200 ألف طن فقط محصول 90 ألف فدان
«السكري والفص والعويس والفونس» أشهر الأصناف
منتصف يونيو بداية جني الثمار
الفلاحون يتهمون وزارة الزراعة بالإهمال
«ذبابة الفاكهة والعفن الهبابي والدقيق الأبيض» أبرز الأمراض.. وحملات مكثفة لرش الأشجار
تراجع الإنتاج خلال الـ 3 سنوات الأخيرة
تشتهر محافظة الإسماعيلية بإنتاج أكبر كمية من فاكهة المانجو، باعتبارها أكبر المحافظات الحديثة التي تحتفظ بمذاق وحلاوة طعم منتجاتها، وتحتضن مدينة القناة أكبر مزارع المانجو التي يكثر بها النوع السكري بجانب أنواع أخرى مثل الفونس والعويس والهندي والتيمور والأناناس، والتي تعد أيضا الأغلى سعرًا، إذ يتراوح ثمنها في بداية الموسم ما بين 20 و 30 جنيها ويصل سعر كيلو المانجو "الفص" في بعض الأوقات إلى 50 جنيها بسبب ندرة الصنف وتميز طعمه.
ويرجع تجار ومزارعو المانجو ارتفاع الأسعار إلى جودة المحصول الذي نبت في أرض وتربة خصبة، حيث تنمو على مياه عذبة ونقية.
وقال التجار إن محصول المانجو في باقي المحافظات لم يكن بنفس جودة ونقاء مانجو الإسماعيلية.
وتشير إحصائيات مديرية الزراعة بالإسماعيلية، إلى أن المساحة المزروعة بالمانجو بالمحافظة تصل إلى 90 ألف فدان من الأراضي الرملية والمخلوطة المفضلة لزراعة المانجو، وتنتج أكثر من 200 ألف طن سنويًا، إي أن إنتاجية الفدان تتجاوز طنين بنسبة ضئيلة بما يؤكد تراجع إنتاجية الفدان.
3 أمراض تخترق المحصول
ورغم أن المؤشرات تشير إلى تراجع إنتاجية محصول المانجو خلال العامين الأخيرين بسبب حالة الطقس السيئ، وإصابته بأمراض متنوعة منها ذبابة الفاكهة والدقيق الأبيض والعفن الهبابي الذين باتوا يهددون عرش المانجو الإسماعيلاوية، إلا التربة الرملية الخصبة ما زالت تمنها المذاق المتميز.
يعتبر منتصف شهر يونيو هو موعد ظهور بشائر ثمار المانجو من السكري والبلدي، أما أجود أصناف الفص والعويس والفونس والتيمور والأناناس فتبدأ مع انطلاق شهر أغسطس.
محمد إبراهيم، أحد أصحاب مزارع المانجو، يقول:" الإسماعيلية تشتهر ليس على مستوى مصر فقط بل على مستوى الوطن العربي والعالم بإنتاج أجود أنواع المانجو، حيث أن طبيعة التربة الرملية الملحية يعطى ثمار المانجو مذاق متميز ومختلف، وتعد أصناف الفص والعويس والفونس والهندى والتيمور والأناناس من أجود أنواع المانجو والتي تظهر مع شهر أغسطس وأي نوع من هذه الأنواع يظهر قبل هذا الموعد يبقى مهرمن و ينصح بعدم تناوله، فضلا عن أنه لا يحتوى على الطعم أو الرائحة المميز فهو أيضا مضر بالصحة.
ويضيف:" اللي عايز ياكل مانجه كويسه مش قبل منتصف يوليو ولابد أن يكون المستهلك على درايه بذلك لأنها لم تكتمل النضج وتحوى سموما حيث يلجأ كثير من المزارعين والتجار لاستخدام الهرمونات لنضج الثمار قبل موعدها للحاق بالسوق والبيع بسعر مرتفع.
جني الثمار
على عويضة، أحد أصحاب مزارع المانجو، يؤكد أن المانجو الإسماعيلاوي ليس له مثيل وتظهر بشائر المانجو الإسماعيلاوي مع منتصف شهر يونيو والموعد الرسمي لتناول مانجو ناضجة هو ما نطلق عليه "وزن النقطة" ويكون بعد منتصف الشهر، لكن للأسف إنتاج المانجو في تراجع بسبب أمراض ذبابة الفاكهة والعفن الهبابي الذي أصاب الثمار، فبعد أن كان الفدان يمكن أن ينتج 15 طن أصبح الآن ينتج طن أو طنين بالكاد".
مصطفى ربيع، أمين الفلاحين بحزب الحركة الوطنية وأمين الحزب بالإسماعيلية يقول:" محصول المانجو يعتبر المحصول الرئيسي لمحافظة الإسماعيلية وهو مصدر أساسي لمعظم مزارعي الإسماعيلية، حيث يعتمد المزارعين والتجار في توفير دخل لهم خلال عام كامل وقد تعرضت المانجو العام الماضي لكارثة العفن الهبابي أدى إلى ضعف إنتاجية الفدان وسط غياب كامل لمدرية زارعة بالإسماعيلية إلى انعدم دورها.
ويضيف:" أن مدرية الزراعة لا تتعامل مع شكوى المزارعين على محمل الجد، وانعدم دورها الرقابي علي المبيدات، حيث تركت المزارع فريسة لتلاعب وجشع التجار".
طاهر على أبو الطاهر، تاجر مانجو يقول:" محصول المانجو من أشهر المحاصيل التي تنتجها وتصدرها الإسماعيلية ويتمتع بشهرة عالمية لكن المزارعين يعانون من ضعف الاهتمام بالإرشاد الزراعي وكيفية التعامل مع الآفات والأمراض التي تصيب محصول المانجو والتي تسبب خسائر فادحة للفلاحين، فضلا عن عدم دعم المزارعين بمبيدات لمكافحة اللازمة، لاسيما مرض العفن الهبابي، حيث أن مواد المكافحة عالية التكاليف على المزارعين، ولابد أن تتحرك وزارة الزراعة لإنقاذ محصول المانجو".
سبل الحفاظ على إنتاجية الفدان
المهندس السيد خليل، وكيل وزارة الزراعة بالإسماعيلية، يشير إلى أن المانجو تعتبر نوعا متميزًا في أصنافه بالمحافظة, فمنه الأصناف المبكرة التي تبدأ في الإنتاج أول شهر يوليو مثل السكري والبلدي، وينتهي الموسم في شهر نوفمبر، بعد انتهاء الأصناف الأمريكية التي تم إدخالها للمحافظة في السنوات العشر الأخيرة مثل الكيت والفجر زكلان.
ويضيف أن مركز الإسماعيلية يعد أكبر مراكز المحافظة من حيث المساحات المزروعة, يليه القنطرة شرق ثم فايد ثم القنطرة غرب ثم مركز أبوصوير, فالقصاصين والتل الكبير.
وقال إن إنتاج محصول المانجو يعد المحصلة النهائية للظروف الجوية وبعض الأمراض مثل العفن الهبابي، مؤكدًا أن الدكتور عبد المنعم البنا، وزير الزراعة واستصلاح الأراضي، وافق على تنظيم حملات مكثفة لرش أشجار المانجو بمختلف قطاعات المحافظة؛ لمكافحة الإصابة بمرض العفن الهبابي الأسود الذي يصيب الأشجار بصفة خاصة.
ولفت إلى أن ذلك يأتي في إطار تلبية مطالب مزارعي المانجو لحماية المحصول الهام والذي تتميز به الإسماعيلية من قديم الزمن ويمثل أهم المحاصيل الرئيسية وأولها على مستوى المحافظة وتوابعها.