الثلاثاء 16 ابريل 2024

دوار الصراحة.. «أنا بحب الشيكولاته.. والحكومة بتحبنى»

مقالات5-7-2022 | 19:46

لا أتذكر أنى كنت يوما على علاقة غرام مع الشيكولاته أو على علاقة من أى نوع معها، ومع مرور الأيام والسنوات، تأكدت أن هذا الجفاء فى هذه العلاقة لم يأت من فراغ، وإنما جاء نتيجة مواقف ومشاهد رأيت فيها هذه الشيكولاته لا تذوب إلا فى أفواه الكبار وألسنتهم، كانت دائما (البرنسيسة والعربون)، وكم شهدناها وهى سفيرة للنوايا الانتهازية غير الحسنة فى مكاتب كبار المسئولين وهى بصحبة المتسلقين في كل المؤسسات والمصالح القومية والحكومية.

عموما لا أعتقد أنى بحاجة لمزيد من الدلائل التى تؤكد أننا أصبحنا فى خيار صعب، إما نحب الحكومة ونحترمها ونصدقها وإما نكره الشيكولاته ولا نطيقها.. وإذا كنت لا تصدقنى اسمع منى هذه القصة الطريفة .

يحكى أن مريضًا كان يعانى مرض حب الشكولاته وكراهية الحكومة، وعندما ذهب المريض للعلاج حتى يستطيع أن يجمع بين حب الإثنين نصحه الطبيب أنه كلما تناول قطعة من الشكولاته التي يعشقها، لا ينسى أن يقول: أحب الحكومة والحكومة تحبني.

في أول أيام جلسات العلاج، نظر الرجل في المرآة ثم تأمل نفسه وقضم أول قضمة من قطعة الشكولاته وردد: أنا أحب الحكومة.. والحكومة تحبني.. أول مرة كانت ثقيلة على لسانه.. فقد شعر بأنه يخون مبادئه وقيمه التي تربي عليها.. إلا أنه مع تذوق طعم الشيكولاته المحروم منها من سنوات، وبمرور الأيام بدأ يستسيغ العبارة وحدث بينه وبينها ألفة.. بل أكثر من هذا بدأ يعلق صور بعض المسئولين بجوار صورة الزوجة والأولاد.

يومًا وراء الآخر.. الزوجة تراقب زوجها من بعيد.. لديها أمل في أن يكمل زوجها «كورس» العلاج ويشفي.. صور المسئولين تزداد يومًا بعد يوم على مرآة التسريحة.. وحتى نهاية الشهر كانت صور المسئولين -وزراء وغيرهم تغطي المرآة.. و الحمد الله انتهى (الكورس) كاملاً.

وحل موعد ذهاب الزوج المريض إلى الطبيب ليطمئن على نتيجة العلاج، اقترب الطبيب منه وربت على كتفيه  ثم نظر كثيرا إلى عينيه، وابتسم وسأل الطبيب: ها.. أخذت العلاج كله وفى المواعيد المحددة بالضبط ؟

المريض: كما اتفقنا يا دكتور .

الطبيب: يعنى التزمت وأخدت الكورس كاملا ؟.

المريض: ثلاثون يومًا بالتمام والكمال.

الطبيب: شعرت بتغيير ؟

المريض: جذري..

الطبيب (مسرورًا): رائع.. فرحتنى .. تغيير كبير وجذري كمان اشرح أكتر ممكن؟

المريض: 180 درجة.

الطبيب (هب واقفًا فرحًا): يعنى خلاص نقدر نقول إنك حبيت الحكومة؟

المريض : لا .. كرهت الشيكولاته

نسمات وأعاصير..  كل عام وأنتم بخير 

أيام قليلة ويحتفل المسلمون فى العالم بعيد الأضحى المبارك وأداء فريضة الحج المقدسة المباركة.. تقبل الله منا ومنكم وغفر لنا ولكم.. يا ترى فاكر كيف كنا نحتفل بهذه المناسبة فى القرى والنجوع بل فى المدن أيضا؟

أعتقد أنك لو كنت واحدًا من الذين تنتمى جذورهم إلى قرية من قرى الصعيد أو بحرى، بالقطع ستتذكر ظاهرة كتابة الآيات القرآنية الكريمة المخلوطة بصور الكعبة أو قبر النبى أو غار حراء  التى كان يكتبها ويرسمها مبيض المحارة أو النقاش على جدران بيوت الحجاج احتفالا واستقبالا لهم عند عودتهم بسلامة الله إلى منازلهم. 

لا زلت أتذكر دراسة الباحث أشرف محمد كحلة عن ظاهرة "جداريات الحج"، تؤكد كيف نجحت هذه الحالة الفنية البسيطة الملهمة المبهجة، أن تخلق لنا إبداعا زخرفيا فنيا تراثيا شعبيا متفردا، الملاحظة الأهم أن الفنان الشعبى الذى يقوم برسم هذه الجداريات، كان لا ينسى أبدا مزج إحساسه الدينى والقومى برمز بلده ووطنه الذى ملأ كيانه.

إنه الوجدان الشعبى الراسخ فى القلوب الطيبة الذى يتمسك بحفظ هذه العادة الجميلة منذ القدم.

نعمت سعيد وبسنت حميدة

الأولى عمرها 19 سنة فتاة أصولها صعيدية تعيش وأسرتها البسيطة بمركز القصاصين بالإسماعلية .. بطلة مصر فى رفع الأثقال منذ أن كانت صغيرة وفى بطولة متعددة آخرها بطولة أوزبكستان، مؤخرا وقبل أيام حصلت فى بطولة البحر المتوسط الحالية 2022 على ميداليتين ذهبيتين وأخرى فضية، للأسف الشديد تجاهلها الإعلام الرياضى المصرى بشكل لافت للانتباه، عندما عادت إلى مصر قبل ساعات لم يستقبلها وزير الشباب والرياضة، مثلما فعل مع بسنت حميدة بطلة المارثون لمسافة 100 متر، التى فازت فى نفس البطولة بميداليتين ذهبيتين، وأيضا اهتم بها الإعلام كثيرا، متزوجة ولدت وتعيش بمدينة الإسكندرية العاصمة الثانية للبلاد.. فبماذا يمكن أن نفسر ذلك؟