على طريقة بيع «بقايا الطعام» في الأسواق الشعبية، تباع هناك أيضا أدوات شخصية مستعملة مثل المناديل والحفاضات وبعض المواد الصلبة التي يلتقطها النباشون المنتشرون في محيط صناديق وأماكن تجمع القمامة، والذين يقومون بتسليمها لتجار متخصصين في ذلك ثم تحول تدريجيا إلى مصانع تدوير القمامة التي تنتقي بعض الأدوات والمستخدمات الورقية الخفيفة وتدويرها بطريقة معينة ويتم بيعها في الأسواق الشعبية وبعض الأكشاك المنتشرة في الشوارع، بما يمثل خطرًا حقيقيًا على صحة الإنسان وناقل لرئيسي للعدوى والاحتفاظ بالبكتيريا والميكروبات، يأتي ذلك دون وجودة مراقبة أو خضوع تلك المصانع لتفتيش ومنع الصناعات التي تؤثر على صحة وحياة الإنسان.
وقائع كارثية
شهد محمد- 17 عامًا، تقول:" قمت بشراء علبة من المناديل المعروفة برائحتها النفاثة وملمسها الناعم ولكن تفاجأت بعدم وجود أى رائحة للمناديل وحتى العلبة الخاصة بها كانت تبدو وكأنها قديمة لكني ظننت إنها متروكة لفترة كبيرة عند البائع.
حسين نبيل، 22 سنة، يقول:" رأيت كثير الأشخاص يجمعون حفاضات الأطفال والمناديل من القمامة وكنت أتعجب أحيانا فلم أكن أدرى فى أى شئ يستخدمونها وكنت أظنهم يوردوهم لمصنع معين، ولكن اكتشفت أنها تباع".
استغلال أسماء الشركات
أما أصحاب المحلات فأغلبهم رفض الحديث أو حتى الإفصاح عن مورد هذه المنتجات لهم لكن قلة من أصحاب المحلات تميزوا بالجرأة وحاولوا إصلاح الكارثة.
سامح عبدلله، مالك إحدى المحلات، يقول:" يأتي إلينا كل فترة شخص على أنه مندوب من شركة معروفة ليورد لنا منتجات الشركة وتكون أغلب هذه المنتجات لشركات معروفة فى السوق لكن بمجرد فتح العبوة تدرك أنها ليس لها أي صلة بالشركة وتكون العبوة متهالكة لأنهم يجمعونها من القمامة ورائحة المناديل تكون شبه معدومة وملمس المناديل متهالك وخشن.
الزبالون يتبرؤون
إحدى عمال النظافة، ويدعى سيد عثمان، يقول:" ليس لنا أي علاقة بهؤلاء المجرمين نحن نقوم بفصل الأطعمة عن الزجاجات وإرسالها إلى مصانع إعادة التدوير وهناك أنواع من الزجاجات لا تصلح لإعادة تدويرها و استخدام المناديل أو الحفاضات المستعملة ليست مشكلة جديدة لكن انتشرت بكثرة هذه الأيام ومعظم هذه المصانع تقع فى عزبة خيرلله هذه العزبة التى تضم كل ما هو موبوء.
"إحنا ملناش دعوة" جملة بدأ بها عبد الفتاح مرزوق كلامه، عامل نظافة، مضيفًا "الحكومة ملزمة بحل هذه المشكلة فهذه الكارثة لا تقتصر علي الحفاضات والمناديل المستعملة فقط بل ما خفى كان أعظم.
المخاطر الصحية
الدكتور سامي أحمد، استشاري أمراض جلدية يقول إن خطر إعادة تدوير المناديل المستعملة جسيم وغير متناهي ويحتوي على ميكروبات وجراثيم لا تقتل حتى بالتعقيم، فناهيك من أن هذه المصانع لا تمت بأى صلة بالأدوات الحديثة والتعقيم وما يثير دهشتك تداول مثل هذه الأشياء فى الأسواق فهى تعتبر وعاء لنقل الأمراض من شخص لأخر وأحيانا يصاب الشخص بالمرض بمجرد استعمال هذه المناديل وللأسف لا يدرى حتى الأطباء سبب المرض وقتها أناشد بالرقابة الكاملة علي المنتجات للتأكد من صلاحية استخدامها.
وطلب بمسائلة كل بائع يروج لهذه المنتجات قانونيًا ومعرفة مصدرها وبؤرة انتشارها والقضاء عليها، فهذه المنتجات تسبب أمراض جلدية خطيرة من التهابات جلدية وغيرها مما تحتاج لفترة علاج طويلة، فإذا كان المريض مصاب بمرض جلدي ما أو مرض عضوى هناك احتمال أكثر من 70 % أن ينقل هذا المرض لشخص أخر إذا أعاد استخدام المناديل المستعملة.