قال الدكتور طارق فهمي، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، إن زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى سلطنة عمان ضمن جولته الخارجية التي بدأها اليوم تعد الأولى للرئيس بعد تولي السلطان هيثم بن طارق المسئولية، موضحا أن الزيارة تحمل أهمية كبرى لعدد من الأسباب أولها طبيعة العلاقة الخاصة بين سلطنة عمان ومصر، فالسلطنة لها مواقف يتذكرها المصريون بصورة كبيرة.
وأوضح فهمي في تصريح لبوابة "دار الهلال"، أن هذه المواقف أبرزها ما حدث بعد قطع العلاقات المصرية العربية بعد معاهدة السلام حيث واصلت سلطنة عمان في علاقاتها بمصر وكانت علاقة السلطان الراحل السلطان قابوس بمصر قوية ولا تزال حتى الآن قوية في هذا الإطار، لذلك تعد زيارة الرئيس السيسي داعمة للعلاقات.
وأكد أن الزيارة هي استكمال للتحركات المصرية الراهنة تجاه دول الخليج العربي والتي بدأت بالقمة الثلاثية في شرم الشيخ بين مصر والأردن والبحرين، وأعقبها القمة الثنائية بين مصر والسعودية بحضور ولي العهد، والقمة المصرية القطرية أول أمس خلال زيارة الأمير تميم، وأمس زار وزير الخارجية الإماراتي القاهرة.
وأشار إلى أن مصر ستحضر قمة مجلس التعاون الخليجي قبل القمة العربية الأمريكية وبالتالي فهي حاضرة في قلب التفاعلات الإقليمية وخاصة في منطقة الخليج العربي، مشددا على أن الرئيس السيسي حريص على إيصال رسالة أن مصر علاقات ممتدة مع الأشقاء في دول الخليج بأكملهم وهذا يؤكد التحرك المصري الخليجي بصورة كبيرة.
وأضاف أن مصر أصبحت قبلة للتحركات العربية الإقليمية والدولية، والتوقيت الحالي له دلالة بهدف توحيد الجهود العربية قبيل القمة العربية الأمريكية، مشيرا إلى أن مصر تقوم ببناء تحالفاتها وخاصة في ظل عدم وجود اجتماع للقمة العربية والمؤجلة حتى إشعار آخر، ومصر من خلال الدبلوماسية الرئاسية تعمل على تنسيق الأوضاع العربية وخاصة في منطقة الخليج العربي.
ولفت إلى أن مصر تقوم بذلك تعويضا عن غياب دور الجامعة وعدم عقد القمة العربية حيث أدت الدبلوماسية المصرية دورا بارعا في ذلك من خلال الاتصالات المستمرة والزيارات، مشيرا إلى أن الجولة ستتضمن في محطتها الثانية البحرين لبحث مجمل العلاقات والقضايا ذات الاهتمام المشترك.
وأضاف أن هناك اتصالات تجرى مع دولة الكويت لاستكمال التحرك المصري الكامل تجاه دول مجلس التعاون الخليجي بأكمله.