تعيد ذكرى ثورة 30 يونيو 2013 إلى الأذهان الجرائم التي ارتكبتها جماعة الإخوان الإرهابية في حق الدولة وقاطنيها، والتحول الجذري الذي شهده المجتمع منذ تولي الرئيس عبد الفتاح السيسي مقاليد الحكم، فشهدت التسع سنوات الأخيرة اهتمامًا شمل كل القطاعات والمجالات.
ثورة 30 يونيو
وعملت الدولة المصرية عقب ثورة 30 يونيو، على ترسيخ ومراجعة كل التشريعات والقوانين التي تساهم في تعزيز حقوق الإنسان وضمان حقه في حياة كريمة، بوجه عام وعلى الأخص لمحدودي الدخل، والسعي للقضاء على كافة العقبات التي كانت تمس حقوقهم، إذ انعكست الثورة إيجابيا على حياة المواطنين بشكل عام من خلال توفير أبرز الاحتياجات الأساسية للمواطن المصري الذي عانى لسنوات طويلة من الفقر والحرمان، فوضعت الدولة عام 2014 خطة حكيمة لإنهاء الأزمات المزمنة التي كان يعاني منها الشعب.
وذكر خبراء، في الذكرى التاسعة لثورة 30 يونيو، أن تحسين حياة المواطن جاء على رأس أولويات القيادة السياسية وهو ما ظهر جليًا، من خلال زيادة الحد الأدنى للأجور وزيادة المعاشات والتي كانت آخر زيادة لها أبريل الماضي؛ ما يدعم توفير الحياة الكريمة لقاطني الدولة في جميع الأنحاء، بالإضافة إلى أن المرأة المصرية شهدت في عهد الرئيس السيسي اهتمامًا غير مسبوق، إذ ظهرت لأول مرة في مجلسي النواب والشيوخ، وتمكنت من تقلد العديد من المناصب التي لم تستطع الوصول إليها من قبل، كما تم إطلاق العديد من المبادرات لدعم صحة المرأة.
إنقاذ الشعب من براثن الفقر
في هذا السياق، قال النائب خالد أبو الوفا، عضو مجلس الشيوخ، إن ثورة 30 يونيو 2013، ألقت بروافدها الإيجابية على كل القطاعات بالدولة، فكانت بمثابة التحرر من الفقر والحرمان الذي عانى منه المواطنون لسنوات.
وأوضح أبو الوفا، في تصريحات خاصة لـ «دار الهلال»، أن الدولة منذ عام 2014 تمكنت من وضع خطة حكيمة لإنهاء كل الأزمات التي عانت منها، وإنقاذ الشعب من براثن الفقر، من خلال الاهتمام بمشروعات الإسكان الاجتماعي، خاصًة لمحدودي الدخل، والعمل على القضاء على المناطق غير الآمنة والعشوائيات، بالإضافة إلى إطلاق المبادرات الرئاسية لدعم المواطن وتوفير جميع الخدمات الأساسية له، مثل: «مبادرة القضاء على طوابير الانتظار – القضاء على فيروس سي – 100 مليون صحة – حياة كريمة – كلنا واحد وغيرها»، فضلًا عن تطبيق العدالة الاجتماعية، من خلال توفير مسكن آمن وتوصيل المياه الصالحة للشرب وتطوير الطرق والبنية التحتية، وإنشاء المدارس والمجمعات الخدمية.
وأكد أن دعم محدودي الدخل وتوفير القروض لهم بفوائد ميسرة؛ لإنشاء مشروعهم الخاص كانت أحد أهم الخطوات لدعم المواطنين، والمساهمة في تحسين مستواهم الاجتماعي والاقتصادي، بالإضافة إلى توفير برامج الحماية الاجتماعية، وإطلاق العديد من المشروعات القومية التي انعكست إيجابيًا على تقليل نسب البطالة وإشراك المواطنين في نهضة بلدهم.
وتابع عضو مجلس الشيوخ: «تحسين حياة المواطن جاء على رأس أولويات القيادة السياسية وهو ما ظهر جليًا، من خلال زيادة الحد الأدنى للأجور وزيادة المعاشات والتي كانت آخر زيادة لها أبريل الماضي؛ ما يدعم توفير الحياة الكريمة لقاطني الدولة في جميع الأنحاء».
واستطرد خالد أبو الوفا: «نهضة الدولة المصرية عقب ثورة 30 يونيو ارتكزت على 5 عوامل أساسية: التنمية الاقتصادية والصحية والاجتماعية والقانونية والتشريعية، إذ عملت الدولة على مراجعة كافة التشريعات والقوانين لجعلها تسهم في تعزيز حقوق الإنسان وضمان حقه في حياة كريمة، بوجه عام وعلى الأخص لمحدودي الدخل، والسعي للقضاء على كل العقبات التي كانت تمس بحقوقهم».
العمالة المصرية بعد ثورة 30 يونيو
وفي سياق متصل، قال النائب عبد الفتاح يحيى، عضو لجنة القوى العاملة بمجلس النواب، إن العمالة المصرية شهدت اهتمامًا غير مسبوق منذ ثورة 30 يونيو 2013 وحتى الآن، إذ تم إجراء تحولات جذرية في حياة العامل المصري، وتمكن من الحصول على قدر كبير من حقوقه، وتوفير الأمن الوظيفي له وحمايته من بطش أصحاب العمل.
وأوضح عبد الفتاح في تصريحات خاصة لـ «دار الهلال»، أن العامل المصري كان على رأس اهتمامات الدولة للنهوض بالمجتمع المصري، فهو عماد المجتمع القادر على المساهمة في نهضته، ومن ثم سعت الدولة للاهتمام به من خلال إتاحة فرص عمل والسعي لتقليل نسبة البطالة، من خلال المشروعات القومية التي تم إطلاقها، إذ أتاحت مدينة العالمين فقط نحو 260 ألف فرصة عمل، ما ساهم في استقرار جزء كبير من العمالة المصرية، بالإضافة إلى تمكن الرئيس عبد الفتاح السيسي، من توفير بيئة اقتصادية متقدمة، حاضنة للاستثمارات؛ مما دعم خدمة ذلك الملف بتوفير فرص عمل.
وأشاد بما توليه القيادة السياسية من اهتمام للعمالة المصرية، من خلال توفير الحماية الاجتماعية للعاملين، وتدشين العديد من المبادرات القومية التي تخدم العمال بمصر، وتدعم صحتهم، مثل المبادرة القومية للقضاء على فيروس سي، والقضاء على طوابير الانتظار، بالإضافة إلى زيادة الحد الأدنى من الأجور، وزيادة بالمعاشات؛ مما يساهم في خلق حياة كريمة للطبقة العاملة، والمحافظة على حقوقهم، مؤكدًا أن المعاشات في عهد الرئيس السيسي حظيت باهتمام كبير، وأصبحت هيئة مستقلة، تعمل على تضييق الفجوة بين ما يتقاضاه العامل، وبين المعاش الشهري.
ونوه عضو لجنة القوى العاملة بمجلس النواب إلى أن اهتمام الدولة بالعمال تبلور أيضًا من خلال السعي لوضع قانون عمل ينظم العلاقة بين أصحاب العمل والعمال، ويحقق التوازن بينهما، إذ يضمن لكل منهما حقوقه ويلزمه بواجباته، ومن ثم يكون قادرًا على ضمان الأمن والاستقرار الوظيفي، وتحقيق الرضا لدى كل من العامل، وصاحب العمل.
وأضاف عبد الفتاح: «ثورة 30 يونيو من أهم الثورات في تاريخ مصر، والتي كان لها مردودًا كبيرًا على تحسن الظروف المعيشية، والمساهمة في استقرار مصر في ظل التوترات السياسية، والأمنية وقتها؛ مما جعل مصر نموذج يحتذى به».
استعادة مصر مكانتها
ومن جانبها، قالت الدكتورة سامية خضر، أستاذ علم الاجتماع بجامعة عين شمس، إن الفارق كبير وواضح للجميع ما بين أحوال المجتمع المصري قبل ثورة 30 يونيو، وما حدث بعدها من استعادة مصر مكانتها وظهورها بقوة مرة آخرى، منوهة بأن الثورة قادت مصر نحو العدالة وحققت الكثير من التنمية والتنوير.
وأوضحت خضر، في تصريحات خاصة لـ «دار الهلال»، أن مصر قبل ثورة 30 يونيو كانت غير صالحة للعيش في ظل الحكم الغاشم لجماعة الإخوان وسيطرتهم على الدولة؛ مما جعل المواطنين غير قادرين على العيش في ظل تلك الأجواء.
وأكدت أن الأحوال تغيرت تمامًا عقب ثورة 30 يونيو إذ جاء الرئيس عبد الفتاح السيسي لينتشل مصر من تلك الجماعة ويعمل على استعادة الدولة مكانتها ونفوذها بين الدول، مشيرًة إلى أن ذلك التحول تم من خلال الاهتمام بكافة القطاعات وإحداث نهضة مجتمعية شاملة، فظهرت لأول مرة مبادرات مجانية تدعم حقوق المواطن في الحياة الكريمة، مثل حملة الكشف المبكر عن سرطان الثدي وفيروس سي، وحملة 100 مليون صحة.
ونوهت أستاذ علم الاجتماع بأن النهوض بالدولة شمل أيضًا تطوير البنية التحتية والمرافق العامة والمدارس، والنهوض بمنظومة الكهرباء والطاقة؛ لتجنب الانقطاع المتكرر في الكهرباء والذي عانى الشعب منه خلال فترة الحكم الغاشم، بالإضافة إلى تطوير منظومة الطرق والكباري والمناطق العشوائية وغير الآمنة، والعمل على تقليل نسبة البطالة في المجتمع.
وأكدت أن المرأة المصرية شهدت في عهد الرئيس السيسي اهتمامًا غير مسبوق، إذ ظهرت لأول مرة في مجلسي النواب والشيوخ، وتمكنت من تقلد العديد من المناصب التي لم تستطع الوصول إليها من قبل، كما تم إطلاق العديد من المبادرات لدعم صحة المرأة.
وأَضافت خضر: «الرئيس السيسي اهتم في المقام الأول بكيفية القضاء على البطالة فهى النواة لأي فعل إجرامي، بالإضافة إلى السعي لتطبيق مفهوم الضمان الاجتماعي ونشر الوعي والثقافة والقيم الأخلاقية بين المواطنين».