قررت اللجنة العليا لمهرجان القاهرة الدولي للمسرح التجريبي، برئاسة الدكتور جمال ياقوت، أن تحمل دورة هذا العام اسم المخرج العالمي الراحل «بيتر بروك»، لما له من تاريخ مسرحي كبير وتجارب ودراسات أثرت الحركة المسرحية والبحثية في العالم، فهو أحد رواد التجريب المسرحي في العالم.
الفنان العالمي «بيتر بروك»، بريطاني الجنسية روسي الأصل، ورحل عن عالمنا السبت الماضي 2 يوليو الجاري عن عمر ناهز 97 عامًا.
وهو أشهر وأبرز المخرجين في القرن العشرين، ولد في بريطانيا 21 مارس 1925، وأسهم في المسرح العالمي بدور كبير، وعاش وقتًا طويلًا من عمره في فرنسا، وأسس فيها مسرح «ليه بوف دو نور» بأنه أحدث تجديدًا في فن الإخراج المسرحي وحرره من الديكورات التقليدية.
المسرح الغربي
ويُعد بيتر بروك من أهم المخرجين المعاصرين الذين حاولوا تجديد المسرح الغربي، من خلال تلقيحه بالأشكال الفرجوية الثقافية الشرقية والأمريكية والإفريقية، ولقب بـ«أعظم مخرج مسرحي على قيد الحياة»، ولقب بأسطورة المسرح.
ويرى بيتر بروك فن المسرح (أبو الفنون) أنه فن شامل يعتمد على جميع الفنون والمعارف والتقنيات من أصوات وإضاءة وموسيقى ورسم وتشكيل ورقص وشعر وصورة مرئية وألوان وأزياء وماكياج، ويسمى هذا المسرح بـ «المسرح الشامل».
لغة عالمية موحدة
ويتخذ بيتر بروك هذا المسرح عنده طابعا إنسانيا يعبر عن حقائق النفس الداخلية، كما يعبر عن الثقافة المشتركة بين الشعوب، فالمسرح له لغة عالمية موحدة.
وأنجز بيتر بروك ما بين 1955 و1965م، مجموعة من العروض المسرحية المتميزة مثل: «نحن والولايات المتحدة»، «تيتوس أندرينيكوس»، «دقة بدقة»، «العاصفة»، «الملك لير»، «حلم ليلة صيف»، « ماراصاد»، «أوديب»، «ندوة العصافير»، «أورجاست» ذات المصدر الفارسي، «الأيك» ذات المصدر الأفريقي، «اجتماع الطير» ذات المصدر الفارسي، و«المهابهارتا» ذات المصدر الهندي.
حصاد الرحلة
وحاز المسرحي الكبير بيتر بروك على العديد من التكريمات والجوائز منها: جائزة إبسن الدولية الإنجليزية سنة 2008، وجائزة دان ديفيد 2005، وجائزة توني لأفضل إخراج مسرحي الإنجليزية 1971، جائزة توني لأفضل إخراج مسرحي الإنجليزية في 1966.
و حاز أيضًا على جائزة قائد وسام الإمبراطورية البريطانية، وجائزة بريميم إمبريال، وقائد الفنون والآداب ووسام جوقة الشرف من رتبة قائد.
يذكر أن الدورة الـ (29) لمهرجان القاهرة الدولي للمسرح التجريبي، تقام في الفترة من 1 إلى 8 سبتمبر 2022، برئاسة الدكتور جمال ياقوت، وتحت رعاية وزير الثقافة المصرية الدكتورة إيناس عبدالدايم.