الفوضى الأخلاقية، والقضاء على كل مظاهر الإجرام والخروج على القانون.. ولا ينظر إلى حسابات أخرى يروجها المتشدقون والمزايدون على حساب المواطن المسالم والصالح والمحترم.
تجديد الخطاب الإعلامى لا يقل أهمية عن تجديد الخطاب الدينى والثقافى فمن الواضح أننا أمام حالة إعلامية مقتصرة على قضايا معينة وهى مهمة للغاية.. لذلك نحتاج إضافة مجموعة من القضايا والملفات يجب التركيز عليها وإيلاؤها اهتماماً كبيراً، ونتناولها بعمق وموضوعية ودون مواربة أو حياء أو خجل.. لأن الأمر لم يعد فيه رفاهية.
يقيناً.. الإعلام قادر على إحداث الفارق فى التصدى لتحدياتنا المجتمعية الخطيرة ..حتى تجسدت فى قضية »نيرة» وما قبلها وبعدها.. لذلك نحتاج وقفة إعلامية شديدة الخصوصية تسفر عن تجديد الخطاب الدينى يواكب الواقع والمستجدات والتحديات.. بدلاً من الاستغراق فى تنظير لن يفضى إلى شيء.
على الكاميرات والأقلام أن تتحرك إلى مواقع التحديات الجديدة، وتكشف بوضوح مواطن الخلل، وأسباب هذه الظواهر الغريبة والشاذة والدخيلة على مجتمعاتنا، شمروا عن أيديكم واستعدوا للمواجهة.
فى تجديد الخطاب الإعلامى لابد أن نستلهم روح الحوار الوطنى الذى يستهدف صياغة المستقبل وتحديد أولويات العمل الوطنى فى المرحلة المقبلة من هنا لابد أن يقوم الإعلام بوضع أهم القضايا والشواغل والتحديات الوطنية أمام طاولة الحوار الوطنى ويتحلى بالجرأة والشجاعة والشفافية ويضع يده على أهم الظواهر الاجتماعية التى تشكل تحديًا أمام شركاء المستقبل، فالحوار الوطنى يتسم بالأفق الواسع انطلاقًا من المقولة الرئاسية »الاختلاف لا يفسد للوطن قضية، وأن الوطن يتسع للجميع»، فالإعلام مطالب بأن يقرأ المستجدات التى طرأت على أرض الواقع، ويتجه نحو بوصلة الوطن ..ويتفهم مقاصد القيادة السياسية بعد أن أمنت واستقرت البلاد وآن لها الأوان أن تتحاور وتتناقش حول قضايا وتحديات وأولويات الوطن.
إذا كان الحوار الوطنى يتصدى لقضايا وتحديات الوطن، ويخرج برؤى وتوافقات فإن الإعلام لديه القدرة أيضًا أن يكون طاقة للوعى والمعلومات والأطروحات أو التحديات التى سقطت من قائمة القضايا المهمة التى سيتناولها الحوار الوطني.
فى تجديد الخطاب الإعلامى أيضًا لابد أن يعظم الوعى والفهم لدى المواطن أن أى خلاف أو خصام أو جفاء لا يدوم، وأن سياسات الدول لا تعترف بالعواطف ولكن بالمصالح ومصير الأوطان كما أن التحديات والتهديدات التى تواجه الأمة تفرض على دولها التقارب والوحدة والتضامن والتكاتف والتكامل فى مواجهة مستجدات وتحديات فرضتها الحرب الروسية- الأوكرانية وبزوغ عصر نظام عالمى جديد لابد أن يستحوذ العرب فيه على مساحة تليق بقدرات وموارد وثروات وثقل الأمة العربية وهذا لن يتأتى إلا بالوحدة والتكامل ولم الشمل والعمل العربى المشترك.
الإعلام أيضًا لابد أن يفهم ويعى أن مصر أصبحت دولة تقف على أرض شديدة الصلابة، وقد تجاوزت مراحل شبه وأشلاء الدولة إلى دولة حقيقية قوية وقادرة ذات ثقل ومكانة ودور فعال على الصعيدين الإقليمى والدولي.. لذلك فإن تجديد الخطاب الإعلامى لا بد أن يلتفت إلى التغييرات التى حدثت فى المشهد المصرى وارتفاع ترمومتر الثقة فى النفس إلى أعلى مستوي، لذلك لابد أن تنضج العقول والصدور لتتسع لكل الآراء الموضوعية المرتكزة على الاحترام المتبادل ومراعاة مصلحة الوطن والحرص على كل ما يصب فى اتجاه ما يحقق أحلام وطموحات وتطلعات المصريين.
تجديد الخطاب الإعلامى لا يخجل من مصارحة ومكاشفة تكشف مساوئ وظواهر سلبية فى المجتمع المصرى جاءت من الماضى وما طرأ عليه من تحديات من أجل المواجهة والإصلاح والعلاج الذى يتصدى سواء لعنف مجتمعي، أو أفكار شاذة وغريبة ومستوردة.. لابد أن يطرق الإعلام كل أبواب الرصد للمخاطر المجتمعية ويدق ناقوس التحذير والخطر ويساهم فى وضع الرؤى والحلول وأساليب المعالجة والتعامل.
فى خندق الوطن
الإعلام الوطنى هو أحد أهم أسلحة الدولة يقترب فى أهميته من الجيوش الوطنية، ويتشابه فى مهامه معها.. فإذا كانت الحروب النظامية والتقليدية تتوقف عند إحلال السلام، وزوال أسباب الصراع والحرب، فإن الإعلام أيضاً كسلاح يصوب فى وجه أعداء الوطن تختلف رسالته فى أوقات الحروب والصراع، والسلام لكنه دائماً فى حالة تأهب ولا يعرف الاسترخاء ولكن الاستعداد والجاهزية والتطور لأن أمامه مهمة مقدسة هى بناء الوعى الحقيقى الذى يوفر الحماية للأوطان.
نعم تختلف خطابات الإعلام فى أوقات العداء والحروب عنها فى أوقات السلام والعلاقات الطبيعية للدول مع بعضها البعض، هذا رد للمزايدين والموتورين والأغبياء والجهلاء الذين لا يفهمون رسالة الإعلام الوطنى كأحد أسلحة الوطن تتحدد بوصلته وقبلته طبقاً لبوصلة واتجاه الوطن، والحقيقة ان الإعلام الوطنى المصرى يدرك هذه الرسالة جيداً فلا يعبأ بالمزايدين والمشوهين، فالإعلام جزء من أدوات وأسلحة الدولة حرباً وسلماً لذلك أطالب زملائى الإعلاميين إذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما ..الإعلام الوطنى يحب من يحب الوطن، ويعادى من يعاديه هذا باختصار.