الجمعة 17 مايو 2024

عظيمات مصر المبدعات

21-7-2017 | 15:12

د. رانيا يحيى

للمرأة المصرية دور مهم ومحورى داخل أسرتها ومجتمعها على مر الأزمنة ،حيث لم يقتصر دورها على الإنجاب وتنشئة الأبناء وتربيتهم باعتبارها المدرسة الأولى التى نتعلم من خلالها مبادئ الحياة وخبراتها ،ونستقى من حنانها وتعاليمها القيم والأخلاق ،وإنما تعددت أدوارها وكان لها شأن عظيم فى شتى مناحى الحياة ،فسجلت المرأة أروع السطور والصفحات التى تقص حكايات لمكافحات وبارزات فى مجالهن لعظيمات مصر منذ آلاف السنين وإلى الآن.

ودور المرأة لا يمكن إنكاره لكنه عادة يتأرجح فى المجتمع طبقاً لعقلية وثقافة كل عصر ،فمثلاً فى العصر الفرعونى تمتعت بمكانة عالية فهم أصحاب الحضارة التى علمت العالم الإنسانية بعلومها وفنونها فكان أزهى العصور تقديراً للمرأة ومكانتها، ومع دخول الإسلام اكتسبت المرأة حقوقاً تقوى مركزها الاجتماعى وتعطيها كافة الحقوق والمكتسبات وفقاً لأحكام الشريعة الإسلامية ،ولكن بعد أن خضعت مصر للحكم العثمانى أصاب حال المرأة كثير من التقهقر ودخلت فى دائرة القيود والأغلال ،ثم تغير الحال مع الانفتاح على العالم الغربى أثناء دخول الحملة الفرنسية إلى مصر وعقب ذلك حكم محمد على الذى أرسل البعثات إلى أوروبا فزاد الاحتكاك بالثقافة الغربية التى تتعامل بمثلية بين المرأة والرجل وليست تابعاً له، فكانت البداية لتحرير النساء من المعتقدات الخاطئة ،وبالفعل ناصر قاسم أمين قضايا المرأة ونادى بتحريرها فى كتابيه الأول "تحرير المرأة" عام 1899 ،والثانى "المرأة الجديدة" عام 1900 ،ونادى المثقفون أمثال رفاعة الطهطاوى ومحمد عبده وجمال الدين الأفغانى بأهمية تعليم المرأة وضرورة مشاركتها فى المجتمع ،فبدأت بوادر التحرير على يد المثقفات صاحبات الفنون فنشدت عائشة التيمورية أشعارها وكتبت عن معاناة المرأة ،وأيضاً الكتابات الأدبية والشعرية لملك حفنى ناصف أول حاصلة على الشهادة الابتدائية ،والتى رثاها كبار الشعراء بعد وفاتها: أحمد شوقى ،حافظ إبراهيم وخليل مطران لقيمتها فى مجتمعنا.

ويعتبر مقام المرأة فى المجتمع هو انعكاس لمعيار رقى أو تخلف العصر ،لذا يقول نابليون "إذا أردت أن تعرف رقى أمة فانظر إلى نسائها" وهى حقيقة لأن المرأة باعتبارها عصب الحياة والعمود الفقرى داخل أسرتها ، والأسرة نواة المجتمع ،فإذا صلح حال المرأة سيصلح حال المجتمع ككل. وفى مجتمعنا تحديداً المرأة المصرية ذات طبيعة خاصة وقدرات هائلة فى القوة والصبر والجلد ،وكذلك دورها الوطنى فى الدفاع عن الأمن القومى على مر العصور ،فقد كانت ولا تزال حائط الصد والمدافع عن أمن واستقرار هذه الأمة باعتبارها راعية الأمة وحارسة الوطن. ومنذ فجر التاريخ وللمرأة المصرية دور مهم فى التقدم والتنمية وبناء الإنسان نفسياً وفكرياً وفنياً ،فقد كانت المرأة شريكا أصيلا مع الرجل فى كافة شئون الحياة وتولدت كثير من الأفكار الابتكارية من عقل المرأة لما لها من مقدرة على التفنن، كما أنها الجزء الفنى فى الحياة حتى فن العلاقات الإنسانية تديره المرأة باقتدار كالبروتوكول والتقاليد تتفنن فى صناعتها المرأة، فهى اللوحة الجميلة التى يتشدق بها الجميع لجمالها ورقتها وهى السيمفونية الحياتية التى يخرج منها الصوت العذب للتعليم والتنشئة وهى الرواية ذات العقل النابض والسينمائية البارعة لمواءمة ظروف الحياة ؛فالمرأة صنعت أمجاداً وعلمت الإنسانية فنون الحياة. وإن كنا نتحدث عن المرأة المبدعة ومكانتها فحقيقة لا يوجد وسيلة للدفاع عن المرأة أفضل من البحث فى تاريخها وإنجازاتها خلال العصور المختلفة، ورغم عدم وجود سجلات عن فنانات عصور ما قبل التاريخ، لكن تشير العديد من الدراسات أن علماء السلالات البشرية وعلماء الأنثروبولوجيا يرون أن هذا الدور كان للنساء فهن فنانات ثقافات العصر الحجرى والحضارات القديمة، وصنعن خلال هذه الفترات الفخار والمنسوجات والسلال والمجوهرات باعتبارها تندرج ضمن الفنون والأعمال التى تحتاج مهارة عالية، وكانت أغلب هذه المجالات تحتاج لفريق عمل فكن يتعاون على إنهاء مهامهن وخاصة الأعمال الكبيرة ،وفى التاريخ الغربى لم تذكر السجلات أيضاً أسماء الفنانات وإنما ذكرت مجالاتهن، وتذكر المراجع القديمة التى كتبها   الشاعر الإغريقى الأسطورى هوميروس والكاتب الرومانى وخطيب روما شيشرون والشاعر الرومانى ورغيليوس أن هناك أدواراً بارزةً للمرأة فى مجال المنسوجات والشعر والموسيقى، وغيرها من الأنشطة الثقافية. ولأن دور المرأة فى الفن يختلف باختلاف الثقافات والمجتمعات ففى حضارات بلادنا القديمة "مصر والعراق وسوريا" كان اعتقادهم السائد أن الأنثى هى من تصنع الإنسان بأمر الإله ،فاعتبروها مخلوقاً إلهياً وليست بشراً ،فهى حلقة الوصل بين الرجل والإله لذلك قدسها الإنسان في الحضارات القديمة ،فكانت هى إيزيس العذراء التى لم تجامع زوجها أوزيريس وأنجبت حور المنتقم لأبيه ،وأيضاً هى عشتار في فينيقيا ،وكذلك إيلات في بابل. كما عبرت فنون مصر القديمة عن مكانة المرأة ووضعها داخل المجتمع ،حيث ظهرت المرأة فى التماثيل والنقوش فى الغالب بحجم مساوِ للرجل، مما يدل على احترام المصريين للنساء، وكان الزوج يسعد بتصويرهن ضمن أفراد عائلته كتقدير لمكانتهن لديه ،ومن بين هذه المجموعات الأسرية، تظهر فنون هذه الحضارة فى شكل بعض التماثيل رع حتب ونفرت، وثالوث منكاورع ، وكذلك القزم سنب مع أسرته، وآخ حتب مع أسرته وأيضاً لوحة آنتف. وبجانب ذلك فقد عُثر على تماثيل تُصور العديد من السيدات البارزات فى مصر القديمة مثل زوجة القائد نخت مين والتى عاشت فى نهاية عصر الأسرة الثامنة عشرة ،أيضاً تمثال السيدة تويا أم الملكة تى بمكانتها المهمة التى شغلتها فى الحياة الاجتماعية ،وغير ذلك العديد من النقوش واللوحات والتماثيل التى دللت على قيمة المرأة وتمثيلها لمباهج الحياة والأنماط المختلفة التى تشاركت بل وتقاسمت فيها البطولة مع الرجل. ومن أهم المجالات التى تزخر بها جداريات المعابد الفرعونية صور السيدات الفنانات فى مصر القديمة ،حيث تزين جدران المعابد بنقوش تتمثل فيها المرأة المصرية المبدعة فى مجالات عدة فى مقدمتها الموسيقى ،ولكثرة استخدام صور العازفات الثلاث فهى محفورة فى  الأذهان. ومن أهم الدلالات على اهتمام المجتمع المصرى بالموسيقى أن جعلوا لها ربة كان لها دور كبير في الديانة المصرية وهى حتحور ربة السماء والموسيقى والجمال والسعادة ،وربة الكتابة والمعرفة سشات وغيرهما العديد من الربات والآلهة فى حياتهم الدينية والدنيوية -وقد تأثرت الحضارة الإغريقية بحضارتنا حيث وضعوا لجميع أشكال الفنون الإلهات التسع وأسموهن إلهات الإلهام أو إلهات الحسن ،وكان لكل منهن اسم وتجسدت فيهن الفنون المختلفة ،وكان الإغريق القدماء يلجئون إليهن لطلب الإلهام- كما كان لبعض الآلات الموسيقية دور فى الطقوس الدينية المصرية ،وكان العزف والغناء من أكثر المهن احتراماً وتقديراً فى مصر القديمة ،بجانب الاهتمام الشديد بالرقص الموجود على كثير من الجداريات والمعابد والذى تطور فيما بعد وكان البداية لنشأة فن الباليه ،وحتى فنون الأداء المسرحى فترجع جذورها أيضاً لهذه الحضارة العريقة والتى كانت تعتمد على المرأة المبدعة ،فكانت مكانتها غير مسبوقة منذ آلاف السنين وكانت أوضاع المرأة هذه بداية لنشأة القوانين والاتفاقيات المساندة للمرأة حول العالم فيما بعد.

وفى تاريخ مصر الحديث كان للمرأة فى فنون الإبداع أدوار شتى على مستوى الريادة فى بعض المجالات وكذلك التفوق والمهارة والتمثيل الرائع لبلدنا فى الخارج ،وصورتها المشرفة لم تقل عن مكانة الرجال وقدراتهم بل زادت فى بعض الأحيان ،وأثبتت المرأة تفوقاً فريداً فى كافة مجالات الفنون ،فإذا تناولنا عالم الغناء مثلاً كواحد من أول الفنون التى عرفتها البشرية ومرتبطة بمجتمعاتنا العربية وبثقافتنا منذ القدم وكان للمرأة فيها سبق وريادة ،ولدينا بعض النماذج الفريدة والساطعة ولنستهلها بواحدة من أشهر وألمع فنانى جيلها وهى ألمظ التى تميزت بصوتها العذب وقدراتها الغنائية المميزة وشاركت مع زوجها عبده الحامولى فى المناسبات العامة والخاصة وعاشت فى قصر الخديوية بعد أن أمر الخديو إسماعيل بذلك وهذا يؤكد منزلتها الفنية الرفيعة ومدى تقدير الحاكم لها، أما الفنانة منيرة المهدية إحدى زعيمات النهضة الاجتماعية ومن أول السيدات اللاتى خلعن الحجاب ،وظهرت على المسرح بفنها وكونت فرقة مسرحية تحمل اسمها وقدمت العديد من الروايات العالمية وأيضاً المسرحيات المصرية وكان لها شهرة كبيرة فى عصرها ،وتزعمت حركة وطنية بالغناء وأطلق على مسرحها "هواء الحرية فى مسرح منيرة المهدية" وكان مسرحها ملتقى للمسئولين وكبار رجال الدولة وكان الزعيم سعد زغلول من مشجعى فنها الراقى. كذلك هناك محطة غاية فى الأهمية فى تاريخ الغناء المصرى والعربى ألا وهى كوكب الشرق السيدة أم كلثوم بكل موهبتها وعظمتها التى طافت بها العالم وسحرت الجميع بجمال وقوة صوتها ،ولم يقتصر دورها على ما قدمته من رصيد زاخر فى عالم الغناء باعتبارها خير سفيرة لوطنها، وإنما ما قامت به من دور وطنى لصالح المجهود الحربى وإعادة تسليح الجيش بعد النكسة عام 1967 حيث قامت بجولة فى عدد من العواصم الأوروبية بدأتها من باريس ،كما قامت بتأسيس أول نقابة للموسيقيين وترأستها لسنوات ،وأصدرت مصلحة صك العملة عملة تذكارية تحمل صورتها ،وأطلق اسمها على أحد شوارع حى الزمالك بالقاهرة ،ووضعت تماثيل تعبر عن هذا الكيان الفنى الأنثوى الوطنى فى أكثر من مكان كرمز لفن الغناء ،فكانت بحق نموذجاً فريداً للفن والفنانين على حدٍ سواء. وبالإضافة لهؤلاء السيدات العظيمات طربنا لعدد كبير من المطربات اللاتى تميزن فى القرن الماضى بأصواتهن الجميلة التى مازالت تحيا فى قلوبنا مثل الفنانة ليلى مراد ،شادية ،فايزة أحمد ،نجاة الصغيرة وغيرهن فى مصر والوطن العربى ممن أخذن مصر بلدنا انطلاقة فنية حقيقية مثل صباح ووردة وأسمهان. ودخلت السيدات هذا المجال وأثبتن نجومية بأعداد أكثر من الرجال ،وحُزنَ على إعجاب وجماهيرية تؤكد أدوارهن فى الحياة الاجتماعية والسياسية والثقافية ليس فى مصر وحدها وإنما فى عالمنا العربى ككل.

وفى مجال الغناء الأوبرالى تمتعت مصر بأصوات مميزة وشاركن فى الغناء بدار الأوبرا الخديوية وفى الخارج ،وكان لهن دور بارز فى الحركة الثقافية وفى المقدمة تأتى جيلان رطل من أصل أرمنى ورائدة تدريس الغناء الأوبرالى فى معهد دانتى للفنون ثم التدريس فى الكونسيرفتوار بعد إنشائه وكان لها مشاركات كثيرة مع جمعية هواة الموسيقى، وهى مؤسسة قسم الغناء بالكونسيرفتوار وقامت بتخريج دفعات حملت راية الغناء الأوبرالى بعد ذلك ،وشاركتها كارمن ذكى التى تعلمت الغناء الأوبرالى بالسويد وقامت بالتدريس فى الكونسيرفتوار وكانت مغية أوبرالية لها باع كبير فى هذا المجال ،وتبع هذا الجيل أميرة كامل كأول بطلة لأوبرا عايدة فى مصر ،وفيوليت مقار أول متزو سوبرانو مصرية ،ونبيلة عريان إحدى مكرمات عيد العلم من الرئيس عبد الناصر عام 1964 وأول بطلة مصرية فى دار الأوبرا الخديوية عام 1960 وقامت على أكتافها فرقة أوبرا القاهرة ،وتعد إحدى رائدات الغناء الأوبرالى حتى يومنا هذا وحاصلة على دكتوراه فى موسيقى الشعوب من أمريكا. كذلك كانت رتيبة الحفنى كمغنية أوبرا وعميدة للمعهد العالى للموسيقى العربية ،ثم أول امرأة تتولى منصب رئيسة دار الأوبرا المصرية ،كما تولت منصب أمين عام المجمع العربى للموسيقى التابع لجامعة الدول العربية ،ولها دور تثقيفى وتوعوى مهم جداً من خلال برامجها التليفزيونية وقصص الأطفال لتيسير عملية التذوق الموسيقى للمواطن وكذلك تبسيط المفاهيم والمصطلحات الموسيقية للأطفال بأسلوب محبب ويسير من خلال المجموعات القصصية ،أما سمحة الخولى أستاذة علوم الموسيقى وعميدة الكونسيرفتوار وثانى رئيسة امرأة لأكاديمية الفنون ،فلها العديد من الإصدارات والترجمات التى أثرت الحياة الموسيقية فى مصر بجانب برنامجها التليفزيونى صوت الموسيقى والذى رفع الذوق العام وخاصة بالنسبة للموسيقى الكلاسيكية الغربية لمجتمعنا الشرقى.

وكان للمرأة شأن فى الكتابة الأدبية فمثلاً لطيفة الزيات كأديبة وروائية متميزة، تقلدت منصب رئيسة أكاديمية الفنون كأول رئيسة لها فى تاريخ الأكاديمية ،وسهير القلماوى أستاذ الأدب العربى المعاصر وأول حاصلة على الماجستير فى مصر وأول سيدة تتولى رئاسة قسم اللغة العربية بكلية الآداب وممثلة للشعب المصرى تحت قبة البرلمان ،أيضاً أمينة السعيد المثقفة بكتاباتها ودورها فى رئاسة تحرير مجلة حواء ثم رئاستها كامرأة لمؤسسة دار الهلال العريقة ،كما يجب أن نذكر السيدة العظيمة فاطمة اليوسف المصرية اللبنانية ودورها الرائد فى الصحافة الفنية فى مصر وإنشائها لمجلة روزاليوسف وعملها فى الفن كممثلة مسرحية شاركت فى عدد كبير من الفرق منها فرقة رمسيس وجورج أبيض.

وفى مجال الفن التشكيلى قامت السيدة المناضلة هدى شعراوى بمد يد العون للفنانات التشكيليات سواء فى الرسم أو التصوير وأقامت لهن المعارض وترددت أسماء مثل زينب عبده ،سوزان عدلى ،عفيفة إسكندر ،فتحية ذهنى ،إيزابيل واصف، إنجى افلاطون ،نازلى مدكور ،كما لمع اسم الفنانة جاذبية سرى صاحبة اللوحات الشهيرة "دوخينى يا لمونة" ،"الرجل الأسود" ،"المراجيح" ،"الطيارة" ،بعد ذلك لمع اسم كوكب العسال كرائدة للتصوير المائى ،ومريم عبد العليم رائدة فن الجرافيك.

أما الفن السابع فقام على أكتاف السيدات صناع السينما العظيمات منذ دخول السينما إلى مصر عام 1896 حيث ظهر العديد من الفنانات المتميزات كرائدات فى عالمنا العربى ،حيث لم يدخرن مالهن أو طاقاتهن أو أوقاتهن لخدمة المجال الفنى بل ضربن أروع الأمثلة فى العطاء من أجل الفن السينمائى  بعناصره المختلفة وفى مقدمتهن عزيزة أمير الممثلة والمخرجة بجرأتها النادرة ،والسيدة بهيجة حافظ أول واضعة لموسيقى الأفلام بجانب عملها بالتمثيل والأزياء والإنتاج ،أما آسيا فبذلت قصارى جهدها فى هذا المجال مما يؤكد على مدى تقدم دور المرأة وإتقانها وإخلاصها لعملها ،وفى مجال التمثيل تحديداً نجد دولت أبيض ،فردوس حسن ،زينب صدقى ،فيكتوريا موسى ،أمينة رزق وجميعهن تفوقن وحصلن على جوائز لبراعتهن فى مجالهن الفنى. أما المسرح أبو الفنون فتربعت النساء على عرشه مثل فاطمة رشدى التى ذاعت شهرتها فى أوروبا والصين ،وابنة الشام بديعة مصابنى ودورها فى الحياة الفنية المصرية واكتشافها لوجوه جديدة فى فرقتها ،ولقبت بعميدة الرقص الشرقى وتعلم على يديها أشهر الراقصات المصريات فى مقدمتهن تحية كاريوكا وسامية جمال ،وفى نفس المجال نجد أمينة رزق بأدوارها المسرحية البارعة ،كما برزت أسماء أخرى مثل شويكار ،سناء جميل ،سهير المرشدى ،ولكن تظل سميحة أيوب سيدة المسرح العربى لما قدمته خلال مشوارها الطويل كعملاقة تعتلى خشبة المسرح ،أما فوزية عبد اللطيف فتعتبر إحدى رائدات مسرح العرائس مع أخريات ،ولا أغفل إحدى رائدات حركة النقد الفنى المسرحى نهاد صليحة وما قدمته لخدمة هذا الفن.

وفى مجال الفنون الشعبية كانت فريدة فهمى رائدة ومثلت مصر فى المحافل الدولية بتميزها وتفوقها وأدائها المبهر ،كما كانت مؤسسة لفرقة رضا للفنون الشعبية مع زوجها على رضا وشقيقه محمود فى الخمسينيات ،وبالنسبة لفن الباليه نكتشف أن هذا الفن قام على أيدي النساء حيث أنشئ المعهد العالى للباليه التابع لأكاديمية الفنون وتم إرسال الفراشات الخمس فى بعثة إلى روسيا وهن "مايا سليم، ودود فايزى، ماجدة صالح، هنزادة، ديانا حقاق" ومن خلالهن تشكلت النواة الحقيقية لفرقة باليه أوبرا القاهرة وكانت تعد واحدة من أكبر فرق الباليه فى عقود سالفة ،بعد ذلك ظهرت أجيال أخرى راعية لفن الباليه كأساتذة ورائدات تتقدمهن علية عبد الرازق ثم ماجدة عز وإيفيت نجيب ،وأحلام يونس والتى تترأس أكاديمية الفنون حالياً كثالث رئاسة نسائية فى تاريخ الأكاديمية.

هذه مجرد أطياف ونماذج لرائدات العمل النسوى فى المجالات الفنية فى مصر ولكن يبقى العطاء بلا نهاية وإذا تمحصنا سنجد أعداداً مضاعفة لعظيمات مصر المشرفات والسفيرات لوطنهن.