أكدت وزيرة البيئة الدكتورة ياسمين فؤاد ، أن الدورة السابعة والعشرين لمؤتمر أطراف اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية لتغير المناخ (COP27)، والمقرر إقامتها في نوفمبر المقبل بشرم الشيخ، ستكون لحظة حاسمة في إظهار الالتزام والطموح الذي تم التعهد به في مؤتمر التنوع البيولوجي عام 2018، والتأكيد على ضرورة الخروج بإطار عمل خارطة طريق التنوع البيولوجي لما بعد 2020، من مؤتمر مونتريال للتنوع البيولوجي (COP 15) ديسمبر المقبل وتقديم عملية شاملة لصون الموارد الطبيعية للعالم في ظل مناخ يتغير.
جاء ذلك خلال مشاركة وزيرة البيئة في جلسة هدف التنمية المستدامة 14، وإطار العمل العالمي للتنوع البيولوجي "الطريق من لشبونة إلى مونتريال COP15 وما بعده"، على هامش مشاركتها في مؤتمر الأمم المتحدة المعني بالمحطات 2022 بلشبونة، والذي تستضيفه حكومتا كينيا والبرتغال خلال الفترة من 27 يونيو إلى 1 يوليو 2022 تحت شعار "أنقذوا محيطاتنا، واحموا مستقبلنا"، حيث شاركت في الجلسة بوصفها الرئيس السابق لمؤتمر التنوع البيولوجي (COP14)، لمناقشة جهود مصر في الإعداد لمسودة إطار عمل التنوع البيولوجي لما بعد 2020، والروابط بين الهدف 14 من أهداف التنمية المستدامة وإطار ما بعد عام 2020، وأهمية الوصول إلى إطار عمل طموح يشمل التزامات نحو المحيطات وتحقيق الهدف 14 من أهداف التنمية المستدامة.
وقالت فؤاد إن جائحة كورونا أظهرت للعالم حقيقة ما تحدثت عنه مصر خلال رئاستها لمؤتمر التنوع البيولوجي (COP14) في 2018، حول التأثير الواضح لأنشطة الإنسان على النظام البيئي وما يقدمه خدمات للبشرية، حيث حرصنا في بداية انعقاد المؤتمر على تعريف العامة بأهمية التنوع البيولوجي الذي يقدم المأوى والغذاء والمياه، ثم أتت الجائحة لتثبت أن الممارسات التي تتم حول العالم أثرت بشكل واضح على النظام البيئي والتنوع البيولوجي والطريقة التي نستطيع أن نؤمن بها المأوى والغذاء والمياه لمجتمعاتنا.
وأضافت الوزيرة، خلال الجلسة ، أن رحلة مصر في رئاسة مؤتمر التنوع البيولوجي COP14 لم تكن سهلة، حيث بدأ العمل من الصفر على مسودة إطار عمل التنوع البيولوجي لما بعد 2020، مع صعوبة التقاء المفاوضين والعلماء لوضع أبحاثهم وآخر ما توصلوا إليه على مائدة التفاوض في ظل الظروف التي فرضتها جائحة كورونا، لكن مع روح التحدي والتكاتف بين الجميع من رئاسة المؤتمر وسكرتارية الاتفاقية وكل فرد وعالم استطعنا التغلب على تلك المحنة، واستكمال العمل على مسودة إطار العمل ورفع الطموح للاتفاق على هدف واقعي قابل للتنفيذ ولديه آلية تمويلية للتنفيذ، والتأكيد على دور التكنولوجيا والتطور العلمي في خدمة التنوع البيولوجي والمساعدة على إيجاد أفضل الطرق لصون الموارد الطبيعية، وتقييم رأس المال الطبيعي.
وأشارت فؤاد إلى أن مصر خلال رئاستها لمؤتمر التنوع البيولوجي (COP14) كانت طموحة في دمج حقيقي للرابطة بين تغير المناخ والتنوع البيولوجي، فبعد عام 1992 عندما وافق العالم على اتفاقيات ريو الثلاث (التنوع البيولوجي وتغير المناخ والتصحر) تم العمل على كل منهم على حدة ولم تحقق كثير من أهدافها، مما دعا للنظر لأهمية الربط بينهم مرة أخرى.
ودعت وزيرة البيئة إلى العمل الجماعي من لشبونة حتى شرم الشيخ ثم مونتريال، للوصول في مؤتمر شرم الشيخ للمناخ COP27، باعتباره مؤتمرا تنفيذيا، إلى تحقيق هدف الحفاظ على مستوى ارتفاع درجة حرارة الأرض عند 1.5 درجة، والهدف العالمي للتكيف واستدامة نوعية الحياة لكل المجتمعات المتأثرة بتغير المناخ، حيث سيحرص مؤتمر المناخ COP27 على وضع الطبيعة والتنوع البيولوجي في قلب مناقشات المناخ، وسيتم تخصيص يوم كامل للتنوع البيولوجي في ظل الحاجة الملحة لتنفيذ فعلي على أرض الواقع والبناء على نجاحات مؤتمر جلاسكو للمناخ COP26 في هذا الشأن، مع العمل على نتائج مؤتمر الأمم المتحدة للمحيطات.
وتستضيف مدينة شرم الشيخ الدورة السابعة والعشرين لمؤتمر أطراف اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية لتغير المناخ (COP27)، في نوفمبر المقبل.