الخميس 23 مايو 2024

الطريق إلى ماما إفريقيا

20-7-2017 | 21:21

د.إيمان مهران

فى الوقت التى تعود فيه مصر بقوة لقارتها الأم سواء بالتواصل السياسى أو الاقتصادى بعد غياب عقود، ظهرت بوضوح إشكالية التواصل الثقافى مع إفريقيا .. فمن أين لنا أن نبدأ فى هذا التواصل بعد سنوات من الابتعاد عن العمل الثقافي الإفريقي ؟!!

لقد اختلف العالم وأصبح فى دائرة العولمة المعلوماتية، ورقمنة كل أدوات التواصل، وضمنها الثقافة من خلال صورة تتحكم فى الأحداث وتنتشر أدوات التواصل الاجتماعى، لتؤثر على ثقافة العوام وتوجه قرارات الحكومات ذاتها وتفرض آلياتها على الحياة اليومية .

إن السنوات التى تركنا فيها القارة بعد أن  كنا قد أسسنا  فيها (34)مكتباً ثقافياً تعمل بجدية فى الدول الإفريقية ، وتم إغلاقهما بالكامل فى فترة السبعينيات من القرن العشرين، لتقف شاهدة على الفراغ الذي تركته مصر . فبعد أن دخلنا في منحنى كبير يدعم أطر التواصل العربى الإفريقي المبنى على التوازن وتبادل المعارف فى حالة من التعرف على الآخر بقدراته الإبداعية.

نجد اليوم توجه رأس المال العربي في إفريقيا يوجه لأسلمة القارة فى مواجهة  أمام دخول المسيحية واليهودية فى حالة من أدلجة القارة التى تعانى الفقر والعوذ رغم إمكاناتها الكبيرة..

لقد كان كبيراً ما أسسنا له فى العمل الثقافى المصرى الإفريقي فى فترة الستينيات من القرن العشرين متصدراً له زعماء مثقفون أفارقة كالرئيس السنغالي سنجور، والرئيس الغاني نيكروما وغيرهم ممن كانت تجمعهم  خصال المعرفة بالعلوم الإنسانية، وحب الفلسفة والتواصل الوجدانى مع مصر كدولة لها جذور إفريقية أصيلة.

وكانت مصر تفتح أبوابها، وتمنح مساحات كبيرة لتلك الدول ، سواء بمساعدتها في بث نضالاتها في إذاعات باللغات المحلية الإفريقية تبث من القاهرة  تدعو للتحرر من الاستعمار، أو من خلال تنازلها عن وقت من كلمتها فى الأمم المتحدة لدولة إفريقية مستعمرة لتعرض مشكلتها أمام العالم.

كل تلك الأبعاد منحت لمصر شكلاً أدبياً رفيعاً فى نفوس وإبداعات الأفارقة المثقفين، لتخرج لنا مشروعات ثقافية مشتركة عقب تأسيس حركة عدم الانحياز وتأسيس الاتحاد الإفريقي الآسيوى، والذى قادته مصر والهند .

ومن ضمن ما أفرزه لنا مولوداً متميزاً لم يتكرر حتى الآن وهو) مجلة لوتس( المجلة التى ترجمت لنا إبداعات الشعوب الأفروآسيوية من لغتها المحلية للغة العربية دون المرور على لغة وسيطة استعمارية.

وفى دراسة حديثة قدمها)عثمان كان( وترجمها مركز البحوث العربية الإفريقية بالقاهرة، قدم الكاتب لنا دور الإذاعات المحلية الإفريقية وازدهار تكنولوجيا الإعلام والاتصال فى رسوخ اللغات المحلية في القارة ، وتوسيع دائرة غير المتحدثين باللغات الأوروبية فى إفريقيا، وحتى اللغات الأوروبية ذاتها تطورت لتمنح صبغة من الألفاظ المحلية التى قد لا يفهمها المتحدث باللغة الأوروبية ذاتها سواء الإنجليزية أو الفرنسية أو البرتغالية.

وهذا يؤكد على ضرورة التواصل مع الأفارقة المثقفين للإمساك بخيوط قد يصعب التواصل معها بعد ذلك حيث ستتسع الهوة ويصعب العمل الإفريقي الثقافى المشترك.

نشر اللغة العربية في إفريقيا

لقد كان دور مصر الثقافى في إفريقيا داعماً للغة العربية وداعماً لاستخدام تلك اللغة كناقل للثقافة وسط اللغات الاستعمارية الأخرى، حيث تمثل الآن تلك اللغة اللغة الاولى في إفريقيا بسبب عدد المتحدثين بها وتحديداً في الشمال الإفريقي والمتمركز في مصر ، حيث تخطى اللغة الفرنسية اللغة الثانية في إفريقيا.

لذا كان حماية دور الأزهرالشريف هو حماية لوجود اللغة العربية وثقافتها في القارة ، وهو حماية للدين الإسلامي الوسطى المعتدل.

أما  الكنيسة المصرية الأرثوذوكسية ودعم الدولة المصرية لها فى إفريقيا ، فقد كان واضحاً فى العلاقة مع أثيوبيا حين كانت كنيستها تتبع الكنيسة  القبطية المصرية. ومن لا يعرف فإن على المسيحى الأثيوبى زيارة مدينة أسيوط بمصر قبل زيارة بيت لحم للحج ، حيث إن حجه لبيت لحم لن يقبل بدون الزيارة ، ورغم انفصال الكنيسة الأثيوبية عن الكنيسة المصرية في عهد الرئيس السادات، وبعد توتر العلاقات المصرية الأثيوبية منذ عام 1996 في عهد الرئيس حسني مبارك إلا أنه  مازالت المجموعات تجىء لأسيوط لمراسم الزيارة، وقد سجلت الكاتبة هذا فالشعوب تربطها العلاقات القديمة بأبعاد الحلم الذى تركته فى النفوس الأيام الماضية.

نقطة التحول الفاصلة فى الوجود الثقافى المصرى بإفريقيا

لقد كان لمصر عشرات المكاتب الثقافية التى نقلت الثقافة المصرية للقارة الأم ، سواء بفن السينما الراقية أوبفنون الأدب المصرى الرائد أو عن طريق الأغنية المصرية بأدائها المتميز، لترسخ لصورة ذهنية راقية عن مصر وثقافتها والعرب وفنهم وشكل مجمعتهم فكانت خير سفير للأمة المصرية والعربية. وهو ما جعل المصرى وثقافته وفنونه مثل جيد للهوية الإفريقية وسط شعوب القارة.

من الذى شغل مساحة مصر الثقافية لثلاثين عاماً ؟

عندما تركت مصر الساحة الإفريقية فى فترة السبعينيات، سواء بتجميد عمل الجمعية الإفريقية، أو بتنحية الاتحاد الإفريقي الآسيوى عن العمل وجعله مجرد مبنى ، أو بالتوقف عن إصدار مجلة (لوتس) الأفروأسيوية ، أو بإغلاق أغلب المراكز المصرية الثقافية بالقارة بما فيها الموجود فى بعض الدول العربية الإفريقية (كالجزائر) ، حيث لم نعد نمتلك المراكز الثقافية التي تعمل على التواصل والفاعلية الثقافية إفريقيا ،احتلت تلك المساحة الهند والصين بثقافتها الآسيوية ، ودخلت أموال الخليج (السعودية، والإمارات) بثقافتها العربية الإسلامية، دخلت إسرائيل في تلك المنافسة وركزت على أثيوبيا وبعض دول منابع النيل. وتوجهت بعض دول القارة للتبعية الثقافية سواء للتوجهات الإسلامية أو المسيحية أو اليهودية المرتبطة بأموال الاستثمار والتنمية، لكن على الجانب الآخر سيطرت الهند  والصين في مجالات التجارة والاستثمار لتستأثر الثقافة الهندية بالجانب الثقافي وتصبح الثقافة الأكثر اتساعاً في إفريقيا بعد الثقافات المحلية الإفريقية.

السينما الإفريقية

 بفضل الدراما التليفزيونية والأفلام السينمائية والتجارة اخترقت الهند الوجدان الإفريقي ، ففي عصر العولمة باتت الصورة محركاً للاقتصاد والاستهلاك خاصة لو ارتبطت بالفنون والثقافة، وفي القارة الإفريقية انتشرت المعارف والقيم المرتبطة بالثقافة الهندية التي أصبحت هي الناطق فى شوارع العديد من البلدان الإفريقية، بل وسيطرت على بعض الدول العربية الإفريقية كالسودان.

بينما دخلت نيجيريا فى إنتاج آلاف الأفلام ذات الأفكار المنسوخة من الأفلام العالمية والعربية ، ولكنها تنتجها باللغة المحلية، حيث تعد نيجيريا أكبر دولة تنتج سينما فى إفريقيا.

في حين تراجعت السينما المصرية بعد الانفتاح الاقتصادي في سبعينيات القرن العشرين وبعد خروج الدولة المصرية من الإنتاج السينمائي ما تسبب فى خروجها من المنافسة العربية والإفريقية في هذا المجال.

ليحتل الفيلم المغربى صفوف المنافسة فى المسابقات الدولية ، وتصبح السينما النيجيرية فى القارة هي الأكثر مساحة في التوزيع.

ولولا مهرجان السينما الإفريقية الذي أوجدته مصر في العقد الأخير لما حدث التوازن الذي أعاد لمصر بعض خيوط اللعبة السينمائية في القارة ولكنها مازالت في بداياتها فالقارة تحتاج لتنافس في ميدان العروض الجماهيرية  ووسط جماهير السينما في صالات العرض.

آلية العمل الثقافى المصري فى القارة الإفريقية الآن

بعد عشرات الأعوام من ترك مساحاتنا التى أوجدناها ثقافياً مع القارة الأم، وبعد ظهور الميديا وعولمة الكون وانتشار الرقمنة، علينا أن نسأل أنفسنا ونحن ننوى العمل الثقافى الحداثى فى إفريقيا:

إلى أى جيل نوجه من مصر العمل الثقافى ؟

فهناك أجيال تعرف مساحة مصر الثقافة ، ولكن النشء الإفريقي شب على كره الثقافة العربية، ويكره التواصل مع العربية التي يراها تدعم (الأصولية السلفية) فهو المال الذى ينفق فى تنمية القارة ولكن ينشر معه الدعوة بصورتها التراثية الأصولية .  التي تحمل ثقافة البدو التي لا تتفق مع الموروث الشعبي الإفريقى.

لذا كان من المهم التعامل مع الجامعات الإفريقية كشريك ثقافي مهموم بالثقافة العربية، ونشرها وسط قطاع مهم من النشء ، ولأن الجامعات تتفهم البعد التاريخى لدور مصر الثقافى، وهى تهتم بالعمل مع الثقافة العربية المعتدلة فى مصر لإحداث توازن مع الثقافة العربية الأصولية ، وحيث يمثل الأساتذة بالجامعات سفراء مع أجيال النشء  بوصفهم يعلمون الطلاب فى الجامعات، وهذا الدور سبق للرئيس عبدالناصر أن اهتم به من خلال البعوث الإفريقية.

لكن كان الدعم المادى فى الستينيات) يوازى (مائة ضعف مادياً) فمثلاً المبعوث الإفريقي كان يتقاضى لإقامته (مائة جنيه) حين كان الجنيه المصرى يوازي(أربعة دولارات)، أى أن المبعوث كان يتقاضى في الستينيات ما يوازي( (400دولار،  .وللأسف مازال المبعوث يتقاضى الـمائة جنيه  ذاتها، لكنها توازي اليوم (خمسة دولارات) تقريباً. ) فيضطر للعمل فى القاهرة فى مهنة تسد حاجته  كمبعوث، ويعود ناقماً لبلاده،  لذا دعم المبعوثين هو من أولويات العمل طويل المدى  في مجال العمل الثقافي المصري.

لقد ساهم المبعوثون فى فتح نوافذ بين مصر وإفريقيا وبين مصر وفرنسا وإنجلترا وللكثير من الدول الإفريقية بسبب قوتها الثقافية فترة الستينيات، لتصبح مصر قوة كبيرة بهم وبدعمهم لها فى المنظمات الدولية حيث تعلموا فى جامعاتها، ونشرت كتبهم في عاصمتها القاهرة التي كانت كعبتهم الثقافية، هي والجمعية الإفريقية التي حررت بلادهم، وهو مازال يؤثر ويؤتي ثماره حتى الآن.

المراكز الثقافية

لن أنسى ما ذكره لى الكاتب والفنان محمد البغدادى ،حين قابل وزيرة الثقافة لدولة جنوب السودان، وحكت له أن الجنوب السوداني يتحدث  أربع لغات وتجمعهم أفلام عادل إمام ، وطلبت منه نسخاً من كل أفلامه فهى التى ستوحدهم للاستماع  بلغة واحدة يفهمونها ويحبونها،,وللأسف لم تحصل على الأفلام للآن..

 وهنا أطرح سؤالي: ما الذى فعلته مصر بهذا المدخل الرائع للتواصل؟

إن إعادة إنشاء مراكز ثقافية يكون مسئولاً عنها مثقفون وفنانون وأكاديميون فى الآداب والفنون ، كما أن دعم المجتمع المدنى الذى يعمل في الجمعيات الثقافية التى تحتاج إلى توسيع آلياتها لتستقدم المبدعين الأفارقة لمصر،  كل ذلك يفتح الباب لعمل حقيقي مع إفريقيا ليبدأ الاحتكاك المعرفي بين المثقفين الأفارقة من القاهرة أرض التحرير.

التنمية والثقافة الإفريقية

من المتعارف عليه للعاملين فى الملف الإفريقي أن هناك ربطاً بين التنمية فى إفريقيا والإحلال الثقافى الذى يميل للأيديولوجية أو العرقية في القارة، وهنا كان للأزهر وتعاون الوسطيين فى هذا الملف دور أدبى سيساهم فى فتح الطريق أمام مختلف التيارات الثقافية التى قد تتعثر نتيجة لتوسع الصراعات الإثنية والإيديولوجية فى إفريقيا.

جائزة دولية من القاهرة لأسماء الرموز الإفريقية

إن فكرة تكريم الرموز الإفريقية فى مصر ونشر إبداعاتهم وترجمتها ستساهم فى التواصل مع الشعوب الأصلية ، ويبقى لمركز الترجمة ودوره التنويري الكبير فى حركة التواصل مع الشعوب الإفريقية مراهنة على العلاقة المصرية الإفريقية.

تخصيص مسرح للعروض الإفريقية في مصر

إن تلاقى الأفارقة على خشبة المسرح سيفتح الطريق أمام اتساع الطرق بين مصر وإفريقيا . فالنص المكتوب وانفعالات الأجساد المؤدية للتمثيل، والمتلقى الذى يتابع فى علاقة وجدانية جمعت بين النص والفكرة والأداء ودعمت الحلم الإفريقي لدى المتلقى ، كل ذلك يحتاج لرعاية و لمهرجانات جماهيرية ومسابقات وتخصيص مسرح للعروض الإفريقية في القاهرة يدعم الرؤية المبنية دعم الهوية الإفريقية.

الفن التشكيلى والتواصل مع إفريقيا

لقد كان للأفارقة تاريخ متصل مع الفن التشكيلى المصرى، وسجلت الجدران كل تلك المراحل والعلاقات، حيث احتفظ الأفارقة بموروث ثقافي مشترك مع المصريين فى الكثير من ملامحه فقد استعار أهل الجنوب الإفريقي من مصر تماثيل الأمومة (كرمز للخصوبة)، وحيث التشابه فى الفن الصخرى للصحراء الكبرى الإفريقية، ورسوم الفخار المصرى، كما نقلت مصر للصحراء الكبرى الرسوم الحيوانية، تحمل قرص الشمس والأشكال المقنعة والأسلحة كالقوس والأسهم وغيرها.

والآن فى عصر الصورة بات من اللازم طرح الرحلات والمسابقات والآليات التشكيلية التي تجمع المبدعين سواء فى مصر أو فى البلدان الإفريقية.

بينالى للفنون الإفريقية

من المهم أن نؤكد على ريادة مصر التشكيلية منذ القدم فى دائرتها الإفريقية المتوسطية، لكن الظروف السياسية والاقتصادية لعبت دوراً فى تحديد هذا الدور، وهناك فرصة للانفتاح التشكيلي على إفريقيا قد يوسع من الدور الاقتصادى وتأثيره على الثقافة لذا من المهم عقد لقاء كل عامين فى مسابقة دولية فى القاهرة بتنظيم بينالى للفنون الإفريقية يجمع الأفارقة ويطرح آليات للعمل المشترك وللتبادل الثقافى فى هذا القطاع المهم من الفنون، والذى يؤكد على الهوية المصرية الإفريقية.

الموسيقى والأغنية ودعم الإذاعات الإفريقية

إن الصوت مؤثر وجدانى فى الذاكرة الإنسانية وهو ما جعل اللغة تبدأ من الإيقاع قبل كتابتها فالصوت إيقاع يسكن الذاكرة ويربطها بالمؤثر. لذا علينا دعم الإذاعات الإفريقية بنسخ من إبداعاتنا الإذاعية  ودعم وحدات الصوت بكل الإمكانات التى تحدث تلك العلاقة التى لم تنس خطابات ناصر الثورية، ولا كلمات سنجور من جامعة القاهرة، والتى ارتبطت بأغانى عبدالحليم الثورية وصوت أم كلثوم  الذي ألهم الأفارقة و ربط المثقف الإفريقي بفترة زعامة مصر الثقافية للقارة  الأم.

الخلاصة

فى النهاية علينا العمل على ثلاث مراحل:

مرحلة قصيرة المدى: 

بطرح هيئة تأسيسية لملف الثقافة الإفريقية تتبع رئاسة الوزراء وتأخذ صلاحيات التخطيط والتنفيذ.

مرحلة متوسطة المدى:

فى خلال عامين لا بد من فتح المراكز الثقافية والبدء في الإهداءات للكتب والوسائط الإلكترونية التى تحمل الأعمال الفنية والإبداعية والتى يجب أن يخطط لها جيداً للطرح في الساحة الإفريقية.

مرحلة بعيدة المدى:

وتعتمد على تأسيس المسابقات، و تأسيس البينالى  التشكيلي الدولي ، وطرح الجوائز باذسم الرموز الإفريقية، ومنح البعثات و دعمها وتحفيزها، و كلها تحتاج إلى تحديد أهداف ومنهج لترسيخ علاقة مصر بالأجيال الشابة الإفريقية الواعدة ، ومع مختلف المثقفين الأفارقة فى أولوية للدول الصديقة التى تحتفظ مع مصر بعلاقات جيدة متمنين لثقافتنا المصرية والعربية أن تحتل المكانة الرفيعة التي تستحقها وسط أبناء قارتها الإفريقية والتي تعكس مساحة الإسهامات التاريخية التي منحتها للذاكرة الإنسانية.