نجحت ثورة 30 يونيو 2013 في إنقاذ البلاد من حالة الفوضى والأزمات التي كانت تحيط بالمصريين من كل جانب، لتبدأ مرحلة جديدة من العمل والبناء في كل القطاعات والسير بخطى ثابتة تجاه الجمهورية الجديدة، من خلال مشروعات تنموية عملاقة طالت كل شبر في أرض مصر، بهدف حياة أفضل للمواطنين وتحسين مستوى الخدمات المقدمة لهم.

وكان قطاع الصحة على رأس القطاعات التي أولتها الدولة اهتمامًا كبيرًا خلال السنوات الماضية، وشهدت البلاد خلال الـ8 سنوات الماضية منذ تولي الرئيس عبد الفتاح السيسي، المسئولية انطلاقة كبيرة في تطوير قطاع الصحة، من خلال مجموعة من المشروعات والمبادرات التي عملت على تحسين مستوى صحة المصريين والخدمات المقدمة لهم.

بالأرقام ماذا تحقق في قطاع الصحة؟

وجهت الدولة المصرية من الموازنة العامة نحو 572 مليار جنيه للإنفاق الحكومي على قطاع الصحة، خلال الثمان سنوات السابقة (14/2015-21/2022)، بمعدل نمو بلغ 285% مقارنةً بالسنوات الثمان التي سبقتها (06/2007- 13/2014)، وارتفع الإنفاق الحكومي السنوي المُوجه للقطاع من 31 مليار جنيه عام 13/2014، إلى 109 مليار جنيه عام 21/2022 بمعدل نمو بلغ 252 %.

ووفقا لما أعلنته وزارة التخطيط فإن الاستثمار العام المُوجه لقطاع الصحة خلال ذات الفترة تجاوز 132 مليار جنيه وبمعدل نمو بلغ 450%، وارتفع الاستثمار العام السنوي المُوجه للقطاع من 3.7 مليار جنيه عام 13/2014 إلى 54 مليار جنيه عام 21/2022 وبمعدل نمو تجاوز 1360%.

خطة 2022-2023

تستهدف خطة العام المالي الجديد 2022- 2023 توجيه استثمارات عامة بقيمة 45.9 مليار جنيه، لتنفيذ عديدٍ من المبادرات والمشروعات التنموية الرامية لتطوير وتحسين الخدمات الصحية، تأكيدًا لحرص القيادة السياسية على الاهتمام بالرعاية الصحية للمواطنين واعتبارها الركيزة الأساسية لبناء الإنسان.

التأمين الصحي الشامل

وكان مشروع التأمين الصحي الشامل من أبرز ما تحقق في قطاع الصحة، وبدأ تطبيق المرحلة الأولى من منظومة التأمين الصحي الشامل في 5 محافظات، بعدد مستفيدين يبلغ 6.1 مليون مواطن يشكلون نسبة 6% من سكان مصر.

وقد تم تقديم أكثر من 11 مليون خدمة طبية وعلاجية لمنتفعي التأمين الصحي الشامل، وبلغ عدد العمليات الجراحية التي تم تنفيذها 175 ألف عملية، وتم التعامل مع أكثر من 75 ألف حالة طوارئ، مُبادرة "100 مليون صحة": نتج عنها فحص 60 مليون مواطن.

مبادرات الصحة

وخلال السنوات الثمانية الماضية تم إطلاق عدد من المبادرات المهمة لتحسين مستوى صحة المصريين والنهوض بالخدمات المقدمة لهم، منها مُبادرة "القضاء على قوائم الانتظار" حيث تم إنهاء أكثر من 1.3 مليون حالة انتظار وإجراء عمليات جراحية في تخصصات دقيقة مثل المخ والأعصاب والقلب، وبلغت تكلفة العملية الواحدة ما بين 100-400 ألف جنيه.

وكذلك مُبادرة "دعم صحة المرأة": نتج عنها فحص 23.2 مليون سيدة، حيث تم ربط البرنامج في جميع المنشآت التي تقدم خدمات فحص أورام السيدات، سواءً بوزارة الصحة أو الجامعات أو جهات المجتمع المدني مثل مستشفى بهية وشفاء الأورمان، في شبكة معلومات واحدة؛ لضمان تقديم أفضل خدمة علاجية، وقد نجحت المبادرة في تقديم الخدمات الصحية لأكثر من 16 مليون سيدة أقبلن على المبادرة خلال عامين، وعلاج كل السيدات التي أثبت إصابتهن بأورام فى مراكز معالجة الأورام التابعة لوزارة الصحة بالمجان.

ومُبادرة "القضاء على فيروس سي": نتج عنها فحص 70 مليون مواطن وعلاج 2.2 مليون مصاب بفيروس سي بنسبة شفاء أكثر من 95%، وقد تقدمت مصر بشكل رسمي لمنظمة الصحة العالمية بإعلان مصر خالية من فيروس سي، بعد أن كان نسبة المصابين تقدر في مصر بنحو 14%، بجانب ذلك حققت مصر تقدمًا كبيرًا فيما يتعلق بإنتاج أدوية علاج فيروس سي، الأمر الذي نتج عنه انخفاض تكلفة العلاج من 64 ألف دولار لكل مريض عام 2013، إلى 100 دولار حاليًا، وساعد ذلك في توفير أكثر من 2.5 مليار دولار في عملية استيراد الأدوية.

بالإضافة إلى مُبادرة "صحة الأم والجنين": تم من خلالها فحص 1.4 مليون سيدة حامل،

وكذلك مُبادرة "الكشف عن أمراض سوء التغذية بين الطلاب": نتج عنها فحص 36 مليون طالب، إلى جانب المشروع القومي لتجميع وتصنيع مشتقات البلازما: تم الانتهاء من تجهيزات 6 مراكز (العجوزة، العباسية، دار السلام، طنطا، الإسكندرية، المنيا)، وجار تنفيذ 4 مراكز أخرى (دمياط، سوهاج، المنوفية، الإسماعيلية). لتأمين الاحتياجات من مشتقات البلازما.

إنتاج الأدوية

وكذلك أولت أهميةً كبرى لتوفير صناعة وطنية قادرة على تلبية احتياجات السوق المحلية من الأدوية، ومن بين أهم المشروعات في هذا المجال افتتاح المرحلة الأولى من مدينة الدواء المصرية "جيبتو فارما" في مايو 2021، وهي أول مدينة لإنتاج الدواء في مصر، وتقام على مساحة 180 ألف كم2، وتضم 15 خط إنتاجي بطاقة 150 مليون عبوة سنوياً، وقد تم بالفعل إنتاج 10 مستحضرات علاجية.

كما تم حوكمة منظومة "مشتريات الدواء" بإنشاء هيئة الشراء الموحد والإمداد والتموين الطبي، ونتج عنها خفض تكلفة الأدوية ما بين 30-50%، ونتج عن هذه الجهود، تحقيق الاكتفاء الذاتي من إنتاج الدواء بنسبة 93% مقارنةً بنسبة كانت تقل عن 70%.

التعامل مع جائحة كورونا

وفي ظل انتشار جائحة كورونا، عملت الدولة على اتخاذ كافة الإجراءات للتعامل مع الجائحة منها تجهيز مستشفيات العزل والتي كان أولها مستشفى النجيلة في مطروح وتوسعت لتصل إلى كل المحافظات، ثم افتتح الرئيس السيسي مستشفيات القوات المسلحة للعزل الصحي، وعدد من المستشفيات الميدانية التي تم تجهيزها طبقًا للمعايير العالمية في يونيو 2020.

حيث تم الانتهاء من إنشاء أكبر مستشفيات للعزل الصحي ومستشفيات ميدانية طبقًا للمعايير العالمية، وقد تم تجهيز المستشفيات وسط بيئة حضارية تحقق الخصوصية وتضمن الرعاية الصحية كركيزة أساسية لتنفيذ خطة الدولة لمجابهة خطر فيروس كورونا المستجد والمساهمة في تقديم خدمة طبية مميزة للمواطنين لمنع الاحتكار واستغلال الموقف.

وضمت المستشفيات 4 قاعات صُمِّمت لإنشاء 4 مستشفيات عزل بطاقة إجمالية للأسرة تصل إلى 4000 سرير موزعة على النحو التالي أربع قاعات عزل بطاقة 750 سريرًا بإجمالي 3000 سرير عزل، وخمسة مستشفيات منها ثلاثة مستشفيات ميدانية، ومستشفيان للعزل بطاقة أسرة 1000 سرير إقامة، وصُمِّمت كل وحدة عزل منفصلة مع وجود ستارة أمامية لتحقيق الخصوصية للسيدات.

المركز المتكامل لتجميع البلازما

وكذلك مشروع المركز المتكامل لتجميع البلازما، والذي افتتح في أكتوبر 2021، في إطار مبادرة الاكتفاء الذاتي من أدوية ومشتقات البلازما، وفي إطار توجه الدولة المصرية للوصول إلى أعلى المعايير في المنظومة الطبية المتكاملة ‏لمختلف التخصصات والمجالات الطبية بما يسهم في تقديم رعاية صحية لائقة بالمواطن المصري‏‏، والعمل على دعم وتطوير المنظومة الطبية.

حيث يعمل المركز وفقًا لأحدث ما وصل ‏إليه العلم  في المجالات الطبية المتطورة، وهو أول مركز متكامل في أفريقيا والشرق الأوسط ‏لتجميع البلازما والذي تم إنشاءه في مدينة السادس من أكتوبر، كما يعد المركز طفرة طبية راقية على أرض ‏مصر، وهو مجمعًا متكاملًا يشمل مركزًا للتبرع بالبلازما، ومختبرًا ‏معمليًا لاختبار عينات البلازما بالإضافة إلى مركز تدريب وتطوير.

ويهدف المركز لدعم ‏نظام الرعاية الصحية في مصر؛ من خلال إنشاء 20 مركزًا للتبرع بالبلازما بالتزامن مع إنشاء ‏مصنع لإنتاج أدوية مشتقات البلازما ومعمل ومخزن مركزي للبلازما، وفقًا لأحدث النظم العالمية؛ لتحقيق الاكتفاء الذاتي للأدوية المشتقة من البلازما.