شهدت الجولة الأولى للاستشارات النيابية غير المُلزِمَة لتأليف الحكومة اللبنانية انقسامًا بين الكتل النيابية حول المشاركة في الحكومة المقبلة عبر تسمية وزراء بها، وذلك خلال اللقاءات التي أجراها رئيس الحكومة اللبنانية المكلف نجيب ميقاتي مع كتل نيابية ونواب مستقلين بمجلس النواب، اليوم الاثنين، وسط تأكيد الجميع على أهمية سرعة تأليف الحكومة لإنقاذ البلاد من الأزمات الاجتماعية والمعيشية المتفاقمة.
واستهل ميقاتي اجتماعاته في الاستشارات النيابية بعد ظهر اليوم مع رئيس المجلس نبيه بري، ثم نائب رئيس المجلس إلياس بو صعب الذي شجع على المرونة والإسراع في تأليف الحكومة، معتبرًا أن المواطن اليوم لا تعنيه المحاصصة ولا الخلاف على الحقائب، مشددًا على ضرورة عدم المماطلة
في تأليف الحكومة التي ستكون معنية بملف صندوق النقد الدولي ومتابعة المشروعات الإصلاحية التي يطلبها أيضًا الصندوق، وكذلك من أجل مواكبة عملية ترسيم الحدود البحرية وانتاج النفط والغاز في لبنان.
وطلب بوصعب أن تعمل الحكومة في هذه الفترة القصيرة على إعادة العلاقات الطبيعية مع جميع الدول العربية ودول مجلس التعاون والمجتمع الدولي ووضع المبادرة الكويتية على السكة الصحيحة.
وأوضح أنه لمس من رئيس الحكومة المكلف، نجيب ميقاتي، حرصه على تأليف حكومة في وقت سريع وعلى التعاون مع رئيس الجمهورية في هذا الشأن.
والتقى ميقاتي بكتلة "التنمية والتحرير" (الكتلة النيابية لحركة أمل وتضم 15 نائبًا)، حيث أكد المتحدث باسمها النائب علي حسن خليل أن موقف الكتلة برئاسة الرئيس بري واضح، مشددًا على ضرورة تشكيل حكومة في أسرع وقت ممكن والاستفادة من الوقت الفاصل بين اليوم وموعد الاستحقاق الدستوري بانتخاب رئيس للجمهورية.
وعقب لقاء ميقاتي بكتلة الجمهورية القوية (التكتل النيابي لحزب القوات اللبنانية ويضم 19 نائبًا)، قال النائب جورج عدوان رئيس الكتلة إنها لن تشارك في الحكومة، داعيًا لعدم تخصيص وزارات محددة لمذاهب أو طوائف أو أحزاب.
وفي لقائه مع كتلة "الوفاء للمقاومة" (الكتلة النيابية لحزب الله وتضم 15 نائبًا)، أكد المتحدث باسمها أن الإسراع في تشكيل الحكومة هو المعبر الإلزامي والفرصة المتاحة للوصول لأي حل يمكن أن يطرح لمعالجة الأزمة في البلد.
وعقد ميقاتي لقاءً مع تكتل "نواب التغيير" (تكتل نيابي يضم عددًا من النواب المنتمين لقوى التغيير)، حيث طالبت النائبة حليمة قعقور -في كلمة لها باسم التكتل- بحكومة مستقلة وأعضائها مستقلين لتركز على شبكة الأمان الاجتماعي وتحميل المسؤولية للمصارف ورؤساء مجالس إدارتها وإرساء العدل وتوزيع الخسائر بطريقة عادلة تحمي المواطنين، مشددة على أن التكتل لن يشارك بحكومة محاصصة وبحكومة تسمى حكومة وحدة وطنية.
والتقى رئيس الحكومة المُكلّف نجيب ميقاتي بكتلة اللقاء الديمقراطي (الكتلة النيابية للحزب التقدمي الاشتراكي وتضم 8 نواب)، حيث قال رئيس الكتلة النائب تيمور جنبلاط إنها لن تشارك في الحكومة، لكن ستساعد في تأليف الحكومة.
وخلال لقائه بكتلة "الاعتدال الوطني" (تكتل من المستقلين يضم 6 نواب)، تمنّت الكتلة الإسراع في تشكيل الحكومة نظرًا للوضع الصعب الذي تعيشه البلاد والحاجة الملحة لوجود حكومة كاملة الصلاحيات، متمنية أن تكون الكتلة ممثلة في الحكومة عبر تسمية وزيرين أو ثلاثة بها.
وطلب النائب طوني فرنجية باسم "التكتل الوطني المستقل" (الكتلة النيابية لتيار المردة ويضم 4 نواب) أن تعمل الحكومة الجديدة على وقف ضغط الانهيار على الناس، مشددًا على أن المشاركة في تشكيل الحكومة يتوقف على شكلها.
وأكد رئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميل، بعد لقاء كتلة نواب الكتائب (تضم 4 نواب) مع رئيس الحكومة المُكلّف، أن الكتلة غير معنية بالمشاركة في الحكومة، داعيًا لأن تكون حكومة مستقلة مستبعدًا المشاركة فيها.
واستقبل الرئيس المُكلّف كتلة "شمال المواجهة" (وتضم نائبين)، التي قال باسمها النائب ميشال معوض إن الاستمرار بحكومات الوحدة الوطنية محاصصة.
أما كتلة "وطن الانسان" (تضم نائبين)، فلم تعلن موقفها بعد لقائها مع رئيس الحكومة المُكلّف.
ودعت كتلة "المشاريع" (تضم نائبين) إلى ضرورة تشكيل حكومة إنجازات سريعة وإنقاذ حقيقية، تقوم بسرعة وبدون أي تأخير بإخراج البلاد من الأزمات الخانقة، ولا سيما انقطاع الكهرباء والمياه ونقص القمح وتدني القيمة الشرائية لليرة وعدم تمكن المودعين من الحصول على ودائعهم.
وفي ختام اليوم الأول من الاستشارات النيابية غير الملزمة، دعا النائب غسان السكاف - بعد لقاء الرئيس ميقاتي- إلى "حكومة سياسية مصغرة مطعمة باختصاصيين لتأمين لقمة عيش المواطن ومعالجة أوضاعه المعيشية والاجتماعية، تكون حكومة إنقاذ وطوارئ سياسية مدعمة باختصاصيين".
ومن المقرر أن يستأنف رئيس الحكومة المُكلّف نجيب ميقاتي استشاراته النيابية غير الملزمة غدًا /الثلاثاء/ بمقر مجلس النواب؛ حيث يعقد 13 لقاءً للنواب المستقلين بالإضافة إلى تكتل لبنان القوي (الكتلة النيابية للتيار الوطني الحر وتضم 16 نائبًا)، ثم كتلة نواب الأرمن وتضم 3 نواب ثم 3 نواب مستقلين، إضافة إلى لقاء أخير مع المجلس الاقتصادي الاجتماعي.
وخلال الاستشارات، يستمع ميقاتي إلى رؤية كل كتلة نيابية ومستقل إلى الحكومة الجديدة ومطالبهم فيها، علمًا بأن هذه الاستشارات لا تكون نتائجها مُلزِمة، إلا أن ممارسة الحكومة الجديدة لعملها يتطلب الحصول على ثقة مجلس النواب بعد إعلان تشكيلها.