حوار: رشا صموئيل
بدلا من أن تعيش النجمة حورية فرغلي حالة من السعادة الغامرة بردود الأفعال الإيجابية حول نجاح أحدث مسلسلاتها "الحالة ج"؛ وجدناها تكابد بكل مرارة حالة نفسية متردية بعد تلقيها سيلا جارفا من العبارات النابية الجارحة عبر بعض المواقع الإلكترونية التي أطلقت ضدها شائعات ظالمة مغرضة نتيجة لبعض التغييرات التى حدثت مؤخرا فى شكلها .. خاصة منطقة الأنف، دون التحري والبحث عن الحقيقة؛ مما جعلها تغلق على نفسها رافضة التحدث للصحافة أو الإعلام؛ لكنها اختارت أن تخص مجلة "الكواكب" بهذا الحوار لما تحظى به عندها من مكانة خاصة؛ فتحت لنا حورية قلبها وعقلها لتحدثنا في أمور كثيرة، وتفردنا بما حدث معها بالتفصيل، ولتخبرنا بفصول الحقيقة الكاملة ..
يقولون إنك أصبحت مجرد ضحية مسكينة لعملية تجميل فاشلة فبم تعلقين ؟
لقد قالوا أفدح من ذلك ... (شكل حورية فرغلي أصبح قبيحا ... والأجدر بها أن تتوقف عن التمثيل وتجلس منزوية فى بيتها) وأشياء من هذا القبيل، كلمات لا يستطيع بشر أن يتحملها، ثم انفجرت في البكاء لتتمالك نفسها بعد برهة؛ وتردف قائلة: الجميع يتخيلون أن ما حدث لأنفى ناتج عن عملية تجميل فاشلة، وهو كلام عار تماما عن الصحة ... لأنني مازلت شابة فلماذا إذن أقوم بعمليات التجميل؟!! وكيف يقال عما حدث معي إنه تجميل .. وأنا أظهر بالمسلسل مشوهة الوجه؟ كما أن أنفى لم يكن بحاجة لتجميل وكنت راضية عن شكله تماما، ولكن حقيقة الموضوع تكمن في تعرضى لحادث مؤسف، حيث إننى عضو في منتخب مصر للفروسية، وكانت لدينا إحدى البطولات، وقد اعتدت بعد الانتهاء منها أن أتمشى ثاني يوم بحصاني على الأسفلت بخطوات هادئة حيث كنت مطمئنة جدا لحصاني الذي يختال بي بأريحية، وفى مشهد سريع جدا .. رأى الحصان قطتين تتعاركان معا فخاف وجفل ورفع رأسه للأعلى .. فسقطت بوجهى على الأسفلت لأجد الحصان فوقي مما تسبب فى كسر مضاعف في أنفى كما أن ظهري أصيب أيضا بانزلاق غضروفي، ومع ذلك سارعت بالوقوف وركبت الحصان مرة أخرى وأوصلته للإسطبل ثم ذهبت إلى المستشفى واهتمامي منصب على الألم المبرح الذي أشعر به فى ظهري، في المقابل أهملت علاج أنفي تخيلا مني أن الإصابة خفيفة؛ ولكن مع مرور الوقت بدأت أشعر بالآثار التى خلفتها الحادثة.. لأنني لم أعد قادرة على التنفس منه بشكل كامل، ومن هنا قررت الذهاب إلي الطبيب الذي فاجأني بوجود كسر واعوجاج شديد فى الحاجز الأنفي؛ مما ترتب عليه ضرورة القيام بعملية .. ثم قررت السفر إلى دكتور تجميل في (فيينا) ولم أحك له شيئا سوى أن أنفي مكسور، وأعطيت له صورتى قبل الحادثة لأستعيد شكل أنفي كما كان وبالفعل أجريت العملية، ولكن نتيجتها لم تظهر بشكل فوري؛ لأنها تحتاج لعام كامل لتتضح النتيجة بشكل نهائي، إلا أنه بعد عام حدث ما لم أتوقعه، بدأت أشعر بتغير جذري فى شكلي؛ فقد اختفت عظمة الأنف بشكل عجيب مما جعلنى أستنجد بطبيب أنف وأذن صارحني بعد الكشف بأنه تم بالفعل استئصال حاجزي الأنفي والغضاريف ولم يعد في وجهي غير غضروف واحد فقط وقال لي بالنص (الدكتور تسبب بتشويهك)، ثم استطردت في حديثها قائلة: وبعد إدراكي هذه الكارثة سافرت إلى لندن متوجهة إلى أكبر دكتور تجميل ليأخذ عظمة من جمجمتي مجمّلا بها أنفي ولم يكتف بذلك؛ بل وضع معها مسمارا أيضا، وإثر ذلك اشتركت بمسلسل (أمراض نساء) ثم عرض على مسلسل (ساحرة الجنوب) وأثناء قراءتي للسيناريو ظهر عندي خراج داخلي بالأنف، مما جعلنى أعود للطبيب الذي أعطاني مضادا حيويا لثلاثة أسابيع ولكنه لم يأت بنتيجة مما حدا بالطبيب إلى استئصاله جراحيا؛ وعلى صعيد العمل كان من المفترض أن أبدأ بتصوير "ساحرة الجنوب" ولكني اتصلت على الفور بالمخرج وأبلغته بالوضع، والحقيقة أن رد فعله كان محترما وقال لي سننتظر تماثلك للشفاء، وبعد قيامي بالعملية نصحني الطبيب بالاستجمام، وحذرنى من التعرض للهواء الملوث، ولكن لالتزامي بكلمة الشرف التي أعطيتها للمخرج ضربت بكل نصائح الطبيب عرض الحائط، ونزلت لتصوير ساحرة الجنوب حيث فوجئت مع أول يوم تصوير بتعرضي لأجواء ملوثة مما كان له أسوأ الأثر علىّ نتيجة العملية، وذهبت إلى الطبيب ليقرر استئصال العظمة في أسرع وقت قائلا: للأسف المضاد الحيوى لم يكن له مفعول يذكر، و لو لم نستأصل العظمة سيتوغل الصديد حتى يصل إلى المخ مما يشكل خطرا جديدا لا يمكن تداركه، ولكن التزامي بـ"ساحرة الجنوب" اضطرني لأخذ مضاد حيوى 8000 يوميا حتي أستطيع التصوير لـ 12 ساعة متواصلة، وبمجرد انتهائي من التصوير اتصلت بوالدي فى لندن حيث يعمل طبيبا جراحا هناك ليساعدني، وبالفعل سافرت له وتواصلنا مع طبيب جراح أصر على استئصال العظمة والمسمار وقال لى بالنص (من المستحيل عمل أى تجميل لأنفك مرة أخرى قبل انقضاء عام كامل)ثم عدت إلى مصر لاستئناف تصوير ساحرة الجنوب وأثناء التصوير كنت أحتضر ... وهنا أخص بالشكر الأستاذ أحمد جبر مدير التصوير المحترف الذي لم يظهر الفرق فى شكلي بين الجزأين الأول والثاني، إلا أنني بعد انتهاء التصوير بدأت أشعر مع الوقت بفقدان حاستي الشم والتذوق وكنت أتنفس من فمي فقط، مما أفقدني الكثير من وزني، وفي هذه الأثناء اقترحت عليّ إحدى زميلاتي الذهاب إلى الدكتور أحمد نجم طبيب أنف وأذن، ودكتور ياسر البدوى طبيب تجميل أنف، حيث قال لى الأخير سأغامر ... وبالفعل أجريت العملية على يديه فى ديسمبر الماضي، واستغرقت 7 ساعات كاملة ... توقف قلبي خلالها 4 دقائق ونصف، والحمد لله قمت بالسلامة، ولكن الطبيب نصحنى بعدم التعرض للهواء لمدة ثلاثة أشهر، لكي تأتي العملية بأفضل النتائج، ولكن شركة الإنتاج mbcقررت بدء تصوير(الحالة ج) في شهر يناير الماضي أي قبل انقضاء فترة النقاهة، وبالتالي ضغطت على نفسي فى التصوير مرة أخرى لكي يظهر العمل للنور فى شهر رمضان، وعلى كل حال أنا مازلت في فترة متابعة مع الطبيب المصري الذى قام بالعملية مؤخرا وأشعر بتحسن ملحوظ، يكفي أننى عدت للتنفس وتذوق الطعام من جديد إضافة إلى أن صوتي فى تحسن مستمر، وأنا راضية بنسب التقدم التى وصلت إليها، ولكن يدور في ذهني أن الله قدر لي مثل هذه الحادثة؛ لكى لا أستكمل مشواري التمثيلي ... ربما !! وأيضا ما لا يعرفه الناس أننى أمر بتجربة أشد قسوة من حادثة أنفي، فأنا على وشك استئصال الرحم وقاية من مرض السرطان الذى نتوارثه أنا وشقيقاتي عن جدتي رحمها الله، وللأسف شقيقتي الصغرى استأصلته العام الماضي.
ومن الذي تلومينه على كل ذلك؟
أجابت دون تردد .. الصحافة، لأنها تتحدث عني بافتراءات كثيرة طيلة الوقت، وجعلت منى مادة دسمة للسخرية الدائمة سواء على المواقع، أم علي صفحات الجرائد فقد تداولت عبارات قاسية جدا مثل (حورية أصبحت مسخا والأفضل لها أن تعتزل) والأقسى من ذلك بكثير بالفعل أنني أصبحت أعاني حروبا خارجية من الصحافة، وداخلية مع الوسط الفني، ولذلك فأنا من خلالكم أسألهم (هل أضايقكم فى شىء؟) وفى النهاية لن يسعني سوى أن أقول حسبي الله ونعم الوكيل فى كل من ظلمني.
ماذا تقصدين بالحروب الداخلية مع الوسط الفنى؟
أقصد مشكلتي مع قناة (MBC) -ثم تساءلت متعجبة- كيف أكون أنا "ساحرة الجنوب" وأطرد من هذه القناة دون كلمة شكر واحدة؟!، وأنا أقول هذا .. لأن إدارتها فاجأتني بالاعتذار عن الجزأين الثالث والرابع من المسلسل دون إبداء أية أسباب مقنعة، على الرغم من وجود عقد رسمي معي، متعللين بصدور فتوى لأحد المفتين تحرم المسلسل لترويجه لعالم الجن والسحر والشعوذة.. وبناء عليه تقرر إيقاف تصوير الجزأين الجديدين لتهاتفني الشركة المنتجة منذ شهر تقريبا مبدية رغبتها في فسخ العقد، وبعد استشارة محامي الخاص تبين أن هناك شرطا مفاده: أنه لو أخلت البطلة بالاتفاق وقررت الانسحاب من الجزأين الثالث والرابع تدفع غرامة مقدارها 10 ملايين جنيه، وبنداً آخر ينص على أنه إذا أخلت الشركة المنتجة بهذا العقد عليها أن تدفع قيمة العقد كاملة للبطلة مما جعلنى أستنتج أن قصة المفتى ضرب من الخيال لأنها لو كانت حقيقية فلماذا تم عرض ساحرة الجنوب للمرة الثانية ؟! ثم استطردت كلامها قائلة: على العموم التطويل لم يكن فى صالح العمل لأن نهاية الجزء الثانى كانت مقنعة ، ولكن السؤال الأهم .. من الذي يسعى للوقيعة بينى وبين شركة MBC؟ وماذا قال؟ وأنا هنا لا أطلق الكلام على عواهنه ... لأن مخرج العمل الأستاذ أكرم فريد لم يقل لي حتى كلمة مبروك، والذي زاد من اندهاشي إقامته لحفل دعا إليه فريق العمل بأكمله بمناسبة النجاح الساحق الذى حققه المسلسل؛ دون دعوة الساحرة نفسها.. لماذا لا أعلم؟!
تعد "ساحرة الجنوب" خطوة فارقة لك نحو النجومية .. ماذا تقولين عنها؟
تجربة رائعة للمؤلفة المتميزة سماح الحريرى التى منحتني فرصة عمري ، لأن شخصية "روح" جعلتني أتخلى عن حورية الأنثى لأبرز حورية الممثلة، فقد أظهرت إمكانياتى التمثيلية التى فاجأتنى أنا شخصيا من خلال 60 حلقة وحقق العمل بالفعل أكبر نسبة مشاهدة فى تاريخ الدراما، ثم استكملت حديثها بفخر قائلة: لا يمكن لأحد أن يتخيل ما بذلته من مجهود كي أصل بساحرة الجنوب إلى هذا النجاح الذي أحرزته، لقد قرأت كتبا كثيرة عن السحر، وسافرت للمغرب وجلست إلى مختصصين، كما جمعتنى علاقة خاصة بدكتورة فلك ونجوم وهي التي أخبرتني متى يكون الإنسان ممسوسا، - ثم استكملت مازحة - يعنى (أنا ممكن حاليا أحضر لك عفريت .. إذا حبيتِ).
وماذا عن أحدث أعمالك "الحالة ج"؟
أنا راضية جدا عن هذا المسلسل، وأرى أنه حظي بمشاهدة متميزة بين مسلسلات رمضان، ولكن يؤخذ عليه أنه لم يظهر على الشاشة بنفس قوة السيناريو الذي قرأته، وبالمناسبة شخصيتى فيه قريبة جدا من شخصيتي الحقيقية، حيث إنني أمتلك قدرة هائلة على تحمل الصعاب والمتاعب، ولكني في النهاية أنفجر، وما لا يعرفه الكثيرون أنه حدث تلاعب بالسيناريو عند بدء التصوير، وأضيفت إليه شخصيات لم تكن موجودة منذ البداية، لأسماء غير معروفة أخذت أدوارا ومساحات كبيرة، كما يقال من «الجلدة للجلدة»، حيث تدخل المخرج للأسف الشديد وغير بالسيناريو، ولكن من ناحية أخرى ... لا أنكر سعادتي الكبيرة بالتمثيل أمام النجم المتميز أحمد زاهر لأنه كان يمدنى بطاقة إيجابية طوال فترة التصوير.
بعد كل تلك النجاحات .. هل أصبحت تصرين علي البطولة المطلقة؟
أبدا ... لأن البطولة المطلقة لا تغرينى بقدر الدور الجيد، وأكثر ما يهمني القصة المؤثرة حتى ولو مع مخرج مبتدىء، ولكن من أولوياتى بالفعل في أي عمل سواء أكان سينمائيا أم تليفزيونيا أن يكون فريق العمل على قلب رجل واحد وذا حرفية عالية، كل في تخصصه .. كى يظهر العمل فى أبهى صورة ممكنة.
وما السر فى الأداء المتميز والمختلف لحورية فرغلى مع كل دور تقوم به؟
الاجتهاد والمذاكرة والعمل على نفسي بشكل دائم.
كيف ترين السينما الآن؟
الحقيقة قبل الثورة كانت لدي قرون استشعار بنسبة نجاح الفيلم ولكن بعد الثورة حدث تحول مفاجئ لأن الجمهور أصبح يميل للسينما الكوميدية والرومانسية.
وما الجديد الذي تقدمينه؟
سيعرض لى بعد العيد مباشرة فيلم (طلق صناعي) ودوري فيه جديد وكوميدي، وقد استغرق تصويره عاما كاملا، وكان يرافقني طوال الوقت طبيب نساء لكي يصل بي للأداء المقنع فأنا لا أمتلك أي خبرة فى هذا الأمر لأنني لم أتزوج بعد، وأنا سعيدة جدا بهذا الفيلم الذى أتوقع له النجاح الكبير، حيث يضم فريق عمل محترماً على رأسه ماجد الكدوانى ومي كساب إخراج خالد دياب، كما أنني على وشك الدخول فى مسلسل قوى جدا العام القادم ولكنه يحتاج لإنتاج قوى لعلاقته المتشابكة بعالم الخيول والفروسية.
حصدت من قبل لقب "ملكة جمال" فهل كان الجمال معبرك الرئيسي للنجومية؟
حصولى على هذا اللقب كان في عام 2002 وبدايتي فى التمثيل جاءت في 2010 أي أنها بعيدة تماما، ولكن الباب الرئيسى لدخولى التمثيل كان عبر المخرج الكبير يوسف شاهين الذي قابلته أثناء مونتاج فيلم "هي فوضى" ووقتها شجعنى ونصحنى بكورسات تمثيل، وبعدها مباشرة عرض علي تلميذه الأستاذ خالد يوسف دورا في فيلم "كلمني شكرا"، ومن هنا بدأت أولى خطواتي، وعن النجومية. وتستكمل حديثها قائلة: الاجتهاد هو الذي وضعني في مصاف النجوم، وأنا لم آخذ إجازة منذ عام 2010 وقد وصلت أعمالي لـ 38 عملا خلال 7 سنوات أي أنني (وصلت للنجومية بالدراع).
يقال إن العلاقات الاجتماعية تساهم بنسبة كبيرة فى النجومية فما تعليقك؟
للأسف أنا لا أتمتع بأي علاقات داخل الوسط الفني، لدرجة أنني عندما قابلت الأستاذ وحيد حامد سألته (انت بشتغل إيه؟) إضافة إلى أننى أذهب إلى العمل، وبعد انتهاء التصوير مباشرة أنصرف سريعا تجنبا لإزعاج أو مضايقة أي شخص، وما لا يعرفه الناس عني أنني أعيش بمفردي بالمنزل ولا يؤنس وحدتي سوى بعض السلاحف و7 كلاب، ولكونى رياضية منذ الصغر اعتدت على النوم في تمام الساعة 9 مساء والاستيقاظ 6 صباحا أي أنني لا أجيد السهرات الفنية التي تساعد فى تكوين علاقات داخل الوسط الفني.