الجمعة 19 ابريل 2024

المملكة المتحدة تواجه اعلى معدلات التضخم منذ الثمانينيات

المملكة المتحدة

عرب وعالم4-7-2022 | 17:26

دار الهلال

تواجه المملكة المتحدة حاليا أعلى معدلات التضخم منذ عام 1981. اذ انه وصل إلى 9٪ في مايو الماضي ،ارتفاعا من 2.1٪ فقط في عام 2021، وهي نسبة من المتوقع أن تزداد ارتفاعا بحلول نهاية العام الحالي . 

وفي الوقت ذاته، يشهد النمو البلاد تباطؤا ملموسا فأسعار الغاز والسكن وكذلك الغذاء بلغت أعلى مستوي لها على الإطلاق، مما تسبب لعدة أشهر في أزمة كبيرة في تكلفة المعيشة.

وفي هذا الشأن نقلت مجلة سليت الاميركية عن فيونا سيمبكينز، استاذ الحضارة البريطانية في جامعة "لوميير ليون 2 " قولها "إن هذه هي أكبر أزمة اجتماعية واقتصادية شهدتها البلاد منذ خمسينيات القرن الماضي " موضحة ان الطبقات الأكثر تواضعًا تأثرت ولعل تأثر 40٪ من الأسر بفقر الطاقة يظهر الجانب غير المسبوق لهذا الوضع. "

واضافت سيمبكينز ان هذا يرجع بشكل خاص إلى التداعيات الاقتصادية للعملية العسكرية الروسية في أوكرانيا، والتي كان لها اثرا سلبيا على الاقتصاد الذي يعاني ضعفا بالفعل منذ عامين بسبب تفشي جائحة كورونا فقد تضرر اقتصاد المملكة المتحدة أكثر من فرنسا بسبب كوفيد 19 حيث كانت عمليات الإغلاق أكثر تواترا واطول مدة. وعلى الرغم من قيام الحكومة البريطانية بتخصيص مبالغ لتمويل خطط البطالة قصيرة الاجل إلا أن صعوبات العرض والتوظيف، خاصة في الشركات الصغيرة، أدت إلى تآكل نمو الاقتصاد البريطاني بشدة. 

والمحت الى ان هذا الوضع نشأ في وقت بدأت فيه عواقب خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي محسوسة بطريقة أكثر واقعية على الاقتصاد. 

ووفقًا لمركز الإصلاح الأوروبي، انخفض الناتج المحلي الإجمالي بنسبة 5.2٪ منذ خروج المملكة المتحدة الفعلي من الاتحاد الأوروبي في يناير 2020، وفي الأشهر الأخيرة قفزت أسعار المواد الغذائية بنسبة 8.3٪، وفقًا لمؤسسة Resolution Foundation وهي مؤسسة فكرية بريطانية مستقلة تأسست في عام 2005 وهدفها المعلن هو تحسين مستوى معيشة الأسر ذات الدخل المنخفض والمتوسط 

واشارت فيونا سيمبكينز الي انها كارثة للأسر الأكثر تواضعًا التى ارهقتها بالفعل سياسات التقشف التي نفذتها الحكومات المحافظة منذ عام 2010.

وبدوره قال ديفيد فييه أستاذ الحضارة البريطانية في جامعة السوربون الجديدة :" لقد ارتفع عدد الأشخاص الذين تم طردهم من منازلهم في مايو 2022 بنسبة 41٪ مقارنة بشهر مايو 2020."وللتغلب على ارتفاع الأسعار، تحاول بنوك الطعام، التي شهدت زيادة بنسبة 33٪ في عدد حالات الطوارئ الصادرة لمدة ثلاثة أيام، اتخاذ موقف ملائم. 

وتابع قائلا في الوقت الحالي، لم يعد الأشخاص الذين تم تعليق أو انتظار فوائدهم الاجتماعية فقط، كما كان الحال قبل الوباء، هم من يلجأون الى الاستفادة من المساعدات الغذائية. فقد بات الطلاب، والأشخاص الذين يعملون بدوام كامل، يعتمجون بشكل كبير على المواد الغذائية التى يتم توزيعها لأن رواتبهم غير كافية للتصدي لارتفاع تكاليف المعيشة. "

نتيجة لذلك، لم يعد بإمكان الكثيرين دفع إيجاراتهم ففي مايو 2022، ارتفع عدد الأشخاص الذين تم طردهم من منازلهم بنسبة 41٪ مقارنة بشهر مايو 2020. انها كارثة حقيقية ..على حد قوله.

واضاف فييه ان هذه التفاوتات كانت نتيجة لعولمة الأسواق والتغيرات التكنولوجية التي بدأت تظهر في أواخر السبعينيات من القرن الماضي ومن الشائع لدى جميع الدول الغربية أن الاضطرابات التي أدت إلى نقل أو اختفاء العديد من الوظائف ذات المهارات المنخفضة قد أصابت الأسر البريطانية بشكل أكبر، لأن سياسات إعادة التوزيع أقل أهمية في المملكة المتحدة من أي مكان آخر في أوروبا.