الثلاثاء 21 مايو 2024

بالصور.. الغلاء يحبس فرحة العرائس في «درب سعادة»

21-7-2017 | 21:18

تجهيز مستلزمات المطبخ والأدوات الكهربائية من العادات المصرية الثابتة للفتيات المقبلات على الزواج في مختلف أرجاء المعمورة، واللاتي ينتقلن بين الأسواق المخصصة لذلك لقضاء متطلباتهم، التي تأثرت بارتفاع الأسعار.

وفي جولة نسلك فيها طريق ضيق كأي فتاة مقبلة على الزواج في رحلة البحث عن جهاز يليق ببيتها الجديد في سوق أقل سعرًا وأكثر عرضًا، فخلف مديرية أمن القاهرة بباب الخلق المتفرع من شارع الأزهر وينتهي بمنطقة تحت الربع، هناك تجد سوق "درب السعادة" بمنطقة العتبة، حيث يعد بمثابة القبلة الأساسية لكل العرائس على مستوى محافظات الجمهورية وتقصده أغلب الفتيات، ليشاهدن المحلات المتراصة التي تبيع جميع مستلزمات العروس من الصيني والملامين والأركوبال بمختلف الأسعار وبمختلف المستويات، لذلك اكتسب السوق شهرة لتخصصه منذ عشرات السنين في توفير جميع مستلزمات المقبلين على الزواج.

 

سر التسمية

أبو الطيب أحمد مرشد سياحي يقول:  درب سعادة  ترجع تسميته إلى سعادة بن حيان، غلام الخليفة الفاطمي المعز لدين الله وحامل مظلته  أرسله المعز إلي القاهرة عام 360هـ تعزيزاً للقائد جوهر الصقلي في حربه ضد القرامطة.

وخرج جوهر لاستقباله استقبالاً حافلاً من أحد أبواب القاهرة من ناحية شارع الخليج المصري، ومن هنا عرف الباب بباب سعادة، وعند إذا خرج سعادة بن حيان لحرب القرامطة في الشام وهزم وعاد لمصر، حيث توفي بها سنه 362 هـ ودفن بترابها واليوم تقع منطقة "درب سعادة " فى الجزء  الجنوبي من مديريه أمن القاهرة بباب الخلق.

وعند دخولك لـ"درب سعادة" تجد عددًا كبيرًا من محلات تجهيز العرائس المتراصة بجوار بعضها البعض ويتنافسون في الأسعار وطرق عرض الأطقم الشاي والعشاء من الصينى والأركوبال والملامين لجذب الزبائن، لكن مع ارتفاع الأسعار تراجعت نسبة المقبلين على السوق وتراجع النسبة الشرائية.

 

فزاعة الغلاء

حالة من الهدوء تخيم على حركة البيع والشراء، فرغم ازدحام الشارع بزبائنه لكن هناك نوعا من الركود  الذي أصاب معظم المحلات عقب ارتفاع الأسعار.

الحاج يوسف محمد، تاجر الجملة بدرب سعادة، يجلس أمام متجره يحتسى الشاي مع مساعديه من العمال، وما يمر من أمامهم شخص إلا هاتفوه قائلين " اتفضل يابشا.. اتفضلى ياعروستنا .. كل غالى يرخص يافندم "، لكن المواطنين  يتجولون دون شراء

ويشير لنا الحاج يوسف إلى أن حركة البيع والشراء تزداد خاصة فى شهر مايو ويونيو استعدادا لكثرة الاحتفالات والعرائس في شهري يوليو وأغسطس، لافتًا  إلى أن معظم الناس اشترت مبكرًا نتيجة ما كان يسمعونه من هواجس الغلاء الفاحش في شهر يوليو، مع العلم أن الدرب أقل سعرًا بين الأسواق الأخرى.

 

الأسعار الجديدة

وعن ارتفاع أسعار جهاز العرئاس، قال حمدي الشيخ، بائع بإحدى المحلات إن الفترة الماضية شهدت ارتفاعًا في أسعار أطقم الحلل والبلاستيك والكاسات وأغلب مستلزمات المطبخ، مشيرًا إلى أن معظم هذه المنتجات تستورد من الخارج ويعد ذلك سبب ارتفاع أسعارها.

وأضاف  أن متوسط أسعار بعض الأغراض الأساسية في جهاز العروسة مثل طقم التيفال المستورد يبدأ من1500 إلى 2000 جنيه وطقم حلل الألمونيوم  ماركت يبدأ من 1780 جنيه، بينما طقم حلل سيراميك تركي يبدأ من 1500 إلى 2250، وشنطة المعالق سادة 1000 إلى 3000، لافتًا إلى أن معظم الزبائن تقوم بشراء المتوسط من هذه الأصناف.

 

الأجهزة في متناول الجميع

أم ياسين تقول أنها بتجهز  كل بنات العائلة من درب سعادة، لكن  أخدت جولة في المحل اللي جبت منه التجهيزات السابقة لقيت حاجات حلوة أوى وأسعارها حلوة يعنى كان في طقم عشا إماراتي كنت شايفاه فى معرض برا كان بـ 1350 هنا بـ 1150 و الكاسات البوهيمى في بـ 250 و 200 وأذواق حلوة بصراحة و تلاقي كل محل ليه تخصص معين.

 

أم هدى تؤكد أن بعض التجار هم السبب في ارتفاع الأسعار، قائلة:" أن هناك منهم قاموا بطرح البضائع المخزنة لديهم خلال هذه الأيام بأسعار جديدة مرتفعة، وتجار جابت البضائع من المخازن ورغم أنهم كان مشتريين هذه البضائع بسعر أقل لكن طرحوها في السوق بأسعار مرتفعة والمكسب الضعف وده جشع تجار حرام عليهم ومرتباتنا أصلا لا زيادة فيها لمواجهة الارتفاع المتكرر بلا سبب مقنع".

 

دوافع رفع الأسعار

أوضح أشرف هلال، رئيس شعبة الأدوات الكهربائية، أنه هناك حالة غلاء ضربت الأجهزة الكهربائية وكافة السلع نتيجة لتحرير سعر الصرف، لافتًا إلى أن اتهامات التجار بالجشع والطمع ليس لها أساس من الصحة، محملة الحكومة المسئولية نتيجة إصلاحاتها الاقتصادية الأخيرة.

 ولفت إلى أن أغلب السلع التي تباع في الأسواق مستوردة وسعره بالدولار وليس بالجنيه، مشيرًا إلى  المهندس طارق قابيل سجل عدد قليل من المصانع المنتجة للأدوات الكهربائية في الداخل بما لا يكفي احتياجات السوق مما دفع الجميع للاستيراد لتلبية المتطلبات المجتمع وسد احتياجاته بمخالفة القرار رقم 40 الصادر فى 2016 الخاص بتسجيل المصانع.

 وأشار إلى أن هناك ارتفاع في الأسعار الاسترشادية بالجمارك بشكل مبالغ فيها  مع زيادة التعريفة الجمركية مرتين خلال السنة مع ارتفاع سعر المحروقات، ومع الأسف الشديد أن القائمين على الجمارك يرفعون السعر بشكل مفجع على أي مصنع يعلن تضرره من التسعيرة دون إجراء حوار متبادل ومعرفة طبيعة السوق لكن من المفترض أن يأتوا بالمصنع المتضرر وأن يظهر لهم تكاليفه التي على أساسها يقدمها للضرائب لكن مع الأسف لا يحدث ذلك.