حوار : موسي صبري
تمكنت النجمة روجينا من لفت الانظار بقوة من خلال شخصية " زهرة " التي قدمتها في مسلسل " كفر دلهاب " مع الفنان يوسف الشريف إلي امكانياتها التمثيلية المتميزة وبصماتها المؤثرة والواضحة التي أبرزتها في العمل جعلت النقاد والجمهور يشيدون ببزوغ نجمها ومرحلة التوهج الفني التي توصلت اليه احساسها الصادق مسئوليتها الكاملة تجاه العمل كان من اهم اسباب نجاحها كأفضل ممثلة هذا العام تحاورت " الكواكب " معها حول مسلسل " كفر دلهاب " وعن أسباب نجاح الشخصية مع الجمهور والتناقضات التي دارت حول العمل كل هذا في ثنايا الحوار :
كيف رسمت ملامح شخصية " زهرة " في مسلسل " كفر دلهاب " والي أي مدي حدث التكوين الفني لها ؟
في البداية تعرفت علي الشخصية من انجي علاء زوجة الفنان يوسف الشريف التي أرسلت لي السيناريو وطلبت مني وضع تصورات وشكل لها ومنذ الوهلة الاولي وقعت في حب " زهرة " وبدأت عمل بروفات علي الشكل العام للشخصية وطريقة اللبس والشعر وتحديد ملامح وجهها واسلوب الكلام والحركة ثم جلست مع المخرج العبقري أحمد نادر جلال لإبراز شخصية " زهرة " في العمل بالشكل الذي يريده واتفقنا علي كل شئ.
وكيف حدث التقارب في وجهات النظر بينك وبين مخرج العمل في ظهور " زهرة " بهذا الشكل ؟
تحدثت معه اثناء عمل " بروفات الترابيزة" عن كيفية تناول الشخصية دراميا وتشاورنا حول التداعيات التي يتطلبها الدور وفك طلاسم الشخصية ورغم صعوبة الدور الا انني أمسكت بكافة التفاصيل ولم يحدث بيني وبين أحمد نادر جلال أي اختلاف في وجهات النظر خاصة أننا اعتمدنا علي نظرية السهل الممتنع وأخذنا الموضوع بمنتهي البساطة لأنني أدرك حجم امكانيات أحمد نادر جلال وهو يعلم جيدا مدي استعدادي للشخصية بشكل قوي وفي اطار سريع لذلك حدث تقارب في وجهات النظر .
هل كان هناك مرجعية لشخصية " زهرة " اثناء التحضير أم ماذا ؟
بالفعل استحضرت الشخصية من دور " ميديا " التي تركت والدها وحيدا وخانت وطنها من أجل رجل أحبته وتزوجته وبعد ذلك خانها فانتقمت منه وقامت بذبح أولاده الاربعة فتشبعت بهذه الحالة الانتقامية واستدعيت كل الدوافع التي كانت فيها " ميديا " واستخدمتها في شخصية "زهرة" بنفس الحالة التي كانت فيها .
وما هي أدواتك الفنية لإبراز شخصية " زهرة " بهذه القوة والصلابة كما رأيناها في " كفر دلهاب "؟
اهتممت بكافة التفاصيل التي صنعت هذا الدور العظيم وتحديت نفسي لاثبات الذات وقمت بدراسة الدور بإتقان واستخدمت خبراتي الفنية للوقوف علي كافة التفاصيل في كل مشهد وكلمة وجملة في الحلقات مع إبراز الحالة التعبيرية الجيدة في هذه المشاهد كل هذه العوامل ساعدت في نجاح الدور مع الجمهور والنقاد وهذا ما لمسته بنفسي خاصة ان الشخصية تطلبت مني قدرات تمثيلية مهولة كما ركزت علي المكياج وطريقة اللبس التي ساعدتني فيها انجي علاء مصممة الازياء .
ظهرت شخصية " زهرة " قوية وامرأة شريرة ذات نفوذ ومال ولكن لم تظهر أي مبررات درامية في الحلقات الاولي لإظهار الشخصية بهذا الشكل لماذا ؟
طبيعة المسلسل تطلبت منا ذلك فهناك مشاهد قدمت في الحلقات الاولي بها جمل تعبر عن الحدث وطبيعة كل شخصية دون استعراض هذه الشخصيات أو الرجوع الي التفاصيل فهذا نوع جديد من الدراما تعمد المؤلف عمرو سمير عاطف إظهاره للجمهور كما اتضح جليا في الحلقات فهناك مشهد يجمعني بالفنان هادي الجيار قلت فيه " أنا امرأة جميلة وعندي عقل أفكر به ومال كثير " فأظهرت في هذا المشهد طبيعة الشخصية التي أقدمها دون الاعتماد علي مشاهد اخري لذكر تفاصيل نحن في غني عنها .
وما هي أهم الصعوبات التي واجهتك في تنفيذ الشخصية ؟
صعوبة الشخصية تكمن في اظهار قوتها وصلابتها مع أهل الكفر باستمرار والحفاظ علي العصبية الهادئة التي تحلت بها طوال الاحداث خاصة انها امرأة واثقة من نفسها وسيطرتها علي الجميع فنبرة الصوت مع كل مشهد تحتاج الي التركيز خاصة انها لا تحتاج الي العصبية بقدر احتياجها الي اظهار نبرة الصوت بقوة للسيطرة علي أهل الكفر
وما هي العوامل التي دفعتك لقبول هذه التجربة ؟
بعد نجاح مسلسل " الاسطورة " في العام الماضي كان ينتابني هاجس من الخوف والرعب في اختيار عمل يضاهي هذا النجاح في رمضان 2017 وعندما عرض علي أكثر من عمل منهم مسلسل " رمضان كريم " و " غرابيب سود" و" فوبيا" و " لا تطفئ الشمس" تمهلت في الاختيار ووجدت ضالتي في مسلسل " كفر دلهاب " منذ الوهلة الاولي خاصة وأن هناك مؤشرات للنجاح منها المجموعة المتميزة وهم يوسف الشريف واحمد نادر جلال وعمرو سمير عاطف الذين لهم شعبية وجماهيرية كبيرة وقدموا اعمالاً ذات قيمة من قبل وتاريخهم الفني معروف لدي الجميع وعندما أطلعت علي تفاصيل الشخصية أصابني الذهول والدهشة لوجود عنصر المفاجأة في الشخصية وهذا العنصر يعتبر نقطة التحول الذي لفت نظر الجمهور .
في أحد المشاهد الذي جمعك مع الفنان رامز أمير كانت الاحداث تسير نحو الانتقام منه بسبب رفضه الارتباط بك لماذا تغيرت الاحداث بهدم المقام في الحالة الانتقامية التي كنت فيها
هذا أمر متعمد من الكاتب فرد الفعل وحالة الانتقام تغير مسارها فالجمهور توقع أنها ستهدم حفل الزفاف بسبب جبروتها ولكن المشهد جاء عكس المتوقع لتهدم المقام الذي آمنت به ودعيت أمامه أنها تتزوج منه وعندما حدث عكس ذلك هدمت المقام بعد أن تيقنت أن المقام وسيلة للجهلاء وتغيبهم عن الحقائق ولم يوجد به أي شيوخ كما يشاع بين أهل الكفر لذلك الخط الدرامي للاحداث جاء في اطار غير طبيعي واكتفت بالمباركة لرامز وخطيبته لحين الانتقام منه بشكل آخر .
أثار مشهد هدم المقام حفيظة «ابوالعز » الذي يؤدي دوره الفنان هادي الجيار وكان حديث السوشيال ميديا كيف تعاملت مع هذا المشهد تحديدا ؟
كان لدي تحد كبير في كل مشهد أظهر فيه وهذا المشهد من أصعب المشاهد التي نفذتها وعندما أطلعت علي الحلقات تحدث معي المؤلف عمرو سمير عاطف هاتفيا عن صعوبة هذا المشهد وتخوفت من الدور وتناوله ولكن تغلبت علي ذلك بالمذاكرة القوية كأنني في امتحان في السنة الأخيرة من معهد الفنون المسرحية خاصة ان المشهد به نقلات درامية كثيرة من اظهار قوة شخصيتها دون اللجوء الي العصبية والحديث بإغراء لكسب عطف " ابو العز" مع الحفاظ علي مستوي الكلام معه دون شعوره بالهزيمة خاصة انه من الطبيعي ان يستشاط غضبه من جراء هذا الهدم لذلك ركزت مع كل كلمة والحالة التعبيرية في المشهد لدرجة أن المخرج لم يعيد المشهد وحافظت علي راكورات أدائي وتعايشت مع الشخصية بشكل أحسد عليه وهذا ما اتضح للجمهور.
ظهرت في السنوات الاخيرة في شخصية المرأة العصبية هل تستهويك نوعية هذه الادوار أم ماذا ؟
طبعا تستهويني نوعية هذه الادوار خاصة أن كل شخصية قدمتها بها زوايا مختلفة عن الاخري وفي اطار درامي مختلف فشخصية " زهرة " مثلا كان ايقاع العصبية هادئ فهي لا تحتاج الي " الزعيق " لانها امرأة قوية بطبعها عكس جميع الشخصيات بالمسلسل والجميع يخاف منها ورغم الشر الذي ظهر عليها الا أن الناس بررت لها هذا الشر فأنا ممثلة عاشقة للادوار العصبية.