الجمعة 27 سبتمبر 2024

ناصـر وبورسعيـد .. عشق دائم

21-7-2017 | 15:04

بقلم –  محمد كشك

رغم مرور سنوات طويلة على وفاته إلا أن عبد الناصر سيظل البطل القومي الأوحد في عقل وقلب كل بورسعيدي، فهي علاقة حب وعشق لا تنتهي أبداً... ومن بورسعيد نطلق صوت عبد الناصر بعد العدوان الثلاثي ليلقن الدول الكبري درسا قاسيا ويعلمهم فن معاملة الدول المسالمة.. ومن بورسعيد انطلق صوت عبد الناصر ليشرح خريطة الوحدة مع سوريا... من بورسعيد انطلقت فكرة القومية العربية...

 

ومنذ عام ١٩٥٦ وحتى عام ١٩٦٦ عشر سنوات كاملة لم تنقطع زيارات ناصر لمعشوقته بورسعيد عاماً واحداً...

كان ناصر يخاطب الشعب المصري كله من خلال شعب بورسعيد... كان لديه إيمان راسخ وعقيدة لا يشوبها مجرد الشك أن بورسعيد حملت شعلة الكرامة والصمود والبطولة... كان يقولها في كل خطبة من خطبه في عيد النصر... بورسعيد علمتنا جميعا معني العزة والكرامة والصمود والتحدي ولم يكن شعب بورسعيد أقل حبا وعشقا للرئيس فكانت صورة ناصر مطبوعة في عقل وقلب ووجدان كل فرد من مواطني «الباسلة» واستمر هذا الحب حتى وقتنا هذا وأعتقد أنه لن ينتهي أبداً...

علاقة عبد الناصر ببورسعيد بدأت عام ٤٦ وعندما زارها مع عدد من زملائه الضباط أكثر من مرة وكان يعقد لقاءات سرية بنادي هيئة قناة السويس ببورفؤاد

في بداية عام ١٩٥٢ ذهب البكباشي جمال عبد الناصر إلي بورسعيد وكان بصحبته أنور السادات وجمال وصلاح سالم... كانت زيارة شخصية وسرية للغاية حيث التقوا بعدد من ضباط منطقة القناة... يومها تجول ناصر ورفاقه داخل مدينة بورسعيد حيث زاروا البازار وجلسوا في كازينو بالاس وتناولوا وجبة خفيفة في جيانولا...

وذات يوم قال للمشير عبد الحكيم عامر.... بورسعيد يا حكيم علمت كل العرب معني الرجولة والانتماء والولاء والمقاومة... بورسعيد حررت مصر يا حكيم من استعمار جاء لاحتلالها مائة عام جديدة... وكان عبد الناصر يحتفظ ضمن أوراقه الخاصة بمكتبه بصور نادرة لنادي هيئة قناة السويس ببورفؤاد والكنيسة الفرنساوي والإنجليزي وكاتدرائية العذراء وكنيسة سانت أوجينا وصور للفنار وشوارع وأحياء بورسعيد المختلفة...

وقد شهد الرئيس عبد الناصر أحد احتفالات الربيع في بورسعيد وجلس وسط حشود الجماهير البورسعيدية في حديقة فريال وشاهد حرق اللمبي وهي دمية كبيرة ترمز للورد اللمبي الذي أعطي أمراً بضرب وقتل أبناء بورسعيد أثناء خروجهم يوم ٩ مارس ١٩١٩ مع بداية الثورة الشعبية...

وكانت بورسعيد ملهمة للشعب المصري وكان شعبها سببا في قيام ثورة ١٩١٩ وكانت واقعة إطلاق الإنجليز النار علي أبناء بورسعيد وقتل وجرح المئات من مواطني بورسعيد... بمثابة الوقود لثورة ١٩١٩...

كان الرئيس جمال عبد الناصر حريصا علي زيارة بورسعيد في ذكرى ٢٣ ديسمبر ذكرى انسحاب قوات العدوان الثلاثي من بورسعيد وكانت بورسعيد تخرج عن بكرة أبيها منذ الصباح الباكر انتظارا لمواكب ناصر وتحيته وكانت فرق السمسمية تقف في أقصي شارع الجمهورية وكانت تلقي تحية خاصة من ناصر...

يوم ٢٢ فبراير من عام ١٩٥٩ وفي ذكري الوحدة المصرية السورية خطب عبد الناصر موجها حديثه لأبناء بورسعيد قائلا لقد قمتم بواجبكم للدفاع عن مصر كلها بصبر ورضا وإيمان...

حملتم السلاح لتدافعوا عن أرض الوطن وشرف الوطن... لقد تحملتم مسئولية رفع راية الفخار وراية العزة وراية الكرامة بدمائكم وعرقكم وكفاحكم...

وكان الرئيس جمال عبد الناصر من عشاق الكابتن سيد الضظوى الذي بدأ حياته لاعبا بالنادي المصري البورسعيدي وفي عام ١٩٥٥ كان الضظوي يلعب مع منتخب مصر في تصفيات هلسنكي وفاز منتخب مصر علي الدنمارك وقد أقيمت هذه المباراة علي ملعب أستاد الجيش بالعباسية وقد حرص الرئيس جمال عبد الناصر علي حضور هذه المباراة وقام بمصافحة الكابتن الضظوى بعد المباراة وقد أمر عبد الناصر بصرف مبلغ عشرة جنيهات ذهبية لكل لاعب بالفريق...

وكان الرئيس عبد الناصر من عشاق النادي المصري البورسعيدي وكان فريق المصري قريبا جدا من تحقيق بطولة الدوري العام المصري عام ٥٢، ٥٣ وقتها كان الضظوى إحدى علامات الكرة المصرية قبل انتقاله للنادي الأهلي عام ١٩٥٥ وحقق مع الأهلي العديد من البطولات وحقق لقب هداف الدوري أكثر من مرة...

وكان الرئيس عبد الناصر حريصا علي زيارة النادي المصري البورسعيدي ونادي بورفؤاد الرياضي في كل زياراته لبورسعيد...

وهكذا كانت علاقة الزعيم الراحل جمال عبد الناصر بالمدينة الاستثنائية بورسعيد الباسلة عشقا متبادلاً ومحبة لن يمحوها الزمن...