تعد المشروعات الجديدة التي افتتحها الرئيس عبد الفتاح السيسي اليوم في قطاع النقل بمثابة نقلة نوعية حضارية جديدة في مستوى النقل العام الجماعي، حيث تسهم في توفير زمن الانتقال وزيادة كفاءته من خلال توفير وسائل أكثر أمانا ورفاهية للمواطنين بعيدا عن التكدس والزحام بجانب ربط إقليم القاهرة الكبرى بشبكة جديدة تضم أنواعا مختلفة من وسائل النقل، حسبما أكد خبراء في قطاع النقل.

وافتتح الرئيس السيسي اليوم مشروع القطار الكهربائي الخفيف ومحطة عدلي منصور التبادلية المركزية والمرحلة الثالثة من الخط الثالث لمترو الأنفاق، حيث تعد محطة عدلي منصور هي الأضخم في الشرق الأوسط، وتضم كافة وسائل النقل العام حيث إنها ترتبط مع الخط الثالث لمترو الأنفاق وهي أيضا بداية مشروع القطار الكهربائي الخفيف.

 

نقلة نوعية حضارية

وفي هذا السياق، قال الدكتور حسن مهدي، أستاذ النقل بجامعة عين شمس، إن المشروعات الجديدة التي افتتحها الرئيس عبد الفتاح السيسي اليوم في قطاع النقل التي تشمل القطار الكهربائي الخفيف ومحطة عدلي منصور التبادلية المركزية والمرحلة الثالثة من الخط الثالث لمترو الأنفاق، بمثابة نقلة نوعية حضارية في مجال النقل العام والجماعي.

 

وأوضح مهدي، في تصريح لبوابة "دار الهلال"، أن هذه المشروعات يكون لها مردود إيجابي من خلال تحسين جودة النقل العام وتوفير خدمة جيدة للمواطنين، مضيفا أن محطة عدلي منصور هي محطة تبادلية تضم عددا من وسائل النقل العام والجماعي منها القطار الكهربائي الخفيف LRT، وكذلك شبكة مترو الأنفاق وغيرها من وسائل النقل الجماعي التي يكون لها مردود إيجابي جيد على المواطنين.

 

وأضاف أن مشروع القطار الكهربائي الخفيف LRT افتتح الرئيس السيسي مرحلة منه وهي ممتدة من مدينة الفنون بالعاصمة الإدارية الجديدة بطول حوالي 70 كم، مرورا بتجمعات شرق القاهرة ومحطة عدلي منصور، مشيرا إلى أن ذلك سيكون له مردود إيجابي في سرعة إعمار المدن الجديدة وتوفير أزمنة النقل بتكلفة اقتصادية يستطيع المواطن الانتقال بين تلك المدن وحتى قلب القاهرة.

 

وأكد أن المواطن الآن أصبح يستطيع الوصول إلى وسط البلد من تلك المدن الجديدة فعبر محطة عدلي منصور التبادلية يستطيع المواطن الانتقال من القطار الكهربائي الخفيف إلى مترو الأنفاق ومنه الوصول إلى أي منطقة في إقليم القاهرة الكبرى، موضحا أن هذه المشروعات تتيح تنوعا في وسائل النقل الجماعي.

 

وأشار إلى أن وسائل النقل العام الجماعي تتميز بأنها أوفر وأقل تكلفة وفي الوقت نفسه تتجنب الزحام، لأن تلك الوسائل مثل القطار الكهربائي الخفيف لا تتوقف في تقاطعات ولا إشارات وبالتالي زمن الرحلة أقل مع زيادة في الرفاهية ووسائل الأمان أعلى، مما يجذب شريحة من المواطنين جديدة.

 

ولفت إلى أن ذلك لن يلغي وسائل النقل العام العادية ولكن هناك مستخدمين جدد يفضلون استخدام تلك الوسائل، ما يجعل له دور جيد في تحسين مستوى النقل الجماعي في مصر.

 

 

توفير زمن الانتقالات

ومن جانبه، قال الدكتور مجدي صلاح الدين، أستاذ هندسة الطرق والمرور بجامعة القاهرة، إن مشروعات النقل الجديدة التي افتتحها الرئيس عبد الفتاح السيسي اليوم والتي تشمل مشروع القطار الكهربائي الخفيف ومحطة عدلي منصور المركزية التبادلية تأتي في إطار التطوير الذي شهده قطاع النقل العام الجماعي والذي كنا نحتاجه.

 

وأوضح صلاح الدين، في تصريح لبوابة "دار الهلال"، أن هذه المشروعات كنا نفتقد إليها في ظل زيادة عدد السكان في مصر والذي وصل إلى 104 مليون نسمة حيث كان لا بد من زيادة الاعتماد على وسائل النقل الجماعي وتقليل الاعتماد على وسائل النقل الخاصة، مضيفا أنه يأتي في المرتبة الأولى لوسائل النقل الجماعي وسيلة مترو الأنفاق.

 

وأشار إلى أن مترو الأنفاق له قدرة عالية وطاقة كبرى في نقل الركاب بأعداد كبيرة لأي مسافة وبسرعات عالية، واليوم تم استكمال الخط الثالث بافتتاح المرحلة الثالثة منه والممتدة من العتبة إلى الكيت كات بواقع 4 محطات نفقية، موضحا أن هذا الخط هو من أهم خطوط مترو الأنفاق في إقليم القاهرة الكبرى.

 

وأكد أنه الخط الثالث للمترو تم ربطه بوسيلة القطار الكهربائي الخفيف، وافتتح الرئيس السيسي اليوم المرحلة الأولى منه، موضحا أنه أصبح الآن من السهولة للمواطنين استخدام تلك الوسائل للانتقال من وسيلة إلى أخرى بسهولة مما يعمل على توفير زمن الانتقال وزيادة كفاءة النقل على مستوى الإقليم بصفة عامة.

 

وأضاف أن هذه الخطوات مهمة للغاية ومن المتوقع استكمال بقية المراحل التي ستعمل على تخفيف الزحام على سكان إقليم القاهرة الكبرى، والذي يعد أكبر إقليم من حيث عدد السكان وكذلك تقليل أزمنة الانتقال التبادلية بين محل السكن والدراسة والعمل، مؤكدا أن هذه خطوة مهمة لرفع كفاءة الانتقال في القاهرة الكبرى ككل.