الأربعاء 22 مايو 2024

المعهد الدولي للتمويل: اقتصاد العالم سيدفع فاتورة استمرار الأزمة الروسية الأوكرانية

المعهد الدولي للتمويل

عرب وعالم4-7-2022 | 09:42

دار الهلال

حذر المعهد الدولي للتمويل، مجددا من تداعيات استمرار حالة المواجهة والتربص السياسي والاقتصادى بين الولايات المتحدة و الصين واستمرار الحرب الروسية الأوكرانية على الاقتصاد العالمي وهو التحذير الذي سبق للمعهد أن أطلقه قبل شهور، مؤكدا أن الاقتصاد العالمي سيدفع فاتورة فادحة جراء ذلك.

وقال المعهد، في تقرير حديث له، إن استمرار هذا الوضع ينذر بسقوط الاقتصاد العالمي في حالة من "الكساد العميق" ونمو لا يتجاوز "الصفر المئوى " بنهاية العام الجارى .

وقال تقرير المعهد الدولى للتمويل - الذى تأسس منذ قرابة نصف قرن - إن حالة الكساد الاقتصادى التى تشهدها الاقتصاديات الأوروبية حاليا ليست إلا نتاجا لحالة التربص السياسى و الاستراتيجي بين الولايات المتحدة والصين وهو ما حذر منه خبراء المعهد فى تقارير سابقة، مشيرين إلى احتمالية أن يصاحب هذا الكساد الأوروبى حالة من التضخم الممتد فى أسواقه نتيجة استمرار الحرب الروسية الأوكرانية، وهي الحرب التي جاءت في وقت بدأ الاقتصاد العالمي المنهك التقاط أنفاسه من تداعيات جائحة كورونا .

ويعد المعهد الدولي للتمويل - ومقره واشنطن - منظمة ذات طابع دولى تشارك فى عضويتها 70 دولة و يعمل بها 450 خبيرا وباحثا ومحللا ماليا بهدف دعم صناعة التمويل وإدارة المخاطر المالية المتصلة بذلك من خلال تحليل المخاطر وإعداد التقارير التنبؤية بأوضاع الاقتصاد العالمي.

كما يضم المعهد فى تشكيل عضويته وأمنانته العامة والتنفيذية مساهمون من بنوك ومؤسسات مالية وبورصات وبيوت خبرة كبرى على مستوى العالم و خبراء فى صناديق التمويل السيادية وبنوك مركزية .

وكان المعهد الدولى للتمويل قد توقع فى تقرير له قبل ستة أشهر نموا "صفريا " للاقتصاد العالمى بحلول نهاية العام الجارى وذلك استنادا إلى تقارير أداء الاقتصاد الأمريكى خلال العام الماضي وسياسات التضييق المالى الأمريكية الراهنة وارتفاع العائد على عمليات الرهن العقارى فى الأسواق الأمريكية لمعدلات هى الأعلى منذ 15 سنة.

وجاء فى التقرير الأحدث للمعهد أن استقراء أوضاع الاقتصاد العالمى خلال الأشهر الستة الأولى من العام 2022 تؤكد أنه ليس من المتوقع أن يحدث الاقتصاد الصينى تحفيزا ذا بال للاقتصاد العالمى فى المرحلة القادمة وذلك على ضوء المعلومات الأخيرة التى كشفت عن عودة فيروس كورونا مجددا إلى التفشي في بعض المناطق الصينية واستئناف حالة الإغلاق فى بعضها الآخر .

وقال روبين بروكس كبير الباحثين الاقتصاديين فى معهد التمويل الدولى إن التباطؤ السريع لمعدلات نمو الاقتصاد الأمريكي يدفع حاليا باتجاه توقع نموا" صفريا" للاقتصاد العالمى وأنه فى حالة استمرار هذا الوضع فقد يشهد الاقتصاد العالمي" انكماشا " لما هو أدنى من "صفر نمو".

وأكد التقرير أن أزمة الغذاء التي يشهدها العالم نتيجة الحرب الروسية الأوكرانية ستخف وطأتها شرط توقف الحرب وكذلك الحال بالنسبة لأسعار الطاقة و المحروقات فى العالم، واستشهد التقرير فى هذا الشأن بما قاله الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكى خلال قمة السبع الأخيرة التى انعقدت فى بافاريا" أنه يأمل أن تنتهى الحرب وتصمت المدافع بحلول أعياد الكريسماس القادمة إما على طاولة التفاوض أو فى ميادين القتال بعد أن يزود الغرب أوكرانيا بما تحتاجه من سلاح و خلق الفرصة لها لصد روسيا".

وأشار التقرير إلى أن حالة الكساد الراهنة التى تشهدها منطقة التعامل الأوروبى باليورو وما يتبدى من مؤشرات ضعف أداء للاقتصاد الصينى تجعل التقديرات السابقة بشأن النمو المتوقع للاقتصاد العالمى بنهاية العام 2022 بنسبة 5ر3 فى المئة "موضع شك" وهو ما فطن إليه البنك الدولي الذي قلل تقديراته لنمو الاقتصاد العالمى من 1ر4 فى المئة إلى 8ر2 بنهاية العام الجارى .

ولفت التقرير إلى أن اقتصاد المانيا الذى يعد أقوى اقتصاد فى منطقة التعامل الأوروبى باليورو يشهد تراجعا فى مؤشرات "ثقة المستهلكين" والتى تسجل حاليا معدلات أقل مما كانت عليه إبان ذروة جائحة كورونا التى أرعبت العالم.

واعتبر التقرير أن إعلان روسيا إغلاق أنبوب غاز الشمال الواصل إلى أوروبا "نورد ستريم" في الحادي عشر من الشهر الجاري هو تطور جديد سيفاقم مشكلات الأداء الاقتصادي السيئ فى أوروبا التى شارفت خزانات الغاز فيها على النفاد بنسبة النصف، فبرغم أن الإغلاق لن يتجاوز 10 أيام إلا أن المراقبين يتوقع بعضهم ألا يعاود هذا الأنبوب عمله مرة أخرى كنوع من الرد من جانب موسكو على مواقف الغرب العدائية تجاهها، وكشف التقرير عن حاجة أوروبا الى استيراد كميات ضخمة من الغاز الروسى للوصول إلى نسبة امتلاء كامل لما لا يقل عن 80 فى المئة من خزاناتها الغازية بحلول الأول من أكتوبر المقبل.