الثلاثاء 14 مايو 2024

سمر فرج فودة السلام عليك يا أبي

22-7-2017 | 13:03

اليوم ٩ يونيو هو ذكرى اغتيال أبي رحمة الله عليه .. اليوم الذي أهرب منه كل عام لأختبىء داخل نفسي دون جدوى .. تلاحقني في هذا اليوم اتصالات الإعلاميين و الصحفيين للسبق الصحفي و الحديث عنه و كأنهم يتذكرونه في هذا اليوم فقط .. اليوم الوحيد الذي أهرب منه و احاول نسيانه و محوه من ذاكرتي يحاول الجميع الضغط على بتذكرتي به و بكل تفاصيله.. في هذا اليوم احاول فعل شيئا و يحاول الجميع فعل عكسه .. و اليكم جميعا اقول أنني لم انساه يوما فهو يعيش معي بكل تفاصيله محفور في وجداني بل و يعيش معي تبعاته و أثره على تفاصيل حياتي بأكملها .. عذرا فهو بالنسبة اليكم جميعا المفكر المصري الذي اغتيل و بالنسبة لي الأب الذي قتل غدرا و انا في مهد حياتي .. بالنسبة لي الحلم الجميل الذي كنت أراه في صباي بألوان جميلة مشرقة تلون مستقبلي باللون الأبيض الزاهي في سن السادسة عشر حتى تحول الى اللون الاسود القاتم ما تبقى لي من عمر .. اليكم جميعا اقول أنني لا أريد شيئا سوى اثنتين .. اولا ان يطلق اسم والدي على الميدان الذي قتل فيه و يصبح ميدان فرج فودة بدلا من ميدان كلية البنات الإسلامية.. و ثانيا ان تعيد كل مؤسسات الدولة كالاهرام و الاخبار و الجمهورية و الهيئة المصرية للكتاب و دار المعارف نشر كل كتب الدكتور فرج فودة و إعادة طبعها و توزيعها في كل منافذ البيع الخاصة بها .. حتى يعلم جميع المصريين من هو فرج فودة .. ماذا قال .. لماذا قتل و من قتله ... حتى يصل ما قتل أبي من أجله إلى كل مصري و مصرية .. عدا ذلك تظل الدولة المصرية مقصرة في حقة و لا أريد منها شيئا و لا أريد أن يحدثني أحد ... ربما ان كنت رأيت من الدولة الاهتمام بفكره و منهجه الذي وضعة لمكافحة الإرهاب منذ أكثر من ثلاثون عاما لكنت استجبت للساده الإعلاميين بفرحة و اهتمام .. اما ما أراه هو مجرد تحصيل حاصل لملء صفحات و برامج حتى لا يشعر أي من المسؤلين انه مقصر ..

سيدي الرئيس أراك دوما تطل علينا مؤكدا انك تحارب الإرهاب و تتحداه .. ربما على الصعيد الأمني انت تفعل .. و لكنك على الصعيد الفكري و المعرفي و النفسي و الثقافي و التنويري ما زال امامك الكثير .. اولهم ان تقوم بنشر الفكر الحضاري لعظماء مفكري مصر حتى يعلم الجميع الحقيقة الغائبة عنهم ... ان فعلت ذلك كان خيرا لك و لمصر و ان لم تفعل فلن يزيدنا او ينقصنا ذلك فخرا به ..

موعدنا العام القادم حين اطالب بنفس المطالب التي لن اتنازل عنها ما حييت و كل عام إلى أن تتحقق او يطلبها اولادي من بعدي ..

و اخيرا تذكروا ابي في دعائكم فقد مات من اجلكم و من أجل مصر ..

سلاما عليك أبي حتى ألقاك.. طبت حيا و طبت ميتا

    Dr.Radwa
    Egypt Air