جانب آخر من الأزمة أشارت إليه أصابع الاتهام.. حيث الميزانية الضخمة التي تم صرفها علي إنتاج مجموعة ضخمة من البرامج والتي لم تأت بحجم الإعلانات الكافي لتغطية هذه المصاريف... ويأتي علي رأسها برنامج المقالب للنجم هاني رمزي بعنوان «هاني هز الجبل» والذي استضاف فيه ثلاثين ضيفاً خلال شهر رمضان الماضي فيما تم تصويره في لبنان، ولنا بالطبع أن نتخيل المبلغ الذي يمكن أن يكون قد تقاضاه هاني وضيوفه بخلاف فريق عمل المقلب المدرب والإنتاج الباهظ في لبنان.
كذلك برنامج «فحص شامل» الذي قدمته الإعلامية اللبنانية راغدة شلهوب عبر موسمين استضافت فيهما أبرز نجوم الفن في مصر والعالم العربي منهم هند صبري - علا غانم - سماح أنور - هاني سلامة - هياتم- لوسي - اللبنانية مايا دياب - جمال سليمان- التونسية درة - سلوي خطاب - عبير صبري - المطربة بوسي - شهيرة - باسل خياط - سهير المرشدي - طارق لطفى - دينا الشربيني وآخرون.
وقد ذكر لنا مصدر موثوق فيه من داخل القناة أن مايا دياب مثلا قد تقاضت 100 ألف جنيه مقابل استضافتها وتصويرها الحلقة وقد تسلمتها في التو واللحظة ومن ثم لنا أن نتخيل علي نفس المنوال كم يمكن أن يكون الأجر الذي تقاضاه باقي النجوم؟!
غير أن نفس المصدر قد أكد أن راغدة شلهوب المذيعة نفسها قد تقاضت أجرها بالكامل وبالدولار الأمريكي.
برنامج آخر أيضا تقدمه قناة الحياة.. كان قد أشير إليه في غمار الأزمة وهو البرنامج الكوميدي الساخر «ثلاثي ضوضاء الحياة» والذي يقدمه ثلاثة من نجوم الشباب هم تركي ومينا وميزو حيث يعرضون سكتشات كوميدية في الحلقة يشاركهم فيها ضيف الحلقة والذي يتم حواره في آخر جزء من البرنامج.. وفي هذا الاطار استضاف البرنامج مجموعة من أشهر النجوم منهم هاني رمزي - نيكول سابا - هالة صدقي - أحمد زاهر - إنتصار - المطربة أمينة - سمية الخشاب - عزت أبوعوف - فيفي عبده - إيمان العاصي - دينا فؤاد - النجم الكبير حسن حسني.
هذا بخلاف البرنامج الذي تقدمه النجمة الكبيرة هالة فاخر بعنوان «انتبهوا أيها السادة» وبرنامج «ضربة حظ» للإعلامية رزان مغربي الذي استضافت فيه بدورها نجوماً مثل حسن الرداد - مي سليم - محمود الليثي- ماجد المصري- المطرب لؤي - مدحت صالح- خالد سليم- محمود عبدالمغني وآخرين.
وبرنامج آخر هو «سطوح عم صلاح» الذي يقدمه الفنان القدير صلاح عبدالله.. وقد استضاف فيه النجوم عمرو يوسف - أمير كرارة - ماجد المصري كذلك هناك برنامج التوك شو الأول لديهم وهو «الحياة اليوم» الذي يقدمه الإعلامي تامر أمين بالتبادل مع الإعلامية لبني عسل، ولكن هل هذه البرامج بالفعل أدت بميزانيات إنتاجها العالية لانهيار القناة كما يقال؟!
أحد المصادر أكد أن إعلامية مثل المذيعة رزان مغربي حتي الآن لها فلوس عند القناة ولم تتقاض باقي أجرها.
وفى حديثه لـ «الكواكب» ذكر المخرج عبدالفتاح خضر مخرج برنامجى ضربة حظ وفحص شامل قائلاً: أنا مخرج أقول لك بصدق لا أعلم شيئاً عن علاقة التكاليف الإنتاجية بالأزمة الجارية... فما يخصني هو الجانب الفني والتقني في البرنامج والإخراج ولست معنيا بالأمور المالية علي الاطلاق وفي هذا الإطار كان كل ما أطلبه من معدات تصوير ومونتاج يتاح لي ولم أحاول ابداً إقحام نفسي في موضوع الإنتاج والميزانيات لدرجة أنني لا أعرف بالضبط كم يتقاضي ضيوف الحلقات الذين يتم استضافتهم.
بشكل عام يتحدث خضر حول الأزمة، مؤكداً تفاؤله بحلها وأنه علي ثقة أن المفاوضات بين القائمين علي الأمر في المدينة وبين المسئولين في القناة ستصل إلي اتفاق يرضي جميع الاطراف، وضروري الناس كلها ستأخذ حقوقها ومستحقاتها ومهما ظل الأمر معلقا أو مؤجلاً أكيد سيخرجون علينا بحلول ونحن العاملين بالقناة من جانبا سنري ما إذا كانت هذه الحلول مناسبة لنا أم لا ونحن في الانتظار ونتابع الأخبار يوماً بيوم.
فيما أوضح مصدر آخر مطلع من داخل القناة رفض ذكر اسمه أن برنامج هاني رمزي قد تم إنتاجه بطريقة المنتج المنفذ..وأن أحد المنتجين قد قام بصرف مبلغ 000،50 دولار أمريكي وأربعة ملايين جنيه مصري مقابل شيكات تسلمها من قناة الحياة وانتج البرنامج واكتشف أن هذه الشيكات بدون رصيد.
فكيف يقال إن ميزانية البرنامج هي إحدي الأزمات المالية في القناة والقناة لم تصرف علي البرنامج أصلاً؟!
من جانبه يقول المخرج مصطفي أيمن المخرج المنفذ لبرنامج «ثلاثي ضوضاء الحياة» طبيعي أن نأتي بضيوف كبار ونجوم لها اسم في البرنامج «عشان يتشاف» وعشان نجيب إعلانات ورعاة، والبرنامج كان بيجيب إعلانات بالفعل لأنه جديد وكوميدي ومختلف عن برامج القناة وقدم نوعاً جديداً عليها وحظي بنسبة مشاهدة عالية وإن شاء الله فور حل الأزمة سندخل لتصوير الموسم الثاني منه..ولا أعتقد ابداً أن إنتاجه وتكاليفه كانت سببا في الأزمة الحاصلة ولا حتي برنامج «هاني هز الجبل» لأنه في النهاية كان جايب إعلانات.. وفي رأيي أن هذه الأزمة هي نتاج تراكم سنوات عديدة سابقة وليست بسبب إنتاج برنامج أو اثنين.
***
تامر أمين: أنا بره الأزمة
من جانبه أكد الإعلامي تامر أمين مقدم برنامج «الحياة اليوم» أن عقده مستمر مع القناة بشكل طبيعي إلا في حالة حدوث ظروف طارئة، موضحا أنه خارج إطار الأزمة التي تمر بها القناة مع مدينة الإنتاج الإعلامي في الآونة الأخيرة.
وأضاف أمين أن القناة وإدارتها هي من تحل مشكلاتها الخاصة مع المدينة أما نحن كمذيعين فخارج السجال الدائر، لافتا إلي أن ظهوره بدأ علي الشاشة في نوفمبر 2015 وتعاقده مع القناة مستمر لمدة ثلاث سنوات، مستبعداً فكرة ما يتردد عن تسبب ميزانيات البرامج في حدوث أزمة داخل القناة، خاصة أن برنامج الحياة اليوم برنامج كبير وله تاريخ طويل واستمر لسنوات البرنامج رقم 1 في مصر.
***
نقيب الإعلاميين حمدي الكنيسي:نحاول التنسيق بين الجهات المختلفة المعنية بحل المشكلة
ولما كان هناك كيان مستقل الآن لطالما سعينا وسعى كثيرون لوجوده هو نقابة الإعلاميين بقيادة الإعلامي الكبير حمدي الكنيسي... فقد توجهنا إليه بالسؤال حول هذه الأزمة التي شردت المئات من العاملين بالمهنة وكيف يمكن للنقابة أن تحميهم وتقف بجوارهم في محنتهم هذه، خاصة أن المشهد قد يتكرر كما يشاع مع قنوات أخري لديها نفس المشاكل المالية المتعثرة في الطريق.
فقال الكنيسي: مبدئيا النقابة وضعت أسساً وشروطاً للالتحاق بها وللحصول علي عضويتها وهي مازالت بعد قيد البحث والدراسة وهي مفتوحة لمهن المذيع - المخرج- المراسل - المعد - المحرر والمترجم وسيدخل فيها المصورون أيضا قريباً - ولما كان القانون مازال في محل البحث والدراسة فرسمياً النقابة ليست طرفاً فيما يحدث للعاملين بقناة الحياة وأزمتهم.. حتي تتمكن بشكل رسمي وقانوني من اتخاذ إجراءات الحماية لهم.. ولكننا من جانبنا نحاول القيام بدور وبشكل ودي في الأزمة بإجراء اتصالات للتنسيق بين القائمين علي قناة الحياة وبين المجلس الأعلي للإعلام ولكن ما يبدو حتي الآن أن الأزمة كبيرة وما يضاعفها موقف مدينة الإنتاج الإعلامي وبالتالي محتاجون لبذل مجهود مضاعف للخروج من الأزمة.