أغلقت الولايات المتحدة والسلطات الأوروبية اثنين من أكبر المواقع في ما يسمى بالإنترنت المظلم الذي يضم مواقع مخبأة عبر الإنترنت تعمل كأسواق كبرى لتجارة المخدات غير المشروعة، حسبما أعلن النائب العام الأمريكي جيف سيشنز اليوم الخميس.
وتمكنت السلطات الأمريكية بالتعاون مع شركاء دوليين في ست دول ومنظمة الشرطة الأوروبية "يوروبول" من تدمير موقع "ألفاباي" وهو أكبر موقع سري لتجارة المخدرات والأسلحة وغيرها من الممنوعات. وحقق الموقع مبيعات غير مشروعة بقيمة مليار دولار.وفي عملية موازية تمكنت هولندا من إغلاق موقع سري آخر كبير هو "هانسا ماركت".
وقال سيشنز: "أؤكد لكم، تواجه قوات القانون والقضاء تحديا من قبل المجرمين والمنظمات الإجرامية الدولية، الذين يظنون أن بإمكانهم ارتكاب جرائم مع التمتع بحصانة من خلال التعامل مع المواقع المخبأة.. لقد عمل في هذه القضية عملاء مخلصون ويقول ممثلو الادعاء (للمجرمين) لستم في أمان. لا يمكنكم الاختباء. سوف نعثر عليكم".
وذكرت وزارة العدل أن مدير موقع "ألفاباي" ألكسندر كازيس، وهو مواطن كندي، تم القبض عليه في تايلاند وواجه عدة اتهامات على خلفية تهريب المخدرات وغسل الأموال وجرائم أخرى، لكنه انتحر وهو رهن الاحتجاز. وبدأت السلطات الأمريكية جهودا قانونية لمصادرة أصوله.
وقال القائم بأعمال مدير مكتب التحقيقات الاتحادي "إف بي آي" أندرو ماكيب إن العملية الدولية تضمنت استخدام عدة خوادم إلكترونية في دول مختلفة وما قيمته ملايين الدولارات من العملات المشفرة(كريبتوكيرنسي) في "عملية إتجار في المخدرات تمتد حول العالم عبر الإنترنت المظلم".
وتعاونت الولايات المتحدة مع منظمة الشرطة الأوروبية "يوروبول" ومسؤولين في تايلاند وهولندا وليتوانيا وكندا وبريطانيا وفرنسا في هذه القضية.
وفي خطوة تم تنسيقها ، ذكرت الشرطة الهولندية أنها سيطرت على موقع "هانسا ماركت" في يونيو الماضي، وتمكنت من السيطرة على خوادمه الإلكترونية في ليتوانيا كما راقبت عمليات تحويل الأموال عبره.
وتمكنوا أيضا من القبض على مديرين اثنين للموقع في ألمانيا والقبض على أحد أبرز من حققوا مبيعات عبر الموقع وصادروا ما يساوي حوالي مليوني يورو من عملة "بيتكوين" الرقمية المستخدمة عبر الإنترنت.
وقال مدير يوروبول، روبرت مارك وينرايت، إن مسؤولين أوروبيين تمكنوا من ملاحظة زيادة في دخول موقع "هانسا ماركت" بعد إغلاق "ألفاباي"، مما أتاح لهم تحديد أسماء المشترين والبائعين عبر الموقع، والتعرف على هوية العديد من أبرز رواد الإنترنت المظلم.
ووصف سيشنز العملية بأنها ضربة كبرى لنشاط الجريمة الدولية، وأنها أكبر من عملية مماثلة تمت في عام 2013 وأسفرت عن تدمير موقع "سيلك رود".
وأظهر موقع "ألفاباي" حوالي 250 ألف قائمة لمخدرات غير مشروعة عندما تم إغلاقه، بالإضافة إلى أكثر من 100 ألف قائمة لهويات مسروقة وبضائع مزيفة وأسلحة وممنوعات أخرى.